فأعذروني على غيابي الطارئ
والمفاجأ والخارج عن إرادتي
فأنا أعيش هذه الأيام ظروف صعبه
وتكاد أن تكون حاسمه لمعاناتي
لا أخشى شيئاً بل سأظل
واقفاً على قدماي لأخر لحظة
وسأكمل معكم أحداث تجاربي
مع المرض بكل تفاصيلها
ولكن أعذروني أن تأخرت عليكم
فذلك راجع لتعبي من العلاج
لدي كلمات كثيرة أود أن أقولها لكم
لكنها تتبخر أمام سمو أخلاقكم
ويبقى الأمل معقوداً
وتبقى راية التحدي مرفوعة
فوق هامة الظروف
نعود للجولة التاسعة عشر
بدأت الجلسة الثالثة تحولات غريبة تحصل لي
ففي اليوم الأول
أحسست بألم فضيع في الكلية اليسرى
فكأنها تتقطع أخبرت الممرض
فأستدعى الطبيب وبعد الكشف
قال لي أن الورم يضغط على الحالب
وهذا ما يسبب لك الألم
وعلينا أن نجري عملية عاجله
لتغيير الأنبوب الذي وضع في الحالب
حتى يخفض الضغط الناجم عن الورم
فقال لي أن العملية لا تستغرق إلا وقتاً بسيطاً
ولابد إجراءها في أسرع وقت
قلت له لا بأس توكل على الله
المهم ينتهي هذا الألم وأرتاح
أجريت العملية والحمد الله تكللت بالنجاح
وعدت لإكمال الجلسة
مر اليوم الثانية والثالث على خير
برغم التعب والإرهاق
وفي اليوم الرابع جاءني اتصال من زوجتي
وبعد أن أطمئنت على حالتي
قالت يا أبا تركي أن ابنتك أثير
منذ أمس وهي تبكي لا تأكل ولا تشرب
فهي ممسكة بصورتك وتردد أريد بابا أريد بابا
قلت لها أعطني إياها
فكلمتها فإذا بها تصرخ وتجهش بالبكاء
صوتها لا يزال إلى يومنا هذا لا يفارق مسمعي
فهي تبكي بشكل جنوني ويصعب وصفه
وتقول لي تعال يا بابا
وقتها لم أتمالك نفسي فشاركتها البكاء
وشعرت أن الدنيا تبكي معنا
توسلت لها أن تكف عن البكاء
وحاولت لكنني لم أستطع
كانت تردد لمن تتركني يا بابا
تحركت داخلي العاطفة الأبوية
والتي موجودة لدى كل منا
فكان تحركها يشبه تحرك الأمواج
التي لا يوقفها شيء
أغلقت الهاتف واتجهت إلى الممرض
وقلت له أريد أن أكلم الطبيب
قال لي لماذا هل لديك مشكلة ؟!
قلت له أريد أن أوقف العلاج
قال لماذا تريد وقف العلاج فمازال باقي لك يوم في العلاج ؟!
قلت له أرجوك أخبر الطبيب أو دعني أكلمه
وبعد إلحاح مني أتصل بالطبيب واخبره
فتحدث معي الطبيب
قال لماذا تريد إيقاف العلاج ؟
قلت له الموقف الذي حصل لي مع أبنتي
فقال هذا الشيء لا يجعلك تترك العلاج
قلت له والله لن أكمل العلاج
ولو كان هذا أخر يومٍ لي في الدنيا
علي أن أذهب مهما كلف الأمر
قال لي هذا القرار على مسئوليتك
قلت نعم
أنهيت اليوم الرابع وخرجت من المستشفى
متوجها إلى بيتي
وأنا أحمل هموم العالم داخل صدري
لم أبالي بصحتي كل ما كان يدور في خاطري
أن أرى أبنتي
وصلت للبيت وأنا أعاني من السفر
ومضاعفات العلاج
توجهت إلى غرفة صغيرتي
أريد أن أحتضنها وأشتم رائحتها
رأيتها فانكببت عليها باكياً
وهي تقول ببراءة الأطفال لقد جعلت أبي
يعود من السفر بعد أن كلمته
فكانت كلماتها ابلغ من أي علاج
وأنا هنا لا أبالغ في وصف ما حدث
فهو موقف راسخ في عقلي وكياني
من الممكن من يأتي ويلومني
على تصرفي وتركي للعلاج
لكنني أقول له أن ذلك الموقف صعب
لا يتحمله ولا يشعر به إلا من كابده .
انتهت الجولة التاسعة عشر
أستودعكم الله

نعود للجولة العشرون
لم يبقى سوى جلسة واحدة وينتهي العلاج الكيميائي
وبعدها يقرر الطبيب الخطوة التالية
يوم الجمعة ليلاً كان موعد مغادرتي لبيتي
وأثناء توديع أسرتي رأيت في عين زوجتي
نهر من الدموع تحاول أن تخفيه عني لكنها لم تستطع
فبادرتها بالسؤال لما هذه الدموع يا أم تركي ؟!
