من أعظم الأخلاق رفعة العفو عند المقدرة, وهذه عبادة مهجورة, وهي من صفات الله وأسمائه الحسنى فهو سبحانه :
العفو القدير
أي: يعفو بعد مقدرته على الأخذ بالذنب والعقوبة على المعصية .
فالعفو بدون مقدرة قد يكون عجزاً وقهراً , ولكن العفو مع المقدرة والانتقام فلا شك أنه صفة عظيمة لله فيها الكمال ,
فهو سبحانه يحب العفو , ويحب أن يرى عبده يعفو عن الناس
تأمل معى تلك الدروس من ديننا الحنيف
** وضعت امرأة يهودية السم في شاة مشوية، وجاءت بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقدمتها له هو وأصحابه على سبيل الهدية، وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يرد الهدية، لكن الله -سبحانه- عصم نبيه وحماه، فأخبره بالحقيقة.
فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بإحضار هذه اليهودية، وسألها: (لم فعلتِ ذلك؟
فقالت: أردتُ قتلك.
فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: ( ما كان الله ليسلطكِ علي ).
وأراد الصحابة أن يقتلوها، وقالوا: أفلا نقتلها؟
فقال صلى الله عليه وسلم: (لا)، وعفا عنها. .
** وحكى لنا القرآن الكريم مثالا رائعًا في قصة نبي الله يوسف -عليه السلام - مع إخوته، بعد أن حسدوه لمحبة أبيه له،
فألقوه في البئر ليتخلصوا منه، وتمرُّ الأيام ويهب الله ليوسف -عليه السلام- الملك والحكم، ويصبح له القوة والسلطان بعد أن صار وزيرًا لملك مصر.
وجاء إليه أخوته ودخلوا عليه يطلبون منه الحبوب والطعام لقومهم، ولم يعرفوه في بداية الأمر،
ولكن يوسف عرفهم ولم يكشف لهم عن نفسه، وترددوا عليه أكثر من مرة، وفي النهاية عرَّفهم يوسف بنفسه،
فتذكروا ما كان منهم نحوه، فخافوا أن يبطش بهم، وينتقم منهم؛ لما صنعوا به وهو صغير،
لكنه قابلهم بالعفو الحسن والصفح الجميل، وقال لهم:
{ لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين }. يوسف. 92.
في رحلة الحياة ربما تعرضت لإساءات متكررة من بعضهم ..
رميت بسهم الكلمة .. أحرقت بشرارة تلك النظرة ...
أوذيت في أهلك .. في عرضك ... بل في دينك !
فبعض الناس مبتلي بتصنيف عقائد الناس حسب الأهواء وبأكبر قدر من الجهل المركب !!. ..
ممن أتاك الأذى ؟ أمن اليهودية ؟ أم من نصرانية ؟ وااااحســـــرتاه ... إنه من (........) ؟!
ويكون الجرح عميقاً بعمق البحار إذا كانت تلك الرمية ممن تتوسمين فيهم الخير !
إن جرحك غائر وينزف بغزارة ... فلا بد أن تفعل شيئاً لتوقفي تلك الدماء ... لتبدئي من جديد ... أنظر من حولك لتبدأ
قد تفاجئ بجيوش من البشر تشجعك على الظلم والبطش ورد الصاع صاعين ، ستشعر عندها بالقوة والتمكن فالحق معك
ولكنك ... تذكر قدرة الله عليك ... فيعظم العفو عندك رجاء عظم الثوب ... فتردد :
" إنا لله وإنا إليه راجعون "
" اللهم آجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها "
وترفع يديك بالدعاء للطيف الخبير .. للسميع القريب .. أن يفرج همك ، وأن يعفو عمن ظلمك، وعمن تخلى عنك وهو يملك نصرتك – سامحهم الله – وتشهد الله على عفوك عن الجميع ابتغاء وجهه الكريم.
العفو يورث صاحبه العزة
ولأن بعض الناس قد يزهد في العفو لظنه أنه يورثه الذلة والمهانة فقد أتى النص القاطع يبين أن العفو يرفع صاحبه ويكون سبب عزته.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( "ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله" ) .
إن العفو هو خلق الأقوياء الذين إذا قدروا وأمكنهم الله ممن أساء إليهم عفوا.
العفو يدل على قوة الشخص، وعلى سلامة النفس من الغل والحقد والحسد وعلى صفاء القلب من الروح العدوانية والتحلى به يريح النفس ويطمئن القلب.
ويقول سبحانه وتعالى :
( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ) (الشورى: من الآية40)
يقول الإمام ابن القيم :
( يا ابن ادم .. إن بينك وبين الله خطايا وذنوب لايعلمها الا هو , وإنك تحب أن يغفرها لك الله , فإذا أحببت أن يغفرها لك فاغفر أنت لعباده , وأن وأحببت أن يعفوها عنك فاعف أنت عن عباده , فأنما الجزاء من جنس العمل ... تعفو هنا يعفو هناك , تنتقم هنا ينتقم هناك تطالب بالحق هنا يطالب بالحق هناك ).
** يأتى يوم القيامية رجلان فيجلسا تحت عرش الرحمن وكان أحدهما قد ظلم الاخر فى الدنيا
فيقول المظلوم : يارب خذ حقى ممن ظلمنى
فيقول له الله عز وجل : خذ من حسناته
فيقول الظالم : يارب لم يتبقى من حسناتى شئ
فيقول المظلوم : فخذ من سيئاتى وضعها عليه
فيقول له الله عز وجل : وهل يفيدك ذلك
فيقول المظلوم : لا يارب
فيقول الله : أنظر الى ذلك القصر ويتخلى له قصر رائع
فيقول لمن هذا يارب ؟
فيقول لمن يملك ثمنه
فيقول ومن يملك ثمنه ؟
فيقول انت تملك ثمنه
فيقول من اين ؟
قال بعفوك عن اخيك
فيقول عفوت عنه يارب
فيقول له خذ بأيد اخيك وادخلا ذلك القصر فلقد عفوت عنكما
من اين تأتى برب مثل ربــــــــى ؟!
لا اله الا الله
الله العفـــو .. يأمر بالعفو ألا تعفو أنت ؟!
__________________
فاعلم أنه لا إله إلا الله
منقول للفائده
نهله 2008 @nhlh_2008
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الداعيه الى الجنان
•
رائع جعله الله في موازين حسناتك
الصفحة الأخيرة