رانة

رانة @ran_7

عضوة فعالة

لن تتركو الكلمات الاربع بعد اليوم تفضلوو

ملتقى الإيمان

فَضَائِلُ الكَلِمَاتِ الأرْبَعِ

* سبحان الله
* الحمد لله
* لا إله إلا الله
* الله أكبر

عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على إمام المرسلين ، نبينا محمد و على آله و أصحابه أجمعين .

أما بعد : فإن الله عز و جل قد خص أربع كلمات بفضائل عظيمة ، و ميزات جليلة تدل على عظم شأنهن ، و رفعة قدرهن ، و علو مكانتهن ، و تميزهن على ما سواهن من الكلام ، و هن : سبحان الله ، و الحمد لله ، و لا إله إلا الله ، و الله أكبر ، ورد في فضلهن نصوص كثيرة تدل دلالة قوية على عظم شأن هؤلاء الكلمات و ما يترتب على القيام بهن من أجور عظيمة و أفضال كريمة و خيرات متوالية في الدنيا و الآخرة ، و قد رأيت أن من المفيد جمع جملة منها في مكان واحد ، و هي في الأصل جزء من كتابي ( فقه الأدعية و الأذكار ) رغب بعض أفاضل الإخوة الكرام أن تفرد في رسالة مستقلة ؛ ليعم نفعها ، و تكثر فائدتها ، بإذن الله تعالى .

فإليك – أخي المسلم – هذه الفضائل فتأملها بأناة عسى أن يكون فيها تحفيز للهمم ، و تنشيط للعزائم ، و عون على المحافظة على هؤلاء الكلمات ، و الله وحده الموفق ، و المعين على كل خير ، و لا حول و لا قوة إلا به العلي العظيم .

1- فمن فضائل هؤلاء الكلمات : أنهن أحب الكلام إلى الله ، فقد روى مسلم في صحيحه من حديث سمرة بن جندب ( رضي الله عنه ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) : ( أحب الكلام إلى الله تعالى أربع ، لا يضرك بأيهن بدأت : سبحان الله ، و الحمد لله ، و لا إله إلا الله ، و الله أكبر ) ¹ ، و رواه أبو داود الطيالسي في مسنده بلفظ : ( أربع هن من أطيب الكلام ، و هن من القرآن ، لا يضرك بأيهن بدأت : سبحان الله ، و الحمد لله ، و لا إله إلا الله ، و الله أكبر ) ² .

2- و من فضائلهن : أن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) أخبر أنهن أحب إليه مما طلعت عليه الشمس – أي : من الدنيا و ما فيها – لما روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة ( رضي الله عنه ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) : ( لأن أقول : سبحان الله ، و الحمد لله ، و لا إله إلا الله ، و الله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ) ³ .

( 1 ) صحيح مسلم ( رقم : 2137 ) .
( 2 ) مسند الطيالسي ( ص : 122 ) .
( 3 ) صحيح مسلم ( رقم : 2695 ) .

3- و من فضائلهن : ما ثبت في مسند الإمام أحمد ، و شعب الإيمان للبيهقي بإسناد جيد عن عاصم بن بهدلة ، عن أبي صالح ، عن أم هانئ بنت أبي طالب قالت : مر بي رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فقلت : إنّي قد كبرت و ضعفت ، أو كما قالت ، فمرني بعمل أعمله و أنا جالسة . قال : ( سبّحي الله مائة تسبيحة ، فإنها تعدل لك مائة رقبة تعتقينها من ولد إسماعيل ، و احمدي الله مائة تحميدة ، تعدل لك مائة فرس مسرجة ملجمة تحملين عليها في سبيل الله ، و كبري الله مائة تكبيرة فإنها تعدل لك مائة بدنة مقلدة متقلبة ، وهلّلي مائة تهليلة .

قال ابن خلف : ( الراوي عن عاصم ) أحسبه قال : - تملأ ما بين السماء و الأرض ، و لا يرفع يومئذ لأحد عمل مثل عملك إلا أن يأتي بمثل ما أتيت به ) ¹ .

قال المنذري ( رواه أحمد بإسناد حسن ) ² ، و حسّن إسناده العلامة الألباني رحمه الله ³ .


( 1 ) المسند ( 6 / 344 ) ، شعب الإيمان ( رقم : 612 ) .
( 2 ) الترغيب و الترهيب ( 2 / 409 ) .
( 3 ) السلسلة الصحيحة ( 3 / 303 ) .

