لم اكن اريد غير ( شكرا) ..!!!!؟؟؟؟

الأسرة والمجتمع


حدثتني تقول :
أبلغتني ابنتي الكبرى قبل أيام رغبتها في عمل

" مأدبة غداء " لصديقاتها المقربات في
(( نهار الغد )) ،
و قد كن حوالي سبع فتيات لم تلتقيهن منذ مدة طويلة ،
أحسست ساعتها بأنها قد اتخذت قرار

(العزومة )
قبل أن تتباحث معي في إمكانيتها من عدمها ..
حتى ظروفي في ذالك اليوم الذي حددته لم تسأل عنها ؟!

و هل يناسبني ذاك الموعد أم لا ؟؟
هل طلبها في الأساس مقبول أم لا ؟؟
فاجئني الحال ..
لكني قلت في نفسي :
يا لله (( العيال كبرت )) و يجب أن نعترف بذالك ،
أصبحوا يفكرون و يقررون

و يستغنون بالتدريج عن كثير من ملاحظاتنا ..
و هذه -على فكرة- بادرة صحية أباركها

عندما تكون في مكانها الصحيح ..
لأنها مظهر من مظاهر قوة الشخصية ...
يبدوا لي ذالك !!
لم أقف طويلاً عند هذه النقطة و يا ليتني فعلت ..
فقد كانت هذه هي غلطتي الأولى !!
أعطتني المدام - طااااااال عمرها -

التعليمات اللازمة و الخطوط العريضة ...
ثم انصرفت إلى غرفتها :
فقد كان يومها طويلاً كما قالت و هي تودعنا :

تمسِّي على خير يا أمي !!!!
تركتني وحيدة أمام عشرات الأسئلة التي

فوضتني مشكورة بالإجابة عنها حسب ما أرى
لأن وقتها أثمن من أن تضيعه بمسائل تافهة على حد قولها ..
لم تأخذ عيني نوماً ليلتها إلى الفجر ،

قررت ان تكون العزومة هذه مفاجأة لها بكل المقاييس
خاصة ً و هي بالذات - دوناً عن كل اخواتها -

عملية جداً و قليلة الطلبات ،
و كل وقتها تجدها وقد انحنت على كتبها و محاضراتها ..
ففكري كله كان مشغولاً بتلك الأشياء التافهة

على رأي ( نوره ) ابنتي ،،
طالبة الطب المتفوقه ..
قائمة الطعام الرئيسية يا ترى ما هي ؟؟
كم نوع سلطة سيكون كافياً

و بناتنا هذه الأيام مهتمات (( بالسلطة ))
أكثر من أي شيء آخر مع موجة
النحاااافة الإجبارية السارية هذه الأيام
و التي تزيد للجمال جمالاً مع التاااان ؟؟
الحلويات ... هل الشرقية أحلى

أم سأكتفي بموس الشوكلاته مع كيكة الآيس كريم ؟؟
أي المفارش سأستخدم الدانتل المذهب أم الكتان المطرز ؟؟
و أي طقم من أطباق السفرة سيكون أحلى و أنسب لهن ؟؟
الرسمي الأبيض أم ذا اللون الفوشيا الفرائحي

ليناسب أعمارهن واذواقهن .. ؟؟
سؤال يتبع الآخر إلى أن طلع الفجر ..
تعوذت من إبليس و قمت لأستعد للصلاة

و الأفكار معي تتزاحم حتى وأنا اتوضأ و أصلي ..
صليت و لله الحمد و قرأت أذكاري " على عجل "

ثم توجهت حالاً إلى المطبخ بحركة ديناميكية لا إرادية ..
ولم أخرج منه إلا قبل صلاة الظهر بقليل ..
السائق يومها كان يجري جولات م****************ة سريعة

على كل البقالات حول بيتي ليحضر
ما دونته من الفجر في قائمة المقاضي (الطلبات ) ..
و الخادمة المسكينة كنت أسمعها تكلم نفسها !!
و كأني بلسان حالها يقول و هي ترى المطبخ حولها

يضرب يقلب من كل الجهااات :
كان يوم أسود و منيِّل

يوم قررت مدام نوره الصغيَّره عمل عزومة !!
أما أنا فحالي حاااال ...
شوط على ((المطبخ ))

و القدور الهادرة على الموقد الذي يئن تحتهن ،
وشوط على (( غرفة الضيوف ))

لتنسيق الإكسسوارات و الأباجورات ،،
و الثالث على (( غرفة الطعام )) لترتيب المائدة

و إضاءة الشموع و تنسيق باقة الورد الطبيعي
الجميلة التي أحضرها السائق كومار

من محل الورد القريب الذي أتعامل معه ،
و قد صرفت مع العامل الهندي الذي يشتغل فيه

من الكلام ما يعادل حمولة لوري :
عشرة طن !!
أما الرشوش و العود فقد بخَّرت ثلاث مرات

و حضَّرت الرابعة لدخولهن .
و عندما جاءت نورة من الجامعة كنت

غير مستعدة للسلام عليهن لأني لا زلت في ملابس المطبخ ..
أمي بشري الغداء عسااااه جاهز ؟؟
سألتني على عجل و هي تتفقد القدور

والأطباق و تتذوق ما تيسر منهن ؟؟
جاهز يا نوره أجبتها ... تحبين نغرف الآن ؟؟
يا ريت يا أمي ، فبعضهن ما عندها

