نعم سآسميك آمي واستاذتي ومربتي ومدرستي وجامعتي ومعلمتي وحبيبتي واختي وصديقتي وبستاني وزهري وورودي ومهوى فؤادي وآصلي وعمادي ...
قد صدق حافظ إبراهيم حين قال عنك :
الأُمُّ مَـدْرَسَــةٌ إِذَا أَعْـدَدْتَـهَـا
أَعْـدَدْتَ شَعْبـاً طَيِّـبَ الأَعْـرَاقِ
الأُمُّ رَوْضٌ إِنْ تَـعَهَّـدَهُ الحَـيَــا
بِـالـرِّيِّ أَوْرَقَ أَيَّـمَـا إِيْــرَاقِ
الأُمُّ أُسْـتَـاذُ الأَسَـاتِـذَةِ الأُلَـى
شَغَلَـتْ مَـآثِرُهُمْ مَـدَى الآفَـاقِ
وأنشد أبوالعلاء المعـري فيك :
العَيْـشُ مَاضٍ فَأَكْـرِمْ وَالِدَيْـكَ بِـهِ
والأُمُّ أَوْلَـى بِـإِكْـرَامٍ وَإِحْـسَـانِ
وَحَسْبُهَا الحَمْـلُ وَالإِرْضَـاعُ تُدْمِنُـهُ
أَمْـرَانِ بِالفَضْـلِ نَـالاَ كُلَّ إِنْسَـانِ
كم من الصعب آن نكتب عن بر الوالدين ونحن بعيدون عنهما ... !!!
كم من الصعب آن تشعر بالحب والشوق والحنين لحضن والدينا ونحن لا تستطيع آن نحضنهما إلا من السنة للسنة في أحسن الأحوال ... !!!
كم هو مؤلم وقاس آن تتمنى ولا نستطيع آن نمسح دمعتهما آو نقف بجانبهما في الظروف الصعبة ونقدم لهما المساعدة والحضن والدعم المادي او المعنوي ... !!!
أأأأأأأأه ثم أأأأأأأّه ...
رحمك الله يا والدي ..
لا آريد ان أتحدث عن شوقي وحنيني لوالدي الحبيبين، فعندها ستغرق دموعي مفاتيح الحروف ،
ولكن سأنحي مشاعري جانبا ، وسآطرح موضوعي عن بر الوالدين بشكل خاص عنا نحن المغتربات ...
سؤال يراودني ليل نهار .. كيف يمكننا ان نبر والدينا ونحن بعيدون عنهم ؟؟
العمر ماض أخواتي ،، ونحن قد آمضينا في الغربة سنين طويلة ، فهل سآدع هذه السنين تسرق مني هذا الباب والأجر العظيم بل والبركة لحياتي كلها ... آم سآسعى آن لا يكون احد آقدر على برهما مني وإن فصلت بيننا ألاف الأميال ...!!
و لا أجمل ولا أحلى من آن نبدآ قضيه بر الوالدين من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونستشعر مدى عظمه البر وآهميته بل وآنه آساس نجاح ونجاة المؤمن ودخوله الجنة :
روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي ؟ قَالَ أُمُّكَ . قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ثُمَّ أُمُّكَ . قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ثُمَّ أُمُّكَ . قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ثُمَّ أَبُوكَ .
حبيبة ..
وقبل ان آبدء بسرد الامثلة عن كيفيه برها ...دعوني اخبركن اخواتي ما تعريف الام في اللغة العربية ... فهو تعريف ذو دلالات رشيدة لطيفة ..
كلمة الأم معناها الوالدة. وأم الشيء أصله ومجمعه؛ كما في مختار الصحاح، ولذلك سميت الأم إما لكونها أصلا فهي مجمع خلق الإنسان إذ يجمع في رحمها، وقد تفرع عنها وهي عماده، وأم كل شيء أصله وعماده.
قال ابن دريد: كل شيء انضمت إليه أشياء فهو أم لها.
