زائرة
لنغرس في قلوبنا وقلوب المدعوين تعظيم الله0000000000
الحمدلله رب العالمين .. قيوم السماوات والأرضين .. خلق آدم من طين , وجعل نسله من ماء مهين .. سبحانه أحمده وأشكره وأثني عليه الخير كله .. لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع .. ولا حول ولاقوة إلا بالله وبه نستعين .. وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين الرسول الأمين عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم ... أما بعد :
فرحم الله ابن الجوزي عندما سطر في مؤلفه صيد الخاطر هذه الخاطرة : (( في ليلة من الليالي أتاني إبليس محاولاً أن يقنعني أن الموت أفضل لي الآن .. فقلت قبحك الله كل يوم يمر ازداد فيه معرفة بالله .. فلو مت سابقا لما كنت كما أنا عليه الآن معرفة بالله .......... )) – بتصرف مني - .
نعم .. رحمك الله يا ابن الجوزي .. وكأنك تجيب على التساؤلات التي طالما سمعناها (( لماذا تميز السلف في جميع عباداتهم ؟!!! )) ..
فيكون الجواب : (( عدم المعرفة بالله .. والتي نتج عنها ضعف تعظيم الله في قلوبنا )) ..
رحمك الله يا ابن الجوزي .. كأنك ترمي إلى تلك المقولة التي طالما نسمعها مراراً ومراراً : (( لو عرف الناس عظم عظمة الله ما عصوا ربهم )) ..
إخواني .. دعونا نستعرض بعض الأحداث السابقة التي تؤكد هذا الكلام :
.. عندما خلت امرأة العزيز بيوسف – عليه السلام – الغريب الأعزب وهي سيدة البيت الداعية لهذه الفعلة القبيحة بدلال (( هيت لك )) .. فقال – عليه السلام – العارف بربه المعظم له : (( معاذ الله )) .
.. عندما تأمر تلك الأم ابنتها أن تمذق اللبن بالماء محتجة بأن عمر لا يراهم .. فتجيب الابنة المعظمة لربها : (( إذا كان عمر لا يرانا فرب عمر يرانا )) .
..عندما تجتمع تلك الرؤوس الكافرة بحثا عن رسولنا – صلى الله عليه وسلم – وصاحبه – رضي الله عنه – وهما في الغار .. فيقول القدوة الأعلى – صلوت ربي وسلامه عليه - : (( يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما )) .
.. عندما حدث رسولنا – صلى الله عليه وسلم – بحديث : (( أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع قدم إلا وملك ساجد .... ) .. عندها كان الصحابة – رضي الله عنهم – مخفضين رؤوسهم وكأن عليها الطير باكين تعظيما لله .
0000000000
يا أخوني .. هذه هي التربية المثلى التي يفترض أن نتربى ونربي عليها :
** فعلاج الشهوات (( معاذ الله )) , (( إني أخاف الله )) .
** علاج الغش (( إذا كان المدرس لا يرانا فرب المدرس يرانا )) .
** علاج اليأس من واقع الأمة (( يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما )) .
ولكن كيف يتحقق ذلك .. هذه اقتراحات تقوي جانب تعظيم الله :
1) القرآن الكريم المرجع الأول ومن تدبره حق التدبر قوي جانب عظمة الله .. فقصة إبراهيم عليه السلام يوم أن أنجاه الله من النار .. وقصص إهلاك الله للأمم السابقة .. والآيات التي تدل على نعم الله علينا .
فلا تنس أيها المربي أن تشير إلى ذلك عندما تفسر آية ... وتفسير السعدي - رحمه الله - مليء بذلك .. خذ على سبيل المثال تفسير قوله تعالى : ( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله ... ) في سورة فاطر - فسرها السعدي رحمه الله تفسيرا ايمانيا جميلا
2) التفكر في مخلوقات الله .. في نفسك .. في السماء .. في الأرض .. في الليل والنهار ....
فلا تنس أيها المربي أن تشير إلى ذلك عندما تخرج في رحلة مع طلابك .. عندما تصعد الجبال .. عندما ترى مخلوقا عجيبا
3) دراسة التوحيد بأنواعه .. ومن ضمنها الأسماء والصفات .. فالله سميع ، بصير : يسمع ويرى دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء .
4) قراءة بعض الكتب التي تهتم بهذا الجانب منها : مدارج السالكين ، تزكية النفوس والذي جمعه أحمد فريد ......
5) الزلازل , الفيضانات , البراكين , الخسوف , وغيرها آيات يخوف الله بها عباده .. فعلينا أن نعتبر بها ..
وهناك أشرطة جميلة منها : الطوفان القادم .
وغير ذلك من الأمور التي تقوي هذا الجانب العظيم في نفس الإنسان أسأل الله أن يرزقنا خشيته بالغيب .. وأن يرزقنا حبه , وحب من يحبه وحب كل عمل يقربنا إلى حبه .
وصل اللهم وسلم علية نبينا محمد .
م
ن
ق
و
ل
0
263
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️