لنعيد القوامة أولاً

ملتقى الإيمان

قال تعالى : الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهمسورة النساء آية34
هكذا جاءت الآية، وهكذا أمر الشرع ، إلا أننا نسمع من ينادي بنزع هذه القوامة أو تمييعها؛ ولعل البعض تواضع وطالب بتقليصها والحد منها.

وليت شعري أيُّ قوامة هذه التي يريدون الحد منها ؟! ولفتح نافذة على حقيقة مجتمعنا لنرى إن كان مفهوم القوامة مطبّق لدينا أم لا. وأعني به مفهوم القوامة كما جاء به الشارع ، والذي لا يقتصر على قوامة الزوج؛ بل يشمل قوامة كل ولي أمر امرأة ، وأقصد بها تحديداً قوامة التكليف التي وضعت على عاتق الرجل لصالح المرأة، لا قوامة التشريف التي فرضتها بعض العادات والتقاليد سلاحاً بيد الرجل ضد المرأة.

إن بعض المآسي التي تعيشها المرأة في مجتمعنا سببها تخلِّي الرجل عن قوامته ؛ حتى أننا لنرى كثير من النساء تضطر للخروج بنفسها لتنجز أعمالها رغم ما قد يواجهها من حرج ، في حين أن وليّها قابع أمام شاشة التلفاز يحتسي الشاي، إن لم يكلفها بأن تنجز له أعماله أيضاً ، وأخرى تضطر للبحث عن عمل لتغطية نفقات المنزل ، أو لسد حاجتها رغم وجود العائل المقتدر ، وفتيات ضاقت بهن الدنيا بما رحُبت بعد رحيل أبائهن رغم وجود الأخ أو العم .

أليس من حق تلك المرأة أن يكفيها وليها مؤونة الخروج ؟! أليس من حق اليتيمة على أخيها أو عمها أن يضمها إليه ويحتويها ويعاملها كابنته ؟!

لماذا ترى النساء في أماكن ودوائر لا يحسن أن تراهن فيها ؟ أو جميعهن ليس لديهن أولياء قادرين ؟ أم أن أكثرهن لديهن أولياء لكن بلا ولاية ؟!

والأسوأ من هؤلاء من تشبث بقوامة التشريف وتناسى قوامة التكليف، ليضع المرأة في ضيقٍ فوق ضيق !!. وكما قال المثل : (أردناك عون فصرت فرعون) ..

إن أردنا أن ننصف المرأة ونعيد ليها حقوقها لتعيش بأمان وإكرام ؛ فلنعيد القوامة أولاً ..




المصدر: موقع وفاء لحقوق المرأة
2
456

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

المشرقة الرقيقة
بارك الله فيك وكثرمن أمثالك