قالت إني خائفة من هذه الجلسة فليلة البارحة
لم أذق طعم النوم كوابيس وأحلام مزعجة
قلت لها استعيذي بالله من الشيطان الرجيم
وتوكلي على الله فلن يحدث إلا ما هو مكتوب
قبلت رأسها وهمست في إذنيها قائلاً
بإذن الله سوف تجدني بعد أسبوعٍ أمامكِ
وثقي أن وجودكِ في حياتي هو من يدفعني للأمام
فلا تشغلي بالكِ وأهتمي بأبنائنا وبنفسكِ
ابتسمت بابتسامة مصطنعة كي تخفي حزنها
فهو قلب المرأة الحنون حين يمطر دفءً وحنان
وأنا في السيارة متوجهاً إلى الرياض
سافر فكري إلى البعيد فتذكرت موقف زوجتي
فقلت في نفسي ما هذا البرود الذي أصابني
لماذا لم أحتضنها وأخفف عنها قلقلها
فنفجر بركان من الدموع جرح خدي من لهيبه
وارتميت بأحضان أوراقي التي معي
فكتبت لها هذه الكلمات :
قومي
أنهضي
ثوري يا مشاعري
فلما التبلد والسكون ؟؟!!!
هذا هو حبيبكِ
الذي هجرتي الدنيا من اجله
وحاربتِ الكون أملاً في الوصل لقلبه
الآن يقف بين يديكِ
كله شوق وحنين لسماع صوتكِ !!
أعلم جيداً أن مشاعري
قست
وتجمدت
وباتت كتلة جامدة
غير قادرة على العطاء
تصلبت جميع أنابيب الوفاء بداخلي
والغريب أن شمس حبه
لم تفارقني لحظة
لكنها لم تستطع أن تذيب جليد مشاعري !!
حتى خلجان دموعه لم تحرك ساكن أشواقي !!
ما الذي أصابني ؟!
هل يعقل أن يموت الحب ؟!
وتستشهد الأشواق بداخلي بهذه السهولة ؟؟!!
آهٍ يا حبيبي اشعر بصرخة نائمةُ في أعماقي
تأخذني لذلك الماضي البعيد
عندما التقيت بك
فارتمت يداي على يداك
كارتماء الماء المالح بين أحضان الماء العذب !!
وذابت أشواقي لهفاً لعيناك
كذوبان حبات المطر داخل أحشاء الأرض
العطشى الخالية من معالم الحياة !!
كانت أزقة عمري لا توحي بالحياة قبل رأياك
الصمت يخيم على الحيطان والنوافذ والأبواب !
الحواري مهجورة
لم يبقى سوى جلسة واحدة وينتهي العلاج الكيميائي
وبعدها يقرر الطبيب الخطوة التالية
يوم الجمعة ليلاً كان موعد مغادرتي لبيتي
وأثناء توديع أسرتي رأيت في عين زوجتي
نهر من الدموع تحاول أن تخفيه عني لكنها لم تستطع
فبادرتها بالسؤال لما هذه الدموع يا أم تركي ؟!
قالت إني خائفة من هذه الجلسة فليلة البارحة
لم أذق طعم النوم كوابيس وأحلام مزعجة
قلت لها استعيذي بالله من الشيطان الرجيم
وتوكلي على الله فلن يحدث إلا ما هو مكتوب
قبلت رأسها وهمست في إذنيها قائلاً
بإذن الله سوف تجدني بعد أسبوعٍ أمامكِ
وثقي أن وجودكِ في حياتي هو من يدفعني للأمام
فلا تشغلي بالكِ وأهتمي بأبنائنا وبنفسكِ
ابتسمت بابتسامة مصطنعة كي تخفي حزنها
فهو قلب المرأة الحنون حين يمطر دفءً وحنان
وأنا في السيارة متوجهاً إلى الرياض
سافر فكري إلى البعيد فتذكرت موقف زوجتي
فقلت في نفسي ما هذا البرود الذي أصابني
لماذا لم أحتضنها وأخفف عنها قلقلها
فنفجر بركان من الدموع جرح خدي من لهيبه
وارتميت بأحضان أوراقي التي معي
فكتبت لها هذه الكلمات :
قومي
أنهضي
ثوري يا مشاعري
فلما التبلد والسكون ؟؟!!!
هذا هو حبيبكِ
الذي هجرتي الدنيا من اجله
وحاربتِ الكون أملاً في الوصل لقلبه
الآن يقف بين يديكِ
كله شوق وحنين لسماع صوتكِ !!