وقت بالمرة و بتغادر بعد الغداء مباشرة ً ،
لم تطلب مني السلام على صويحباتها >>>> غريبة !!!
و كنت قد حضرت الجواب

و الإعتذار الشديد لسؤال لم يخطر لها أن تسألني إيااااه .. !!
رتبت أنا و الخادمة الغداء على الطاولة بسرعة البرق ..
وقد بدت لي بعد الإنتهاء من ترتيبها

كـ (( طاولة ملكية )) ما شاء الله تبارك الرحمن
لم أعد مثلها منذ زمن طويل جداً ..
حرصت على تصويرها لأُرُي والدها الترتيب

و الأناقة عندما يسألني مساءاً ..
كلمتها على الجوال لأخبرها بأن كل شيء جاهز ..
ردت على عجل :

أو كيه ..! ثم أغلقت الخط ....
و بقيت أنا على الضفة الأخرى من غرفة الطعام

( و قد كانت المطبخ ) ،
أنظر إليهن من شرخ الباب الذي يفصلني عنهن .

أتفقد و جوههن و أسمِّي عليهن ..
و أتبسم عندما أسمعهن يضحكن و أنا لا أدري لماذا ؟؟
أقول بيني و بين نفسي :

نورة مستعجلة بالمررررة ..
أكيد بتتفضى لي بعدين نسولف على رواااق ..
يا ترى هل أعجبتهن سفرتي ؟؟؟

و ما شعور نوره الآن ؟؟
سمعتهن يتحدثن فيما بينهن بكلمات

نصفها بالإنكليزية التي لم أفهمها ؟!
ثم يشكرن " نوره " على الذوق و الجمال و كرم الضيافة..
و يغادرن بحفظ الله ..
* بقيت أنا أنتظر نوره على نااااار !!
و بعد ساعة أو أكثر سمعت طرقاً على باب غرفتي

فزَّ له قلبي و كل جوارحي ..
هي (( نوره )) أعرف نغمة طرقها ..

جاءت تشكرني و تقبلني قبل أن ننام أنا و هي ..
و تمتدح اطباقي وترتيب سفرتي و شاعرية وردي و شموعي ..
جلست معي على الصوفا

التي ارتميت عليها (( كالقتيلة )) من شدة التعب ؟؟
و بدأت تحدّثني عن يومها في الجامعة ...

و درجتها في اختبار مادة الرياضيات الذي خافت منه ...
و فستان صديقتها ( منى ) الذي تمزق

و هي تنهض من الكرسي بعد أن أمسك به مسمار بارز لعين ...
تحدثنا في كل شيء بالدنيا إلا عن العزومه ؟؟!!
جملة يتيمة رمتها و هي تخرج على عجل :
على فكره يا أمي ... صديقاتي انبسطو مرررررة اليوم ..
<<<<<<...............>>>>>>

فجأة ...
و جدت دموعي تنهمر بغزارة بدون

أن أدري تعباً و عتباً و استغراب و تساؤل ..
كلي كان شوقاً لأن أسمع كلمة (( شكراً )) ،
لم أكن اطمع بأكثر من ذالك .. ..
و عندما لاحظت هي دموعي اندهشت جداً
حتى تساقطت كتبها من يديها و هي تقول :
أمي تبكين ؟؟؟؟ عسى ما شر ؟؟ يعورك شيء ؟؟؟
خيم صمت غريب على كل المكان .. !!
حتى نطق والدها بتوتر واضح و كان بجانبي :
نوره ما في شكراً يا أمي ؟؟؟
لم تجب نوره ..
تسمرت في مكانها لدقائق

و لم تنبس ببنت شفه !!
ثم خرجت مسرعة الى غرفتها تداري وجهها بيديها ،

لكنها أرسلت لي هذه الرسالة بعد دقائق ،
و التي داوت كل جرحي و ألمي و تعبي و عتبي ..
أمي العزيزة .. سامحيني أرجوك ..
ما توقعت إنك بحاجة شكر ..
و كل كلمات الشكر

و بكل لغات العالم تقف عاجزة عند أقدامك ..
أرجوك أمي لا تبكين فأنا (( كلي ))

فدى دمعة وحدة من دميعاتك الحارة هذي اللي أوجعت صدري ..
شكراً شكراً شكراً من هنا إلى السماء ..

وربي ما تكفيك !
إبنتك المحبة
رددت في نفسي :
سبحان الله العظيم ..
أي كلمة سحرية هذه التي

و هبها الرحمن كل هذه الطاقة لفعل الأعاجيييب .. ؟؟
و هل نحن بحاجة لكل هذه الدرامــــــــــــــــــــا

لنحصل على " شكراً " ؟؟؟؟؟
22
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

دانه سعوديه
دانه سعوديه
روووووووعه من جد اعجبتني جدا

وشكرا
وميض~
وميض~
روووووعه من جد مؤثره .....يسلمووووووو.....
خووقه
خووقه
روووعه وشكرا
ارجوان الافق
ارجوان الافق
كلام رائع ماشاءالله بس فعلا كلمة الشكر تسوي العجايب
شكرالك على ماكتبتيه
عاشقة دهن العود
واه كلماتك أثرت فيني من جد مشكوره