حفنة ضوء
حفنة ضوء
الظاهر بيبرس بين المغول والصليبين
د/زاهية الدجاني
الكتاب يقع في 106


بدأت المؤلفة الكتاب بذكر الأوضاع في البلاد الإسلامية خاصة بعد وفاة البطل صلاح الدين الأيوبي ومواجهته للصليبين وكيف أنها ما لبثت أن تعرضت للإعصار المغولي من الشرق الأمر الذي دفع اليأس إلى نفوس الناس وشعروا أن الزحف المغولي أمر لا يمكن الوقوف في وجهه ....
وكيف أن ازدهار وانتشار الإسلام كان مثار أحقاد الكثيرين منذ حروب الردة في عهد أبي بكر الصديق وتوالت مواجهات المسلمين مع أعداءهم الحاقدين حتى جاء عهد صلاح الدين فكانت المواجهة الكبرى بين المسلمين بقيادته وبين الصليبين في معركة حطين التي أعادت للمسلمين مهابتهم وإن كان بقي الكثير من التصفيات مع الصليبين إلى أن جاء الظاهر بيبرس لكن كان الأمر الأكثر صعوبة قد أزيح عن الأمة في عهد البطلين نور الدين زنكي وصلاح الدين الأيوبي
ثم تشير المؤلفة إلى نقطه هامه وهي تلك العلاقة بين الصليبين والتتار ((المغول)) وذلك استناداً على أحد المراجع والتي تفيد أن : زوجة هولاكو وأمه كانتا مسيحيتين على المذهب النسطوري الأمر الذي جعل هولاكو يعطف على المسيحيين بقدر ما قسا على المسلمين في الشرق الأدنى وفي الوقت نفسه وجدت بعض القوى الصليبية في الشرق الأدنى والغرب الأوربي فرصة طيبة في إمكان تحويل التتار إلى المسيحيه فبذلك ظهر الجامع الروحي بينهما فمن المتوقع أن يكون هولاكو عطوفاً على الصليبيين قاسياً على المسلمين وهو أمر بصالح الصليبين بكل تأكيد أي أن المصالح الروحية متبادلة بين الطرفين
ثم ذكرت عدة نقاط تشمل على النتائج والمضامين وراء أعمال هولاكو في هجومه على بغداد ...
فبالإضافة إلى أعماله التخريبية والدمار الذي ألحقه بكل البلاد التي غشيها ،، ذكرت
ذبحه الناس حتىأوردت لنا(( وكان القتلى في الطرقات كأنها التلال ولما نودي بالأمان خرج من تحت الأرض من اختفوا في المطامير والمقابر ومن لجأ إلى الآبار والحشائش كأنهم الموتى وقد نبشت قبورهم وقد أنكر بعضهم البعض فلم يعرف الأب ابنه ولا الأخ أخاه ثم انتشر الوباء فحصدهم حصداً ذريعاً وفسد الهواء وعم البلاء))
وربطت لنا كيف أنه هذه الصورة المخيفة ما هي إلا جراء الحقد على الإسلام والمسلمين
هذا وأشارت إلى تركيزهم على قتل العلماء كرمز لاستئصال العلم دعامة الحضارة وأفاضت في هذه النقطة وكيف أن الظاهر بيبرس أدرك هذا الأمر تماماً فشجع العلماء والعلم في مصر حتى لا تصاب البلاد بالجمود واهتم بالوحدة وحرص على توطيد الإسلام كعقيدة فبنى المسجد الظاهري في القاهرة 1265م ووصف بأنه آية في الجمال وبني عدة جوامع خارج القاهر واتجه لإصلاحات عده في الحرم النبوي وقبة الصخرة ....
وأولى القدس عناية خاصة والتي نالت من الاهتمام في عهد المماليك عموما الشيء الكثير .
وأشارت المؤلفة إلى الظاهر بيبرس وبداياته وانتصاراته المتعددة وكيف أنه كان يحارب تحت قيادة المظفر قطز في معركة عين جالوت 1260م (( فكانت له اليد الطولى في إحراز النصر فيها فهو الذي قاد طليعة الجيش وهو الذي اشتبك في البداية مع جيش المغول وأظهر فنونا من التضحية والبطولة ))
لكن هناك ثمة نقطة ضعف ومأخذ على هذه الشخصية التاريخية الفذة وهو قتله للمظفر قطز الذي حارب معه ...
