ارجو أن تنال أعجابكم يا بنوتات :44::44:
لمن تصفو الحياة
كان القصف في غرته ..شظية من شظايا قنبلة أصابت ساقي ..فسقطت مكباً على وجهي لا ألوي على شيء من فرط الألم وما هي إلا لحظات حتى استعادت نفسي وعيها نسيت أن جرحي يقطر دماً وورحت أقلب طرفي فيمن حولي وقد أخذ الليل يرخي سدوله وفجأة سمعت أنيناً فقلت :
أبتاه..فإذا هو مخضب بالدماء يتمتم بإبهام:ســ..سـ..الم..القصاصة..القصاصة....
و الأشلاء مبعثرة حولنا تزخر بالمكان ورائحة الدم تعبق من الشهداء والأنات تشـنف الآذان كسيمفونية ما يخبت لحن حتى يعزف ما هو أشد منه وأنا مشدوهة ....أتفحص ما حولي بنظرات شاردة وما هي إلا لحظات قلائل حتى تلاشى ذاك الأنين صاعداً بروح صاحبه إلى السماء ، ففاضت مآقي بالدموع ودوي المكان بصرخاتي :
واأبتاه ..واأبتاه.. واأبتاه..
وطيفه لا يفارق مخيلتي ..والأفكار تنهب فؤادي وتذهب به كل مذهب أفي سعادة أنا أم في شقاء ؟ أأصبر أم أجزع ؟أأفرح أم أحزن ؟
وبينما أنا أزاحم بصيص الأمل تأبى قسوة الظالم حتى ذلك فعصبوا عيني وزوجوني زجاً لحاملتهم وانهالوا علي ضرباً ثم قادوني إلى حندس داج انتهى المطاف به إلى مكان اكتسته الهيبة وعلته أوشحة الرهبة ...وجوه شاحبة...ركب
جاثية تتمتم بابتهالات خاشعة فأخذت أتصفح الوجوه....الألم يعتصرني .....أصداء كلمات والدي تتردد في مسامعي وساقي تلك التي تشاركني الهم فتبكي دما ..
تقدم إلي شيخ علت قسماته تجاعيد أحدثتها نكبات الدهر ورزاياه شق إزاره لنصفين وعصب رجلي بأحدهما علّه يخفف ما بي لكن من يعصب جراح قلبي ؟
ثم أطلق ذاك الشيخ زفراته وقال: بالكاد لم تعرفني أنا سالم ...فصرخت في وجهه : من سالم .. أأنت سالم .. صديق والدي فأومأ برأسه ومن أخمص قدمي بين الدماء أخرجت تلك القصاصة وسلمتها له منفذاً وصية والدي في آخر رمق له في هذه الحياة.
فربت العم سالم على كتفي وبدأ يحكي لي قصته مع والدي إنها كتلك التي نسمع عنها ونظن أنها لا تمد أيديها نحونا وبصوت أجش نودي باسمي لتبدأ حكايتي..
حكاية تتكرر في بقاع المعمورة ...مشاهد تجسد أبشع العذاب والتنكيل...حكاية أبثها لكم لا لأستدر منكم شفقة وعطفاً بل لأنذركم بأن فصولها قد أزفت منكم .
جذوة شوق @gtho_shok
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️