لنأخذ من الشجر صفاتنا

الملتقى العام

يقول الشاعر



كن كالنخيل عن الأحقادِ مرتفعاً ،، ،، يُرمى بطوبٍ فيعطي أطيب الثمرِ





أدعوا الله عز وجل أن أكون وإياكم مثل الشجر في جميع مافيه صفاته .. وتعاملاته .. وكلّ ما يعنيه




.. البداية ..



لماذا يتكبّر الناس .. بعضهم على بعض

ـ فلنعد إلى واقعنا وبداية خلقنا .. كلما أحسسنا بشئ جميل يميزنا عن غيرنا ..!!




ـ هكذا يكره الله المتكبرين قال صلى الله عليه وسلم : (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرةٍ من كِبْر )





(( حكايتي مع الشجر ))





لكل شخصٍ في الحياة قدوة .. يقلده دائماً ويأخذ من صفاته مايريد ..
وربما جميعها ولكنني مختلف تماماً .. ليس غروراً ..
ولكنني فقدت من أقتدي به فلم يكن أمامي غير الشجر أقلده ..
وأجعله قدوتي في الحياة ,,,,,


فإستمعوا لي إن أردتم


وهذه بعض صفات الشجر





1ـ الشموخ

لم أرى في أي كائنٍ حي يموت وهو شامخ إلا الشجر ..
كان تعبيراً جميلاً منه أن يعطيني هذه الصفة وهو لا يعلم أنني آخذها منه فرفعت نفسي مع نفسي .. ومع الناس ..
ولا يعني هذا أن نصل إلى حدّ التكبر والرفعة عن الذين أقل
من مستوانا مادياً أو علمياً أو اجتماعياً ..

فهناك جوانب لابد أن نحافظ عليها مع طبقات الناس .. فلابد أن






نساعد الكبير .. ونعطي المحتاج .. ونحتوي اليتيم ..
ونزور المريض .. ونرفع العالِم .. ونطيع القائد ..
وأن نبتسم في وجيه كل من حولنا .. حتى الطفل الصغير ..

ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة ..
عندما كان يسلم على الصبيان في الطرقات

ولنا فيه قدوة عندما كان يمزح ويضحك معهم ويقول لأحد الصغار
ما فعل النغير يا أبا عمير ..
يسأله عن العصفور الذي كان يربيه ..
ولنا فيه قدوة عندما ذهب إلى قبر الجارية التي كانت تنظف المسجد وافتقدها
وقالوا له بأنها ماتت فذهب وصلى عليها عند قبرها ..

وهذا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه يأتيه وزير ملكِ الروم
فيسأل عنه ويدلّونه على مكان عمر في أحد البساتين

ـ توقع هذا الوزير أن يرى ملكاً ليس كالملوك فِرَاشَهُ الحرير

ولبسَهُ الذهب ومن حوله ألف ألف فارس ولكن ..
وجد عمر ( عمر الذي ملك الدنيا بشجاعته .. وبقوته وصرامته )وجده تحت نخلة نائم مفترشاً الأرض ومتوسداً نعليه


( أي نائم على حذائه )

ثوبه مشقق .. به بضعاً وسبعون رقعة .. ليس بخلاً ولكن تواضعاً وخوفاً أن يسأله الله عن حقوق المسلمين
فقال الوزير .. عدلت فَأَمِنت فنمت







وعمر الذي يترك مجلس حكمه في آخر الليل .. ليذهب إلى أحد البيوت في المدينة في كل ليلة .. فيتبعه رجل ليرى ماذا يفعل عمر في هذا البيت ، ماذا رأى ..


رأى عمر يهتم بعجوز يكنس بيتها ويصنع عشاءها ثم يعود إلى بيته ..




فأي تواضع وأي رحمة نقتدي بها هنا ..؟؟ وهو الذي إن مرّ في وادي .. ذهبت الجنّ من وادي آخر .. من هيبته وقوّته

كن شامخاً .. عن سفاسف الأمور ..

واخفض لمن هم دونك جناح الذلّ تستعبد قلوبهم






2ـ إحتواءه لجميع الكائنات


هذا هو الشجر ..

يحتوي بداخله أصناف الكائنات ويحمي الإنسان وجميع من التجأ إليه من الحيوانات والحشرات






ـ ففي أغصانه تهدأ الطيور وتتخذ بيوتاً لصغارها

ـ وفي أعماقه تستكين الحشرات وتبني لها أجمل الممالك
فكن مثل هذا الشجر .. لا ترفض من أتى إليك .. واحضن كل محتاج يأتيك ..

