بسم الله الرحمن الرحيم
استغفر الله الذي لاإله الا هو الحي القيوم واتوب اليه
معظمنا مرت عليه آلام عضويه او نفسية او هموم.. ..يستطيع بعضنا ان يتحكم بها ويتحملها والبعض تكون اصعب واقوى من أن يتحمل ذلك الجرح او تلك العملية ..او ايا كان ..
وجدت كلمات دخلت لقلبي وشعرت بسكينة وطمأنينة بعد قراءاتها ..ولمحبتي لكن وددت لو اطلعتن عليها ..
حماكن الله وحفظكن من كل مكروه ..وادام عليكن صحتكن ..
نقلته لكن ..
وينطبق هذا الأمر بشكل كبير على الأطفال بالذات، حيث يكون الخوف من الألم عادة أكبر من الألم نفسه، وعندما يصاب الأطفال بجروح، فعادة ما يعتمد رد فعلهم على تصرفات الآباء حسبما يوضح أولريتش فيجلر، عضو رابطة أطباء الأطفال ويضيف: "كلما كانت صرخات الطفل أعلى وأقصر كانت الإصابة أقل ضررا في العادة". لذلك ينصح الخبراء الآباء بألا يظهروا فزعاً عند تعرض أطفالهم لإصابة. ويقول فابيان في هذا السياق: "الهدوء في رد الفعل يعطي الطفل إحساساً بأن الإصابة ليست خطرة"، وهذا يقلل بدرجة كبيرة من حجم الإحساس بالألم.
القرآن يعودنا على ألا نخاف إلا من الله تعالى، يقول تعالى: (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا) . انظروا إلى هذه الآية كم تمنح الإنسان من قوة وتوكل على الله تعالى، وتبعد عنه شبح الألم والخوف والقلق والاضطرابات النفسية.
هذه آية تمنحك السعادة وبخاصة في مثل عصرنا هذا، فما أكثر المشاهد الحزينة، وما أكثر أولئك الملحدين والمشككين، وهؤلاء لن يضروا الله شيئاً، يقول تعالى: (وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) .
أما هذه الآية فنجد فيها مثالاً رائعاً لعلاج الألم والخوف والحزن، عندما كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مع صاحبه في الغار، يقول تعالى: (إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) . وهنا نلاحظ أن القرآن يجعلك تعيش مع الله دائماً لتنسى همومك وآلامك وأحزانك، فأنت عندما تقرأ القرآن تكون مع خالق الكون جل جلاله، فهذا الإحساس لا يمكن لأحد أن يمنحك مثله إلا إذا قرأت القرآن!
ولذلك قال تعالى مخاطباً حبيبه محمداً ومن ورائه كل من يحب هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) . فعندما يعود الإنسان نفسه على الصبر فإنما يعطي رسائل إلى الدماغ لكبت الألم، وعندما يشعر بوجود الله إلى جانبه وأن الله معه ينسى كل شيء، إلا الله! وهذا الشعور يجعل صاحبه في قمة السعادة. فحيث يعجز علماء الدنيا عن منحه السعادة الحقيقية، فإن مثل هذه الآية كافية لجعل الإنسان فرحاً برحمة ربه.
يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)
القرآن مليء بالآيات التي تساعدك على التحكم بالألم
طبعاً نرى أن العلماء يحاولون إدراك طبيعة الألم لإيجاد وسائل للتغلب عليه، ويرون أن أفضل الطرق أن يعود الإنسان نفسه على تحمل الألم، وقد نعجب إذا علمنا أن القرآن هو أكثر كتاب حدد لنا طرق التغلب على الألم، ومن خلال آيات كثيرة جداً، بل إن كل آية من آياته تعتبر بمثابة علاج وشفاء وراحة وطمأنينة.
يقول تعالى: (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) .
فتأملوا معي هذه الآيات كيف تمنح المؤمن الثقة والقوة وتبعد عنه الحزن والخوف وهما أهم عاملين من عوامل الألم، الحزن على ما مضى والخوف مما سيأتي، أي أن الله تعالى شمل بهذه الآية الماضي والمستقبل: (لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)، وحتى نصل إلى هذه المرحلة يجب أن نحقق شرطين: الإيمان والتقوى: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ).
وانظروا معي إلى ذلك النبي الكريم: سيدنا يعقوب عليه السلام الذي ضرب أروع الأمثلة في الصبر وعلاج الألم، فقد فقَد ابنه ثم فقد ابنه الثاني ثم فقَد بصرَه، وعلى الرغم من ذلك لم يفقد الأمل من الله تبارك وتعالى! انظروا ماذا قال لأبنائه بعد سنوات طويلة من الحزن والمعاناة: (يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) .
كلما قرأتُ هذه الآية أحس بسعادة لا يمكن للكلمات أن تصفها، ومهما كان حجم المشكلة التي أتعرض لها، فإنني كلما تذكرت هذه الكلمات: (وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) فإن الهموم تزول والآلام تتبدّد، ولا يبقى في ذاكرتي إلا الفرح والسرور بهذا الإله الرحيم.
أخي المؤمن، أختي المؤمنة! مهما كانت ذنوبكم وآلامكم ومشاكلكم، ومهما كانت لديكم مخاوف أو أمراض أو معاناة، فإن الله تعالى أكبر من همومكم، ورحمته أوسع من السموات والأرض، فلا تفقدوا الأمل من الله، لأنه معكم ولكن بشرط أن تكونوا معه! هذا الإله العظيم الذي خلق الكون بمجراته ونجومه وكواكبه، يخاطبك أيها الإنسان الضعيف الخاطئ البعيد عن الله ويقول لك: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)
وأوجه الخطاب لأولئك الملحدين الذين يدعون أن "إله الإسلام" كما يقولون لا يعرف الرحمة، وأستغفر الله من هذا القول، وأتمنى منهم أن يستمعوا بقلوبهم وعقولهم إلى هذه الكلمات الإلهية الرائعة والمليئة بالرحمة: (إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا).
ووالله لو أن أحداً أساء إليهم بكلمة لتمنوا زواله من الدنيا، وامتلأ قلبهم غيظاً وعداوة وحقداً عليه، ولكن الله تعالى على الرغم من نعمه علينا وعلى الرغم من أنه سخر لخدمتنا كل شيء في هذا الكون، تجد كثيراً من الناس يجحدون بنعمة الله، وينكرون فضله، والمصيبة أنهم لا يعترفون بخالق الكون جل جلاله!! وعلى الرغم من ذلك يخاطبهم ويناديهم: (لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ)!!!
وأخيراً أتذكر دعاء سيدنا أيوب عندما أنهكه المرض والألم فنادى ربه بهذا الدعاء: (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) .
وعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما قال :
كان من دعاء رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم:
<اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك
وفجاءة نقمتك وجميع سخطك>
رَوَاهُ مُسلِمٌ.

حبيبتهم (أم عبدالعزيز) @hbybthm_am_aabdalaazyz
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.



بارك الله فيكن وغفر لكن وفرج همومكم ولااراكم مكروه
ام محمد بوركتت يالحبيبه على الاضافه
ام محمد بوركتت يالحبيبه على الاضافه

الصفحة الأخيرة
سلمت يمناك