السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المفلسون يوم القيامة ,,,
يقوم المسلم بأنواع العبادات والقربات، لينال أجرها وجزاءها من الله في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم ..
ولكن ما رأيكم فيمن أجهد نفسه بصلاة وصوم وحجّ وطاعات وصدقات ثم حُرم أجرها وفَقَد ثوابها، في وقت الحاجة إليها
ولا يُمكنه تعويضها، يتمنّى الرّجوع للمزيد من الصّالحات، وهيهات هيهات، وهذا وقتُ الجزاء وليس وقتَ العمل،,,
فما الذي حرمه أجر عمله وثمرة جهده؟؟!!
إنّه الظّلم والتّعدي والاستطالة على حرمات المسلمين ..
فقد كان مع عمله الصالح يسبّ هذا، ويغتاب هذا، ويغمز هذا، ويلمز ذاك، ويسيء إلى هذا، ويسرق مال ذاك...
فلما جاء وقت الحساب، ووضعت الموازين ليُقام العدل بين الخلائق، جاء أصحاب الحقوق يُريدون حقوقهم وبَدَل ظُلمِهم..
فيُعطى المظلومون من حسناته، حتّى إذا لم يبق له حسنة أُخذ من سيئات المظلومين وطرحت عليه ثمّ يلقى في النار.. والعياذ بالله ,,
أيّها الإخوة والأخوات :
هل تذكّر أحدنا هذا الموقف "يوم الإفلاس" قبل أن يُفلس حقيقة !!!
وهل تصوّر أحدنا هذه الصّورة، كم هي صعبة على النّفس، أن يأتي غرباء فيحصدوا ما زرع، ويسلبوا ما جمع..
وهو ينظر إليهم، وفي وقت يعسر عليه تدارك ما فقد !!!
لهذا كان على المسلم إذا عمل عملاً أن يُحصّنه من الذّهاب والضياع، ويُسَوِّرَ عليه بسُور التقوى بالحفاظ على حرمات المسلمين.
قد يستسهل المرء حديث اللسان العابر من غيبة وغمز ولمز، بل قد يجد في ذلك لذة وشهوة يقضيها، ورغبة وغاية يُحقّقها..
بل قد يزيّن له الشيطان، فيريه عمله هذا طاعة ودعوة وخدمة للمسلمين باسم بيان الحقيقة، وتعرية المسيء وكشف
المخطئ، وقد فاته أن للدّعوة سبلها، ولبيان الحقيقة طرقه الشرعية، ولتعرية المسيء مواضعه وأوقاته.
فهيا بنا أحبتي نعمل معاً على إيقاف نزيف جراحات الألسنة، وأكل لحوم المسلمين، وعلى حفظ الحرمات ..
كي تسلم لنا أعمالنا يوم القيامة ونُسْهِم في وحدة الصف،,,
وليكن للمرء من نفسه شاغل، بتصحيح أعماله والارتقاء بحاله، عن أخطاء الآخرين.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(( أتدرون ما المفلس"؟ قالوا: المفلسُ فينا من لا درهم له ولا متاع ..
فقال عليه الصلاة والسلام : "إنّ المفلس من أمّتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا
وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطي هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناتُه قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم
فطرحت عليه ثمّ طرح في النار".))
رواه الأئمة أحمد ومسلم والترمذي (واللفظ من صحيح مسلم).
وكان
أبو بكر يمسك بلسانه ويقول ( هذا الذي أوردني الموارد )
وعن معاذ بن جبل قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير فقلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار قال لقد سألتني عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ثم قال ألا أدلك على أبواب الخير الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وصلاة الرجل من جوف الليل قال ثم تلا ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع ) حتى بلغ ( يعملون ) ثم قال ألا أخبرك برأس الأمر كله وعموده وذروة سنامه قلت بلى يا رسول الله قال رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد ثم قال ألا أخبرك بملاك ذلك كله قلت بلى يا نبي الله فأخذ بلسانه قال كف عليك هذا فقلت يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به فقال ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم . رواه الترمذي وقال حسن صحيح وورد في أحاديث الأربعين النووية .
فكيف بنا نحن المساكين
وأختم بهذا الحديث الذي لو تأملناه لحفظنا السنتا وما تكلمنا إلا بحق
قال ( إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم) رواه البخاري
رزقنا الله وإياكم ألسناً ذاكرة وقلوباً خاشعة وأعاننا على حفظ جوارحنا عن الحرام ,,,
م ن ق و لــ

فتاة شرقية @fta_shrky
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

( شـــذراتـ الـذهـبـ)
•
جزاك الله خير

جزاك الله خيرا على التذكره
رزقنا الله وإياكم ألسناً ذاكرة وقلوباً خاشعة وأعاننا على حفظ جوارحنا عن الحرام ,,,
رزقنا الله وإياكم ألسناً ذاكرة وقلوباً خاشعة وأعاننا على حفظ جوارحنا عن الحرام ,,,

اللهم لاتجعلنا من المفلسين في الدنيا ولافي الاخرة نحن ولاقارئها ولاكاتبهاياارحم الراحمين
الصفحة الأخيرة