ـ فقد جاءت إلى عائشة رضي الله عنها امرأة تريد شيئاً تأكله .. ولم يكن في بيت الرسول صلى الله عليه وسلم سوى تمرة ..
ولكنها أخذتها واعطتها لها فقسمتها تلك المرأه بينها وبين طفلتها من شدة الجوع ولما جاء الرسول اخبرته بخبرها ..
فقال ( اتقوا النار ولو بشقّ تمرة )




نصف تمرة تقيك من النار ..

كيف ونحن نمتلك في حياتنا أكثر من هذا بكثير ..؟؟


ـ إهتم بمن حولك .. حتى ولو كان حيوان أو أي شيء غير ضارّ
- فهناك من دخلت الجنة بسبب شربة ماء أعطتها إلى كلب

- وهناك من دخلت النار بسبب قطّة حبستها حتى ماتت
فلا تستحقر .. من المعروف شيئ ,,,,

ولا تستحقر .. من المنكر شيئ


3ـ الرحمة


كن رحيماً مثل الشجر ، فالشجر يفرد أغصانه ..
ليكون ظلاً للآخرين من حرقة الشمس في تعب الصيف
ويتحصّن في أحضانه من كان يشكو قسوة البرد .. ورياح الشتاء ..




4ـ الكرم


من منا ذهب ليقطف من ثمار الشجر .. فمنعته الشجرة عن قطوفها ..؟؟
فلا تمنع من كان جائع .. واسق العطشان ..
حتى ولو كان حشرةً أو حيوان





5ـ التضحية

وكيف يضحي الشجر ..؟؟

عندما .. يسمح لنا بالدفء المأخوذ من بين أغصانه ..
أي يمنحنا الحطب والضوء بناره






ـ فكن للآخرين دفئاً ونوراً إن قتلهم برد العالم
وانطفأ في عيونهم الأمل وإجتاحهم الإحتياج



6ـ التسامح


تهبّ الرياح .. وتكثر العواصف .. والشجر فاتحاً ذراعيه لها .
لا يهمه ولا يهم أغصانه أنها مرّت من خلاله

ـ فكن متسامحاً وافتح ذراعيك وروحك لإساءة السفيه ..
ودعها تمرّ ولا تلتفت لها لأنها لن تغير منك شيئ ..
فأنت صنعت نفسك .. فلا تترك غيرك يدمّرها







7ـ الأمل


في لحظات الشتاء ..
يموت ورق الأشجار ويدور في دواخلنا أن الشجر مات ,,
ولكن سرعان ما تزهر وتنبت تلك الأوراق وتكتسي بالخضرة وتطرب أعيننا لها

ـ فكن متفائلاً ,, فإن سقط منك شيئ أو ضاع منك شيئ ,,
فتأكد أنك ستعوضه في يوم من الأيام






وتأكد .. (إن مع العسر يسرى إن مع العسر يسرى)
ذكرها الله في الآيه مرتين ..
وقال بعض العلماء لا يغلب العسر اليسر مرتين


ـ ارسم الأمل .. حتى ولو كان مجرد رسم .. فربما تظهر اللوحة جميلة







8ـ الصبر

ــ يغرس الشجر جذوره بالأرض .. ليوثّق حياته عليها ..
وهو يبتغي في ذلك الغذاء فكن مثله والتمس وسائل الرزق ..
ولا تقل سوف يأتيني ماهو مكتوب دون سعي ..
واصبر على الأذى ..
والتعب وعلى الجوع والعطش ..
واحذر أن يدخلك اليأس فتموت ويغلبك في ذلك الشجر..







9 ـ الجمال والحسن





كل مافي الدنيا جميل .. لابد أن يزرعون بينه الشجر

ـ في الحدائق .. في الشوارع ,, في البيوت .. في الأحواش ,,في الدوائر ,, ولا تخلو عدسة فنان من مناظر الشجر واللون الأخضر






10ـ وجودها في كل مكان

أكثر الأحياء في الكون هي الأشجار ..
تتأقلم في كل مكان ومع أي زمان



ـ كن إجتماعياً مع كل من حولك ..
مع من عرفت ومن لم تعرف






ـ كن متواجداً .. واجعل لتواجدك معنى جميل مع من حولك

ـ لا تنطوي على نفسك .. فتخرج لتجد نفسك غريباً عمن حولك

لنرتقي مثل الشجر .. يموت وهو واقف لا ينحني لأحد
فلا تنحنوا .. لأحزانكم .. ولا لمصائبكم .. ولا لـ ألآمكم ..
ولا حتى لأحلامكم .. كونوا مرتفعين .. وأجعلوا الجمال عنوانكم ..
في جميع أحوالكم ..
لسنا كالشجر .. بل نحن أفضل من الشجر ..
ولكن لا نريد أن نحتقر الأشياء ولو كانت صغيرة ..
فربما تكون بالعبر مليئة ..
فنأخذ منها كلّ جميل ونترك في نفوس من حولنا كل شيئ جميل ..



























0
431

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️