لن أنســاه !! بل سأستعد له قبل مجيئة !!

U]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

هذه الحادثة مرت منذ سنتين وكان لها تأثيرعميق في نفسي وغير فيني الكثير، فأحببت
أن أكتبها لكم، وأسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول قيتبعون أحسنه ..

لا أنسى تلك الأيام، فقد مرت تلك الأيام الأربع ببطءٍ شديد، فكانت الدقائق ساعات،
والساعات أيام، والأيام سنوات.

كانت الأيام الأربع هي فترة مرض جدتي الحبيبة، فقد أصابتها جلطة في الدماغ،
وأصبحت طريحة الفراش في المستشفى.

سبحـــــــــان الله ما أضعف ابن آدم !!
قبل الأربعة أيام كانت على ما يرام، وأنقلب حالها فجأة!!!

وبعد تلك الأيام الأربع ماتت جدتي _رحمها الله وأسكنها الفردوس الأعلى من الجنة _،
نعم... ماتت جدتي الحبيبة... أتاها هادم اللذات ومفرق الأحباب والجماعات..

كم أحزنني وفاتها جداً، فقد أعتدنا على وجودها معنا في المنزل، فكانت لنـــــا كا الأم
الثــــــانية، فقد أثٌر فيني موتها كثيراً، وأدركت حينها معنى الموت حقاً، وأن هذا هو
مصير كل إنسان " كُلٌُ نَفسٍ ذآئقةُ الموَتِ "

وكلنــــــــــــــا يوماً وإن طال الزمــــــــــــــان مودع.

جدتي التي كانت معي با لأمس فوق الأرض، أصبحت اليوم تحت الأرض يواريها التراب،
ففعلاً كفى با لموت واعظاً..

وتستمــــد الحياة قيمتها من الموت، فقد أحيت بموتها ضميري، وأيقظت غفلتي، وأيقنت أننا
لسنا إلا في دار فنــــاء وزوال،" كُلٌُ مَن عَلَيهَا فَانٍ * وَيبقَى وَجهُ رَبٌِكَ ذُو الجَلالِ والإكرَامِ "..

ففكرت حينها: إلى متى الغفلة ؟! إلى متى ونحن مغترين بهذه الدنيا التي تتعاقب بها الأكدار، وتفنى بها الأعمار ؟!!!!

لابد أن أستعد للرحيـــــــل قبل مجيئة، فإن جاء لن يمهلني لحظة !!

ولابد أن أستغل كل دقيقة من عمري فيما يرضي الله، فا لعمر محسوب والأجل محدود..

دقات قلب المرء قائلة له............. إن الحيـــاة دقائق وثوانٍ

وحينـها أدركت حقاً معنى المـوت...

رحم الله جدتي الحبيبة، وجميع موتى المسلمين، وأسكنهم الفردوس الأعلى من الجنة..