و تأمّل هذا الثواب العظيم المترتب على هؤلاء الكلمات ، فمن سبح الله مائة ، أي قال : سبحان الله مائة مرة فإنها تعدل عتق مائة رقبة من ولد إسماعيل ، و خصّ بني إسماعيل بالذكر لأنهم أشرف العرب نسباً ، و من حمد الله مائة ، أي من قال : الحمد لله مائة مرة كان له من الثواب مثل ثواب من تصدق بمائة فرس مسرجة ملجمة ، أي عليها سراجها و لجامها لحمل المجاهدين في سبيل الله ، و من كبّر الله مائة مرة ، أي : قال : الله أكبر مائة مرة كان له من الثواب مثل ثواب إنفاق مائة بدنة مقلّدة متقبلة ، و من هلّل مائة ، أي قال : لا إله إلا الله مائة مرة فإنها تملأ ما بين السماء و الأرض ، و لا يرفع يومئذ لأحد عمل مثل عمله إلا أن يأتي بمثل ما أتى به .

4- و من فضائل هؤلاء الكلمات ، أنّهن مكفرات للذنوب ، فقد ثبت في المسند ، و سنن الترمذي ، و مستدرك الحاكم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) : ( ما على الأرض رجل يقول : لا إله إلا الله ، و الله أكبر ، و سبحان الله ، و الحمد لله ، و لا حول و لا قوة إلا بالله ، إلا كفرت عنه ذنوبه و لو كانت أكثر من زبد البحر ) ، حسّنه الترمذي ، و صححه الحاكم و أقرّه الذهبي و حسّنه الألباني ¹ .

و المراد بالذنوب المكفّرة هنا الصغائر ، لما ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة ( رضي الله عنه ) : أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) كان يقول : ( الصلوات الخمس ، و الجمعة إلى الجمعة ، و رمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر ) ² ، فقيّد التكفير باجتناب الكبائر ؛ لأن الكبيرة لا يكفّرها إلا التوبة .

( 1 ) المسند ( 2 / 158 ، 210 ) ، و سنن الترمذي ( رقم : 3460 ) ، و مستدرك الحاكم ( 1 / 503 ) ، و صحيح الجامع ( رقم : 5636 ) .
( 2 ) صحيح مسلم ( رقم : 233 ) .

و في هذا المعنى ما رواه الترمذي و غيره عن أنس بن مالك ( رضي الله عنه ) : أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) مرّ بشجرة يابسة الورق فضربها بعصاه فتناثر الورق ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( إنّ الحمد لله و سبحان الله ، و لا إله إلا الله ، و الله أكبر لتساقط من ذنوب العبد كما تساقط ورق هذه الشجرة ) ، و حسنه الألباني ¹ .

( 1 ) سنن الترمذي ( رقم : 3533 ) ، و صحيح الجامع ( رقم : 1601 ) .

5- و من فضائل هؤلاء الكلمات : أنّهن غرس الجنة ، روى الترمذي عن عبد الله بن مسعود ( رضي الله عنه ) عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) أنه قال : ( لقيت إبراهيم ليلة أسري بي ، فقال : يا محمد أقرئ أمتك مني السلام ، و أخبرهم أنّ الجنة طيبة التربة ، عذبة الماء ، و أنها قيعان ، غراسها سبحان الله ، و الحمد لله و لا إله إلا الله ، و الله أكبر ) ¹ ، و في إسناد هذا الحديث عبد الرحمن بن إسحاق ، لكن للحديث شاهدان يتقوى بهما من حديث أبي أيوب الأنصاري ، و من حديث عبد الله ابن عمر .
و القيعان جمع قاع ، و هو المكان المستوي الواسع في وطاة من الأرض يعلوه ماء السماء فيمسكه و يستوي نباته ، كذا في النهاية لابن الأثير ² ، و المقصود أنّ الجنة ينمو غراسها سريعاً بهذه الكلمات كما ينمو غراس القيعان الأرض و نبتها ، فكلما كرّرها العبد نبت له في الجنة أشجار بعددها .

( 1 ) سنن الترمذي ( رقم : 3462 ) ، و حسّنه الألباني في السلسة الصحيحة ( رقم : 105 ) .
( 2 ) ( 4 / 132 ) .