حيث طلب بيبرس من قطز أن يعينه كحاكم لمدينة حلب ورفض قطز ذلك الطلب فما كان من بيبرس إلا أن تآمر عليه حيث تذكر الرواية (( أن قطز أراد أن يمضي يوماً من الراحة حينما وصل بجيشه إلى دلتا النيل وأراد الخروج إلى الصيد في جماعة من أمرائه من بينهم بيبرس ولم يكد قطز يبتعد عن المعسكر حتى تقدم إليه أحدهم متظاهراً بتقبيل يده وأمسك بيده وفي تلك اللحظة انقض المتآمرون واندفع بيبرس فأتاه من الخلف وغرس سيفه في ظهر قطز ثم أسرع المتآمرون بخيولهم إلى المعسكر وأعلنوا نبأ مصرع قطز )
ثم ينتقل بنا الكتاب إلى حياة بيبرس الأسرية وكان بيبرس (( ضخم الجثة ، أسمر البشرة ، أزرق العنين ، ذا صوت جهوري ، شديد الوقع ...))
وذكرت لنا كيف كانت حياة كمملوك وكيف تنقل من يد إلى يد حتى وصل إلى يد الملك الصالح أيوب والذي اعتقه وأتاح له إظهار مزاياه وإمكاناته ثم تلا ذلك وفاة الملك الصالح وتنقل السلطة إلى وصلت إلى قطز مروراً بمعركة جالوت ودور بيبرس فيها وأهمية تلك المعركة ومقتل قطز إلى يد الظاهر بيبرس وبات بيبرس بعدها السلطان الجديد وأخذ مقاليد الحكم ولقب (بالقاهر) ولكن غير اللقب إلى الملك الظاهر وهو لقب تناسب مع سياسته وإنجازاته العسكرية .....
ثم يأتينا فصل يتحدث عن إعداد بيبرس للبلاد روحياً وفكرياً ومعنوياً من الجهة الداخلية والخارجية للانطلاق إلى الجهاد وكيف أنه هادن بل تحالف مع الدولة
البزنطيه وتبادل السفارات والهدايا مع إمبراطورها واتجه لإقامة علاقة طيبه مع رؤساء صقلية وذلك من أجل انفراده بالصليبيين عند الجهاد من دون تلقيهم عون بيزنطي كما عمد في مرحلة ما إلى مهادنة بعض القوى الصليبية وذلك كي يواجه قوى صليبية أخرى وتجدر الإشارة إلى وقت عقد الهدنة لبيبرس مع الأعداء (( تحدد مدتها بعشر سنوات وعشرة أشهر وعشرة أيام وعشرة ساعات )) وذلك يعكس صدق وأمانته بيبرس في المواثيق ودقته في المعاملات الرسمية وغيرها
ثم ننتقل إلى وصف لإنجازات بيبرس العسكرية ضد الصليبين والتتار وحروبه مع كلا الطرفين ونأتي إلى الخاتمة والتي تسرد فيها لنا معنى الوحدة في الإطارين المعنوي والجغرافي
ولي ملاحظة على جملة ذكرتها المؤلفة حيث قالت :
(( والإنسان خلق للعمل ويحاسب على أعماله من الله عزوجل )) أرى أن المفترض أن تقول والإنسان خلق للعبادة ثم العمل (( قال تعالى : وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ))
وذكرت الجانب الديني للظاهر بيبرس وامتثاله للدين القيم وسعيه لإرساء الحق وتثبيت العدل وإنشاءه للمدرسة الظاهرية والتي تشمل الأدب والدين وباقي العلوم التي تستند على القرآن الكريم
وإنشاءه للمكتبة الظاهرية بدمشق والتي لا تزال تحمل نفس الاسم وأوضحت لنا مفهوم السلطة المركزية بمصر ووضع القدس وكيف أن التعليمات الإدارية كلها تصدر من القاهرة إلى دمشق بوسائط بريدية منظمة أقامها الملك الظاهر فمن القاهرة إلى دمشق إلى كل البلاد التابعة للشام إلى غزة التي كان واليها يختار والي القدس إلى القدس .......
وأفاضت في الحديث عن الوجود المملوكي في القدس وناقشت وثائق على ذلك حتى ختمت بها الكتاب
مشيرة أن الدراسة عن الملك الظاهر بيبرس تحتوي على مادة ضخمة بصدد موضوع الهيكل السياسي لدولة متحدة يعطي فيه للشعب دور هام على أساس أنه القاعدة للتحرير من الغزو الأجنبي بشتى أشكاله ....


اتمنى لكم قراءه ممتعه.......
لكم أجمل تحية ......

:)
تــيــمــة
تــيــمــة
والله أغريتيني بشرائه ..

جزيت خيرًا على ما خطت أناملك يا فرس .. قرأت بشوق وأنتظر الذهاب إلى المكتبة بشوق أكبر ..
حبذا لو كتبت لنا مقطعًا لنتبين أسلوب الكاتبة ... لكن لا بأس .. إذا وقع في يدي باذن الله فسأطلع على ما أريد ..

لا زال سؤالي معلقًا عن قصة ( واااسلاماه ) ؟؟؟