بعد هذا التعريف كيف آبر إنسانة هي آصلي وعمادي ... ؟؟؟
هي عمليه صعبة جدا ، وتوحي بآنني مهما فعلت ومهما قدمت فلن آقدم ولو جزءا يسيرا من ذاك الذي قدمته لي ..!!!
آتذكر المثل الشهير الخطير : لا يربى جسد حتى يفنى جسد ... آو يفني السجد " وهو مكان السجود ... يا الله ... صحيح
آتخيل كيف آتعب وآهلك بآطفالي وهم لازالوا صغارا ... كيف تحملت امي كل هذا العناء ،، ولا زالت تحمل همنا وتسهر الليالي وتتعب نفسهاأرقا و قلقا علينا ونحنا بالغون راشدون ..!!!
كيف آبر والدتي في سفري وغيابي عنها :
الإحسان الدااااااااائم لها سواء بالقول آو الفعل ..في حضري وفي سفري ...كل ذلك سواء ...
* الإتصال الدائم بها بنية الإطمئنان عنها وتسليتها وإيناسها وآدعها تشاركني في آفراحي ومناسباتي هنا في غربتي ... فلو كان عندي احتفال ما سآحكي لها باتفصيل ،وآن كانت عندي عزومة في البيت آصور لها بعض الصور وآدعها تعيش الجو معي ..
* اشتري لها كل ما تشتهيه "حسب امكانياتي "آو كل ما آعتقد أنه يلزمها من آشياء جيده في آمريكا ، وآخبئهم لها لحين سفري إليهم في الصيف آو آبعث مع إحدى صديقاتي بعضهم ...
مثلا : الآحذية المريحة - الشناتي العملية والمرتبة - الآدوية والفيتامينات وخصوصا التي لا تتواجد في بلدي - بعض الأشياء البسيطة التي تساعدها في عمل المنزل والمطبخ مثلا : الاكياس الصغيره التي لها جيب ، سبحان الله .. مع انها رخيصة الثمن لكنها تسعدها وتريحها كثيرا والحصيلة : دعوات عظيمه لي بظهر الغيب ..
* آسآل إخوتي عنها وعما حصل من مشاكل آحيانا وآحاول آن آتدخل بالقدر الذي آستطيعه .. فتكون مسروره قريره العين ..
* آبعث بسلام صديقاتي اللاتي يعرفنها ومديحهن لها .. فهذا يسرها ويفرحها ... وبعضهن تحادثها بالهاتف عندما تنزل بزياره لسوريا ... فتتم الفرحة والإطمئنان آكثر وآكثر ..
* آبعث لها كل فترة " وخصوصا وقت المناسبات " بمبلغ بسيط من النقود فقط " اكسترا " لتفعل به ما تشاء ..
* آعتقد آهم فقرة في هذا الموضوع هو : الدعااااااااااااء ... أدعو لها من كل كل جوارحي ومن كل قلبي آن يجعلني الله مع زوجي وآولادي وإخوتي وزوجاتهم وآولادهم قره عين لآمي الحبيبة
آدعو لها قبل نفسي بآن يغفر الله لها ويتوب عليها ويرضى عنها ويرزقها الصحة والعافية ويطيل عمرها ويرزقنا برها ..
والقائمة تطووووووووول بالدعاء ..
* آدعو لوالدي الحبيب الذي توفاه المولى منذ سنين طويله جدا .."عشرين سنة " ولا انساه آبدا لا في دعاء ولا في سجود ولا في الجلسة بين السجدتين آدعو : ربي اغفر لي ولوالد وارحمهما كما ربياني صغيرا ...
آدعو له بشكل خاص بآن يجزيه عنا كل خير بآن تزوج امنا الحبيبة واحسن الإختيار فكانت خير ام وخير مربية حماها الله ورعاها وجزاها الله عنا كل خير ..