6- و من فضائلهن : أنه ليس أحد أفضل عند الله من مؤمن يعمّر في الإسلام يكثر تكبيره و تسبيحه و تهليله و تحميده ، روى الإمام أحمد ، و النسائي في عمل اليوم و الليلة بإسناد حسن عن عبد الله بن شداد : أنّ نفراً من بني عُذرة ثلاثة أتوا النبي ( صلى الله عليه و سلم ) فأسلموا ، قال : فقال النبي ( صلى الله عليه و سلم )( من يكفينيهم ؟ ) ، قال طلحة : أنا ، قال : فكانوا عند طلحة فبعث النبي ( صلى الله عليه و سلم ) بعثاً فخرج فيه أحدهم فاستشهد ، قال : ثم بعث آخر ، فخرج فيهم آخر فاستشهد ، قال : ثم مات الثالث على فراشه .

قال طلحة : فرأيت هؤلاء الثلاثة الذين كانو عندي في الجنة ، فرأيت الميت على فراشه أمامهم ، و رأيت الذي استشهد أخيراً يليه ، و رأيت الذي استشهد أولهم آخرهم ، قال : فدخلني من ذلك ، قال : فأتيت النبي ( صلى الله عليه و سلم ) فذكرت ذلك له ، قال : فقال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) : ( ما أنكرت من ذلك ، ليس أحد أفضل عند الله من مؤمن يعمّر في الإسلام يكثر تكبيره و تسبيحه و تهليله و تحميده ) ¹ .

( 1 ) المسند ( 1 / 163 ) ، و السنن الكبرى للنسائي ، كتاب عمل اليوم و الليلة ( 6 ) ( رقم : 10674 ) ، و حسّنه الألباني في الصحيحة ( رقم : 654 ) .

و قد دلّ هذا الحديث العظيم على عظم فضل من طال عمره و حسن عمله ، و لم يزل لسانه رطباً بذكر الله عز و جل .

7- و من فضائلهن : أنّ الله اختار هؤلاء الكلمات و اصطفاهن لعباده ، و رتّب على ذكر الله بهن أجوراً عظيمة ، و ثواباً جزيلاً ، ففي المسند للإمام أحمد و مستدرك الحاكم بإسناد صحيح من حديث أبي هريرة و أبي سعيد رضي الله عنهما : أنّ رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال : ( إنّ الله أصطفى من الكلام أربعاً : سبحان الله ، و الحمد لله ، و لا إله إلا الله ، و الله أكبر ، فمن قال : سبحان الله كُتب له عشرون حسنة ، و حُطت عنه عشرون سيئة ، و من قال : الله أكبر فمثل ذلك ، و من قال : لا إله إلا الله فمثل ذلك ، و من قال : الحمد لله رب العالمين من قبل نفسه كتبت له ثلاثون حسنة ، و حط عنه ثلاثون خطيئة ) ¹ .

( 1 ) المسند ( 2 / 302 ) ، و المستدرك ( 1 / 512 ) ، و قال الألباني في صحيح الجامع ( رقم : 1718 ) : ( صحيح ) .

و قد زاد في ثواب الحمد عندما يقوله العبد من قِبل نفسه عن الأربع ؛ لأن الحمد لا يقع غالباً إلا بعد سبب كأكل أو شرب ، أو حدوث نعمة ، فكأنه وقع في مقابلة ما أسدي إليه وقت الحمد ، فإذا أنشأ العبد الحمد من قبل نفسه دون أن يدفعه لذلك تجدد نعمة زاد ثوابه .

8- و من فضائلهن : أنهن جنة لقائلهن من النار ، و يأتين يوم القيامة منجيات لقائلهن و مقدمات له ، و هن أعظم الباقيات الصالحات روى الحاكم في المستدرك ، و النسائي في عمل اليوم و الليلة ، و غيرهما عن أبي هريرة ( رضي الله عنه ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) : ( خذوا جنتكم ) قلنا : يا رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) من عدو قد حضر ! قال : ( لا ، بل جنتكم من النار ، قولوا : سبحان الله ، و الحمد لله ، و لا إله إلا الله ، و الله أكبر ، فإنهن يأتين يوم القيامة منجيات و مقدمات ، و هن الباقيات الصالحات ) ، قال الحاكم : ( هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، و لم يخرجاه ) ، و وافقه الذهبي ، و صححه الألباني رحمه الله ¹ .