أعلم جيداً أن مشاعري
قست
وتجمدت
وباتت كتلة جامدة
غير قادرة على العطاء
تصلبت جميع أنابيب الوفاء بداخلي
والغريب أن شمس حبه
لم تفارقني لحظة
لكنها لم تستطع أن تذيب جليد مشاعري !!
حتى خلجان دموعه لم تحرك ساكن أشواقي !!
ما الذي أصابني ؟!
هل يعقل أن يموت الحب ؟!
وتستشهد الأشواق بداخلي بهذه السهولة ؟؟!!
آهٍ يا حبيبي اشعر بصرخة نائمةُ في أعماقي
تأخذني لذلك الماضي البعيد
عندما التقيت بك
فارتمت يداي على يداك
كارتماء الماء المالح بين أحضان الماء العذب !!
وذابت أشواقي لهفاً لعيناك
كذوبان حبات المطر داخل أحشاء الأرض
العطشى الخالية من معالم الحياة !!
كانت أزقة عمري لا توحي بالحياة قبل رأياك
الصمت يخيم على الحيطان والنوافذ والأبواب !
الحواري مهجورة

وصلت لعاصمتي متأخراً ولم اذق النوم
القلق يغض مضجعي وانا أحاول جاهداً
أن أتحمل لوعة الفراق وقسوة التحدي
فدار بيني وبين صديقي حوار كنا ننقاش
استعدادي للجولة الاخيرة من العلاج
وهو يعطيني بعض النصائح وأنا مسافرُ في عالمي
يمر في خاطري معاناتي مع العلاج وأحدث نفسي
ياترى هذه الجلسة تكون الاخيرة ؟!
أم هنالك جلسات أخرى تنتظرني
ذهبنا للمستشفى باكراً كي نبدأ العلاج
وحين وصلنا دخلت مباشرة لغرفة العلاج
فاستقبلني أحد الممرضين قائلاً
ماشاء الله يا غازي اليوم أراك نشطاً
قلت له لله الحمد هذه أخر الجلسات
وأرجو أن تكون الأخيرة وتنتهي معاناتي
قال أجعل في نصب عينيك أن الله معك
استلقيت على سريري وكان يحمل رقم 4
وأنتظرت بداية العلاج بمحاولات يقوم بها الممرض
باحثاً عن وريدِ يضع فيه العلاج
وبعد ان أجهد من التعب استطاع إيجاد وريداً
فبدأت رحلة المحاليل تنهش في جسدي النحيل
وأنا أحاول أن أكون صبوراً قدر الإمكان
واثناء مرور ساعة حدث شيئاً غريباً !
أنتهت الجولة العشرون
نعود للجولة الحادي والعشرون
بعد مضي ساعة كاملة على بدأ العلاج
الكيميائي للجلسة الاخيرة وهو اليوم الاول
جاء لي الممرض ليخبرني أن الطبيب
يريد التحدث معي جاء الطبيب وقال
غازي اثناء مراجعتنا للأشعة المقطعية
تبين أن هنالك ورم في الرئة اليمنى
وكذلك ورم في أسفل البطن
وكذلك ورم في الرقبة عند عضمة الترقوة
وكل هذه الاورام تحتاج لعملية جراحية
ولابد أن نستئصل الاورام بعد نهاية هذه الجلسة
قلت له هل ستجري العمليات في الثلاثة مناطق
في نفس الوقت ؟
قال لي هذا راجع للجراحين هم من يقرر
سألته عن نسبة النجاح ومدى الخطورة
قال لي أن شاء الله تجري الامور على خير
وانا احببت أن ابين لك الخطوات التالية
لما بعد العلاج الكيميائي
ومن الممكن أن لا نجري لك جميع العملية
فبمجرد ما تستجيب الاورام للعلاج الكيميائي
لا يتطلب بعدها أي تدخل جراحي
ونحن سوف تقرر العمليات بعد أن نعمل أشعة
مقطعية على كل الاجزاء التي ذكرت لك سابقاً
قلت له على بركة الله سوف ننتظر .
هنا جلست أفكر تجول في خاطري
اشياء واشياء
أقول لنفسي ياغازي إلى اين تأخذك الحياة
علاج متواصل وعمليات جراحية متتالية
وجسد نحيل ارهقة التعب وتكالبة عليه الالام
يارب رحماك فانا أدعوك واتوسل إليك .