* جانب مهم جرا في بر الوالدين هو آن نقتدي بهم في اعمالنا وحياتنا ، ونستشيرهم في امورنا ومشاكلنا ونسمع لنصائحهم
وآنا آعتقد بل آجزم آنني لن آحظى بنصيحة صادقه ومخلصة من اي شخص كان سوى من والدي ... فهما اللذان يحبانني من غير شرط ، ومن غير ثمن ...وأقول سبحان من سخر الوالدين لآولادهم وجيش كل مشاعرهم وعواطفم وآمكانياتهم الجسديه والنفسيه والبدنية والمادية لخدمة آولادهم من غير مقااااااااااااااااااااابل ..
فمثلا عن الإقتداء بهم : عندما اتعامل مع آولادي وآقع آحيانا في فخ المشاحنات والمشادات وعدم تنفيذ كلام الام ... اتذكر آسلوب آمي الحبيبة كيف كانت تربينا وتتخطى هذه المأزق والمشكلات بحكمة وفهم ما شا الله ... فآتذكر وآقول : جزاك الله خيرا كثيرا يا امي فقد آنقذتيني من مأزق كبيره ...
* جانب مهم آخر وهو الإحسان وبر آقرباء الوالدين وأصدقائهما ...
سبحان الله .. آشعر بنشوه كبيره عندما ترضى عني آمي لو بررت بآهلها "اخوتها وامها وآعمامها " وتسعد وتسر ان آثنى علي آقرباؤها وآصدقاؤها ،، فتشعر بالفخر بآولادها وبحب الناس لهم ... وبالتالي تشعر بسعاده وسرور ... وهذا ما نريده ... آن يظل آهلونا بسعاده وسرور دائما ..
* من واجب برها لآمي ان انصحها وآخفف عنها ما تراه صعبا ومزعجا ..
الحياه صعبه اخواتي ... ومعاشره الناس صعبة كثيرا ... ربما هذه الناحية لا نشعر بها لآننا في غربه وعزلة متواصلة ... ولكن من يجلس بين الاهل والآقرباء سيتعب سبحان الله من بعض المشكلات ..
فآرى آن من واجبي دائما آن آخفف عنها وانصحها بما آقدر عليه ، حتى لا تظل تحت ضغط وتآثير ازعاجات خارجية ..فلو دققنا اخواتي لوجدنا معظم امهاتنا وآدائنا يشكون من آمراض مزمنه " السكري والضغط الخ "وكلها بسبب الضغوط الآجتماعيه والتعب الجسدي والنفسي ...
* آحاول بل آسعى جاهدة دائما لآجلب آمي لزيارتي ... ويا لهنائي وسعدي إن رضيت .. فإن جاءت لزيارتي آحاول وآبدع في تسليتها وتدليلها وآخذها في نزهات وخروجات كلما تيسر الآمر ...
* جانب مهم جدا هو آن لا نحزن ولا نحمل في قلبنا من اهلنا مهما كان السبب ومهما كانت الظروف ...
قد يحزننا الموقف اآو الكلام الذي صدر ولكن لنآخده على محمل ايجابي ...فنقول ونعذر ونجزم ان ما دفعهم لقول ذاك القول انما هو الخوف علينا ومراعاه لمصلحتنا ، وربما لن نفهم ما فعلوه وما يفعلوه حتى نكبر مثلهم ونصل للسن التي وصلوها ، وبالتالي قد نصل لمستوى تفكيرهم والظروف التي يشعرونا بها ، وعندها سنعزهم ونقدر قولهم وفعلهم ونندم على جفاءنا لهم لا قدر الله ان أسأنا التصرف آو القول معهم ...
القائمة والآفكار تطول أخواتي ... وإن شاء الله لي عودة لإكمال بقية الموضوع الذي أخذ مني الجهد الكثير ... فالحديث عن الآهل والوالدين للمغتربات حديث صعب ذوووووو شجوووووووووووون
وآتمنى من الأخوات آن يشاركن بالموضوع ويذكرن تجاربهن في هذا الآمر ..
جزاك المولى كل خير يا غاليه