و قد تضمّن هذا الحديث إضافة إلى ما تقدم وصف هؤلاء الكلمات بأنهن الباقيات الصالحات ، و قد قال الله تعالى : ( وَالبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً ) { سورة الكهف : 46 } .
( 1 ) المستدرك ( 1 / 541 ) ، و السنن الكبرى ، كتاب : عمل اليوم و الليلة ( 6 / 212 ) ، و صحيح الجامع ( : 3214 ) .

و الباقيات أي : التي يبقى ثوابها ، و يدوم جزاؤها ، و هذا خير أمل يؤمله العبد و أفضل ثواب .
9- و من فضائلهن ، أنهن ينعطفن حول عرش الرحمن و لهن دوي كدوي النحل ، يذكرن بصاحبهن ، ففي المسند للإمام أحمد ، و سنن ابن ماجه ، و مستدرك الحاكم عن النعمان بن بشير ( رضي الله عنه ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) : ( إن مما تذكرون من جلال الله التسبيح و التكبير و التهليل و التحميد ، ينعطفن حول العرش لهن دوي كدوي المحل تذكر بصاحبها ، أما يحب أحدكم أن يكون له ، أو لا يزال له من يذكر به ) .

قال البوصيري في زوائد سنن ابن ماجه : إسناده صحيح ، رجاله ثقات ، و صححه الحاكم ¹ .

( 1 ) المسند ( 4 / 268 / 271 ) ، و سنن ابن ماجه ( رقم : 3809 ) ، و المستدرك ( 1 / 503 ) .

فأفاد هذا الحديث هذه الفضيلة العظيمة ، و هي أن هؤلاء الكلمات الأربع ينعطفن حول العرش أي يملن حوله ، و لهن دوي كدوي النحل ، أي : صوت يشبه صوت النحل يذكرن بقائلهن ، و في هذا أعظم حضّ على الذكر بهذه الألفاظ ، و لهذا قال في الحديث : ( ألا يحب أحدكم أن يكون له أو لا يزال له من يذكر به ) .

10- و من فضائلهن : أنّ النبي ( صلى الله عليه و سلم ) أخبر أنهنّ ثقيلات في الميزان ، روى النسائي في عمل اليوم و الليلة ، و ابن حبان في صحيحه ، و الحاكم ، و غيرهم عن أبي سلمى ( رضي الله عنه ) قال : سمعت رسول الله يقول : ( بخ بخ ، - و أشار بيده بخمس – ما أثقلهنّ في الميزان : سبحان الله ، و الحمد لله ، و لا إله إلا الله ، و الله أكبر ، و الولد الصالح يتوفى للمرء المسلم فيحتسبه ) ، صححه الحاكم ، و وافقه الذهبي ¹ ، و للحديث شاهد من حديث ثوبان ( رضي الله عنه ) ، خرّجه البزار في مسنده ، و قال : إسناده حسن ² .

و قوله في الحديث : ( بخ بخ ) هي كلمة تُقال عند الإعجاب بالشيء و بيان تفضيله .

( 1 ) السنن الكبرى ، كتاب عمل اليوم و الليلة ( 6 / 50 ) ، و صحيح ابن حبان ( الإحسان ) ( 3 / 114 ) ( رقم : 338 ) ، و المستدرك ( 1 / 512 ، 511 ) .
( 2 ) كشف الأستار عن زوائد البزار ( 4 / 9 ) ( رقم : 3072 ) .

11- و من فضائل هؤلاء الكلمات : أنّ للعبد بقول كل واحدة منهنّ صدقة ، روى مسلم في صحيحه عن أبي ذر رضي الله عنه : أنّ ناساً من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قالوا للنبي ( صلى الله عليه و سلم ) : يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور ، يصلون كما نصلى ، و يصومون كما نصوم ، و يتصدقون بفضول أموالهم ، قال : ( أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون ؟ إنّ بكلّ تسبيحة صدقة ، و كل تكبيرة صدقة ، و كل تحمدة صدقة ، و كل تهليلة صدقة ، و في بضع أحدكم صدقة ) ، قالوا : يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته و يكون له فيها أجر ؟ قال ( أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر ) ¹ .

( 1 ) صحيح مسلم ( رقم : 1006 ) .

و قد ظنّ الفقراء ألا صدقة إلا بالمال ، و هم عاجزون عن ذلك فأخبرهم النبي ( صلى الله عليه و سلم ) أن جميع أنواع فعل المعروف و الإحسان صدقة ، و ذكر في مقدمة ذلك هؤلاء الكلمات الأربع : سبحان الله ، و الحمد لله ، و لا إله إلا الله ، و الله أكبر .

