تذكرت وأنا أسطر لك هذا العنوان المحاضرة القيمة للشيخ بدر المشاري (( قرع على أبواب السماء )) فإن لم تستمعي لها أختي الحبيبة فأنصحك بها وتذكريني بدعوة صالحة
قرأت بالأمس هذه الآية الكريمة قوله تعالى: «وما من دابة في الارض الا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين» .. وكأني اقرأها لأول مرة تذكرتها بعدما كاد أن يلقي الشيطان علي حبال اليأس والقنوط ... ماعاذ الله أ أيأس من رحمة العزيز الجبار لا والله لن أيأس من رحمتك ربي سأسير بدرب الصابرين من خيرة خلقك وسأنهج من منهج أنبيائك ...فهلا تذكرتي معي أختي العزيزة صبر أيوب على مرضه وصبر يوسف على السجن وكم صبر نوح على دعوته وصبر محمد صلى الله عليه وسلم على أذى قومه .... هل تذكرتي هذا واحتسبتي الأجر عند الله واسترجعتي بقول إنا لله وإنا إليه راجعون .... إذن لاتتكدري ولا تيأسي ولاتغتمي وتذكري معي قوله تعالى: «ومن يتوكل على الله فهو حسبه» أي كافيه. ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتعود بطاناً» اخرجه ابو داود والترمذي بسند صحيح.... فأين الثقة بالله؟ ألم يرزق الحيتان في البحر والنمل في الجحر؟ ألم ينقذ الملهوف وينصر المظلوم؟ ألم يرعك أنت أيها الخائفة على رزقك في بطن امك تسعة أشهر في عالم الأجنة.
ولقد ذكر عن داود عليه السلام انه قال لابنه سليمان: يا بني انما يستدل على تقوى الله من الرجال بثلاث:
حُسن التوكل فيما لم ينل.
وحُسن الرضا فيما قد نال.
وحُسن الصبر فيما قد فات.
ألم يُقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: والله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى ان تفتح عليكم الدنيا فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم».
توكلي على من أرزاق العباد بين يديه واعلمي أنا لا أحد سينفعك إن لم يقدر لك الله ذلك ...
وسأضع بين يديك هذه القصة ولا تظني أخيتي أنها من نسج الخيال بل هي حكمة العزيز الجبار من بيده ملكوت الأرض والسماء ... سارة فتاة مثلي ومثلك تخرجت من الكلية وهي تحمل بين جنبيها الحلم الأجمل وهو الوظيفة لكن هذا الحلم ظل يعاندها اربع سنوات لكنها لم تيأس بقيت آمالها العريضة معلقة برحمة الله وتقديره ... أعلن عن الوظائف كالعادة إلا أنها هذه المرة أعياها المرض أن تجري بملفها الأخضر بين جنبات الديوان لتدخل الزحام الذي تعودت عليه فقررت أن تترك المهمة هذه المرة لأخيها ... لا تظني أنها كانت تأمل من ورآئه بواسطة أو معين فأخوها في الثالث المتوسط وأبوها متوفى وهو غير معرف لعلية القوم حتى يتوسطوا لإبنته ... دخل الأخ المبنى هاله منظر المراجعين تلفت يريد أن يسأل لكن رهبة المكان الذي لم يعتد عليها والزحام الذي لم يشاهد قبله إلا امام المقصف المدرسي لكن هذه المرة لم يتمكن من دخوله فجميعهم أكبر منه سنا وهذا مما زاد من خوفه أخذ يتجول بالمكان على أمل أن يخف الزحام صعد إلى الدور العلوي وهويتنقل بين مكاتبه وأثناء تجوله وجد مكتب شبه مفتوح طرقه لكن لم يجبه أحد دخل المكتب وإذا بشخص مجرد أن رأى فلول الملف الأخضر قام برفع سماعة الهاتف لإجراء مكالمة بقصد الإنشغال بها لكن الأخ دخلته بعض الجرأة وبقي لينتظر وإذا بالشخص يشير إليه بيده >>>> أخرج
بالفعل اتجه إلى الباب وهو يتأمل المكتب بإنبهار وعند الباب اصطدم بفراش الإدارة والذي يحمل مجموعة من الملفات لتتساقط على الأرض فيتلقى بطلنا بسببها بعض الشتائم التي تدفعه مرغما غير مختار لجمعها ومغادرة المكان نزل الى الطابق الأسفل الزحام لم يخف بعد لكن مالعمل سأنتظر لكن ؟؟؟؟ الملف لقد سقط ضمن تلك الملفات إذن مالعمل أووووه سامحيني ياسارة ... وهو في سيارة التاكسي أخذ يفكر أيخبر أخته لا لن أخبرها هي تعلم تماما أن تخصصها لم يعد مرغوب و لن تيأس كعادتها .. لكن ما مصير الملف ؟؟ قد تكون أسماء معلمات مفصولات .... هاهاها .. أو منقولات أو أو أو على أي حال سيكون مصيره كالعادة سلة المهملات ... تمر الأشهر وسارة تنتظر مثلي ومثلك بحرارة وترقب .. وجاء الموعد لتطلب من أخيها إحضار الصحف .. أحضرها لكن دخل سريعا غرفته فهولايريد أن برى وجه سارة ... أخذ يمني نفسه ستفعل كعادتها تسترجع وتحمد الله ومع سلسلة الأفكار يسمع زغرودة والدته ألف مبروك يا بنتي والله صبرتي ونولتي !!!! خرج الأخ بذهول ثم أخبرهم بقصة الملف وهو لم يكن يعلم أنه وضعه من حيث لا يعلم ضمن قائمة الواو إلا أن واسطتهما كانت رب الأرض والسماء الذي إن شاء أعطى بغير حساب ولا تسطيع قوى الأرض والسماء أن ترد قدرا أراده لأحد من خلقه ...
أخيتي ... تذكري نعمة العافية التي أسبغها الله عليك وحرم منها الكثير .. ونعم الله التي لا تحصى فلا تنسيها أمام نعمة واحدة .... والجأي أختي بصدق إلى خالق الكون و مدبر أرزاقه ..
أختك ضوء القمر
ملاحظة : القصة حقيقية لكن الصياغة من عندي <<<< احم احم >>> و باختلاف الأسماء... جزء من المقدمة للكاتب محمد اليوسف
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
فهو نعم المولى ونعم النصير
:26: