لم استطع النوم من البرد بتركيا

بسم الله الرحمن الرحيم

أحبابي .. من جنوب تركيا ومن الريحانية على حدود سوريا أكتب هذه الرسالة وانا في غرفة صغيرة وبجواري دفاية وملتحف ببطانية ومع ذلك أشعر بالبرد الشديد الذي جعل النوم من يفارقني.. عندها تذكرت من هم بجواري من السوريين الذين لا أستطيع وصف حالهم مع البرد والجوع والمرض والقصف الليلي عليهم بالبراميل المتفجرة؟؟
ولاحول ولاقوة الا بالله وانا بهذه الحالة اسأل نفسي كيف يتحملون ماهم عليه من شدة وكرب فهذا شاب مبتور القدم واولئك خمسون ما بين طفل وطفلة بلا ابوين وذاك شيخ كبير فقد زوجته واولاده ..وهذه فتاة لم تبلغ الرابعة عشر تتعالج نفسيا" أثر ماتعرضت له من الاغتصاب!!
مشاهد ورويات سمعتها لم أكن أتصور انني ساقف عليها وما رأينا اسرة منكوبة الا والتي بعدها اشد،منها ولاحول ولاقوة الا بالله ...
ومما يخغف على النفس من ألم قيام الأخيار بواجب العطاء والمواساة فقد رأيت مايسر من مشاريع عظيمة خرجت من بلاد الحرمين لاخوانهم المنكوبين في سوريا او االاجئين في تركيا .
وثمة امر أخر أحببت أن اكتبه لكم .. عده وصايا لاخواني واخواتي في المملكة وهي كمايلي :
*المبالغة بالحمدوالثناء والشكر لله بالقول والعمل على ما نحن فيه بمملكتنا من نعمة الرخاء والامن والدين وأن نخجل من عصيان ربنا وقد خصنا عن غيرنا بهذا الخير العظيم خاصة لاسيما في الصلاة والزكاة وان لا نقصر بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر وكثرة الاستغفار..

*الدعاء الدعاء والدعاء بأن يحفظ الله لنا ديننا و بلادنا وولاة امرنا وعلماءنا وان يكفينا الشر والفساد والفتن وان نحذر ان نكون اداة يستعملها العدو ضد بلادنا فوالله اننا لانطيق ما نراه واقعا" يعيشه اخواننا في سوريا..!

* الامر الثالث
ان كل ما نريد وكل ما نتمنى وكل ما نخاف ونحذر إنما هو بيد الله وعليه يجب الا نطلب الامن الله وان لانخاف الا من الله واما الباقين فهم تحت حكم الله وامره سبحانه وتعالى والاصلاح الحقيقي لاوضاعنا انما هو باصلاح علاقتنا بالله
قال تعالى ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96) أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ (97) أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُو


*أن لا نسأم من دعم اخواننا في الشام فالعدو لم يتوقف ولم يمل عن الدعم بكل انواعه وهو على باطل فكيف بنا ونحن نتقرب الى الله ونقوم بواجب الاخوة الاسلامية والجهاد بالمال وندعم من يدافع عن الاسلام والبلاد !! ولايحقر أحد من المعروف شيئا" ولو بشق تمره فما نحسبه هينا" هو عند اخواننا بالشام عظيم!!
مثال ذلك:
خمسون ريالا " تؤمن( كازاو ديزل) لمدة اسبوع للتدفئة و سلة غذائية ب100ريال تكفي الاسرة مدة شهر وبطانية نفرين ب45 ريالا" و1000 ريال تؤمن خيمة لاسرة مشردة تحميها من البرد والمطر !!

وصلى الله وسلم على نبينا محمد،

جمعية طيبة