12- و من فضائل هؤلاء الكلمات : أنّ النبي ( صلى الله عليه و سلم ) جعلهنّ عن القرآن الكريم في حق من لا يحسنه ، روى أبو داود ، و النسائي ، و الدارقطني ، و غيرهم عن ابن أبي أوفى رضي الله عنهما قال : جاء رجل إلى النبي ( صلى الله عليه و سلم ) فقال : إنّي لا أستطيع أن آخذ من القرآن شيئاً فعلّمني ما يجزئني منه ، قال : ( قل : سبحان الله ، و الحمد لله ، ولا إله إلا الله ، و الله أكبر ، و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ) . قال : يا رسول الله هذا لله عز و جل فما لي ؟ قال : ( قل : اللهم ارحمني و ارزقني و عافني و اهدني ) .

فلمّا قام قال : هكذا بيده فقال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) : ( أمّا هذا فقد ملأ يده من الخير ) ¹ .
قال المحدّث أبو الطيب العظيم آبادي في تعليقه على سنن الدار قطني : سنده صحيح . و قال الألباني رحمه الله : سنده حسن ² .

( 1 ) سنن أبي داود ( رقم : 832 ) و اللفظ له ، و سنن النسائي ( 2 / 143 ) و سنن الدار قطني ( 1 / 313 ، 314 ) .

( 2 ) صحيح أبي داود ( 1 / 157 ) .

فهذه بعض الفضائل الواردة في السنة النبوية لهؤلاء الكلمات الأربع ، و من يتأمّل هذه الفضائل المتقدمة يجد أنّها عظيمة جداً ، و دالة على عظم قدر هؤلاء الكلمات ، و رفعة شأنهنّ ، و كثرة فوائدهنّ ، و عوائدهنّ على العبد المؤمن ، و لعلّ السر في هذا الفضل العظيم – و الله أعلم – ما ذكر عن بعض أهل العلم أنّ أسماء الله تبارك و تعالى كلّها مندرجة في هذه الكلمات الأربع ، فسبحان الله يندرج تحتها أسماء التنزيه كالقدوس و السلام ، و الحمد لله مشتملة على إثبات أنواع الكمال لله تبارك في أسمائه و صفاته ، و الله أكبر فيها تكبير الله و تعظيمه ، و أنّه لا يحصي أحد الثناء عليه ، و من كان كذلك فلا إله إلا هو أي لا معبود حق سواه ¹ .

( 1 ) انظر : جزء في تفسير الباقيات الصالحات للعلائي ( ص : 40 ) .

فالتسبيح : تنزيه لله عن كلّ ما لا يليق به ، و التحميد : إثبات لأنواع الكمال لله في أسمائه و صفاته و أفعاله ، و التهليل : إخلاص و توحيد لله و براءة من الشرك ، و التكبير : إثبات لعظمة الله ، و أنّه لا شيء أكبر منه .

فلله ما أعظم هؤلاء الكلمات ، و ما أجلّ شأنهنّ ، و ما أكبر الخير المترتب عليهنّ ، فنسأل الله أن يوفقنا للمحافظة و المداومة عليهنّ ، و أن يجعلنا من أهلهنّ الذين ألسنتهم رطبة بذلك ، إنه ولي ذلك و القادر عليه ، و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و أصحابه أجمعين .

**********
نُقِل من كُتيب بواسطة : رفآعية شرقآوية
23
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

شموخ اهلها
شموخ اهلها
جزاك الله خير
ام حمودي111
ام حمودي111
جزاك الله خيرا
احساس مفقووود
سبحـــان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حولا ولا قوة إلا بالله
جنوبيه رومنسيه
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات و المؤمنين و المؤمنات الاحياء منهم والاموات بعدد م خلق
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات و المؤمنين و المؤمنات الاحياء منهم والاموات بملى م خلق
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات و المؤمنين و المؤمنات الاحياء منهم والاموات بعدد م احصى كتابه
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات و المؤمنين و المؤمنات الاحياء منهم والاموات بملى احصى كتابه
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات و المؤمنين و المؤمنات الاحياء منهم والاموات بعدد كل شي
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات و المؤمنين و المؤمنات الاحياء منهم والاموات بملى كل شي
روح الصبى
روح الصبى
جزاك الله خير