مر اليوم الاول وخرجت من المستشفى
متوجهً إلى بيت اخي وحين وصولي
استلقيت على سريري من شدة الاعياء
لم اشتهي لا أكل ولا شرب ولا حديث
بل لزمت الصمت والتأمل في صورة ابنائي
فكانت صورتهم معي لا تفارقني وتذكرت
يوم كنت اكتب إحدى قصائدي وقتها دخلت
ابنتي المها وقلت لي بابا أريدك أن تكتب
قصيدة للوطن فالمدرسة تريد مني قصيدة
قلت لها أن شاء الله أعطني بعض الوقت
القلق يغض مضجعي وانا أحاول جاهداً
أن أتحمل لوعة الفراق وقسوة التحدي
فدار بيني وبين صديقي حوار كنا ننقاش
استعدادي للجولة الاخيرة من العلاج
وهو يعطيني بعض النصائح وأنا مسافرُ في عالمي
يمر في خاطري معاناتي مع العلاج وأحدث نفسي
ياترى هذه الجلسة تكون الاخيرة ؟!
أم هنالك جلسات أخرى تنتظرني
ذهبنا للمستشفى باكراً كي نبدأ العلاج
وحين وصلنا دخلت مباشرة لغرفة العلاج
فاستقبلني أحد الممرضين قائلاً
ماشاء الله يا غازي اليوم أراك نشطاً
قلت له لله الحمد هذه أخر الجلسات
وأرجو أن تكون الأخيرة وتنتهي معاناتي
قال أجعل في نصب عينيك أن الله معك
استلقيت على سريري وكان يحمل رقم 4
وأنتظرت بداية العلاج بمحاولات يقوم بها الممرض
باحثاً عن وريدِ يضع فيه العلاج
وبعد ان أجهد من التعب استطاع إيجاد وريداً
فبدأت رحلة المحاليل تنهش في جسدي النحيل
وأنا أحاول أن أكون صبوراً قدر الإمكان
واثناء مرور ساعة حدث شيئاً غريباً !
أنتهت الجولة العشرون
نعود للجولة الحادي والعشرون
بعد مضي ساعة كاملة على بدأ العلاج
الكيميائي للجلسة الاخيرة وهو اليوم الاول
جاء لي الممرض ليخبرني أن الطبيب
يريد التحدث معي جاء الطبيب وقال
غازي اثناء مراجعتنا للأشعة المقطعية
تبين أن هنالك ورم في الرئة اليمنى
وكذلك ورم في أسفل البطن
وكذلك ورم في الرقبة عند عضمة الترقوة
وكل هذه الاورام تحتاج لعملية جراحية
ولابد أن نستئصل الاورام بعد نهاية هذه الجلسة
قلت له هل ستجري العمليات في الثلاثة مناطق
في نفس الوقت ؟
قال لي هذا راجع للجراحين هم من يقرر
سألته عن نسبة النجاح ومدى الخطورة
قال لي أن شاء الله تجري الامور على خير
وانا احببت أن ابين لك الخطوات التالية
لما بعد العلاج الكيميائي
ومن الممكن أن لا نجري لك جميع العملية
فبمجرد ما تستجيب الاورام للعلاج الكيميائي
لا يتطلب بعدها أي تدخل جراحي
ونحن سوف تقرر العمليات بعد أن نعمل أشعة
مقطعية على كل الاجزاء التي ذكرت لك سابقاً
قلت له على بركة الله سوف ننتظر .
هنا جلست أفكر تجول في خاطري
اشياء واشياء
أقول لنفسي ياغازي إلى اين تأخذك الحياة
علاج متواصل وعمليات جراحية متتالية
وجسد نحيل ارهقة التعب وتكالبة عليه الالام
يارب رحماك فانا أدعوك واتوسل إليك .
مر اليوم الاول وخرجت من المستشفى
متوجهً إلى بيت اخي وحين وصولي
استلقيت على سريري من شدة الاعياء
لم اشتهي لا أكل ولا شرب ولا حديث
بل لزمت الصمت والتأمل في صورة ابنائي
فكانت صورتهم معي لا تفارقني وتذكرت
يوم كنت اكتب إحدى قصائدي وقتها دخلت
ابنتي المها وقلت لي بابا أريدك أن تكتب
قصيدة للوطن فالمدرسة تريد مني قصيدة
قلت لها أن شاء الله أعطني بعض الوقت

عرق سوس
•
الله يغفر له ويرحمه ويجعل ما اصابه تكفير
من جد نحن في نعمه الله يديمها
قصته مؤثره واشعرتني الدنيا ماتسوى
من جد نحن في نعمه الله يديمها
قصته مؤثره واشعرتني الدنيا ماتسوى
الصفحة الأخيرة
وهو يقاوم ومازال ودائماً يقول لي طمني عن الاخوة
وأنا اوصل له بشكلٍ يومي كل تحياتكم وسلامكم
فوعدني انه سيتواجد خلال هذه الايام في المنتدى
كي يواصل معكم تفاصيل رحلته الشاقة مع المرض
أخي وصديقي غازي راشد جميعنا ننتظرك
ونفرش دروبنا ورداً ورياحين لاستقبالك
فتعال لتروي عطش القلوب من رحيق حروفك