السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
لـــــــــوعــــــــة
ركضت في الأرجاء أداعب أبناء إخوتي ضحكاتنا تخترق صمت
المكان تتمسك ريناد بي تحاول إبقاءي معهم لفترة أطول ....
يصرخ أحمد عمــــــــــــــــــــة لعبينا شوي ...عمـــــــــــــــة وتبدأ
الدموع التي لا أستطيع مقاومتها.... لكنني هذه المرة يجب أن
أكون صارمة ...لي معهم مايقارب الساعتين يجب
ألا أعطيهم (وجه) زيادة عن اللزوم...خلااااااص يكفي مع
السلامة ......
وثبت إلى جلسة النساء أضحك وأتكلم بحب عن مشاعر الطفولة
وعدم شبعهم أيا كانت لعروض وصوت بكائهم لازال يضج محتجا
كالعادة .....سارة متحمسة في سرد قصة ما.. والجميع منصت
باهتمام ...أطلب منها بسذاجة أن تعيدها..
يصرخ الجميع.. يووووووه دائما تجين متأخرة خلاص بعدين
تقولها لك كملي سارة ...
أشاكسهم خالقة جو تشويش متعمد..... أصوات عدة ولولات
زغاريد.... بعد وقت يرضخ الجميع ...بسسرعة سارة قوليها لها
باختصاار...
وأنا أصفق جذلى لانتصاري .....تختزل سارة القصة
بسرعة لتصل عند نقطة الحدث....نرهف أسماعنا
مشدوهين .......قصة مخييييفة تقولها نجلاء بخوف
راعش ....
بعدها أخذنا نتجاذب أطراف الحديث في أمور شتى حتى السياسة لم
تسلم منا وكأننا سنحل معضلة ...نحرر فلسطين أو نقيل
شارون ... ولكن أقل التنفيس التحدث وإلا جننا .....!
انتعشت أجواء الحديث منتقلة إلى جو الابتسامة الجميل ضحكت
حتى دمعت عيناي تجيد نجلاء وصف المشاهد حتى كأنني أعيشها
تصف حالة إحدى طالباتها وكيف تتهرب من العقاب
وتتحايل في المشاغبة ...طالبة ذكية جدا أتمنى أن أراها...
رفعت أكمامي لأمسح دموعي وشهقاتي الضاحكة تغطي
مسامعي...
لمحت أختي نجلاء وهي تحدق في بقسوة.....الحين
هالبنت نشفت ريقي وجالسة أشكي لكم معاناتي
وأنت نفسك تشوفينها ليــــــــــش....؟
قلت لها وأنا أهتز من الضحك روعة وصفك جعلتني
أحس أن الطالبة ذكية جدا تحتاج بعض احتواء ومنطلق لتنفس عن مهاراتها به..... تقولين كذا عشانك ما تخرجت ولا توظفت
نشوف الفيلسوفة بكرة وش راح تقول .......؟
ضحكت لها لقلبها الدافئ الذي لاينبئ عنه لسانها فأنا أعلمها جدا
أعلم قلبها الرقيق هي من تظلم أبنائها لأجل طالباتها ........
صرخت نوف ماما أنت تحبين بناتك أكثر منا دائما تشترين لهم
هدايا واحنا لا ..........؟
وثانيا ليش تسمينهم بناتك ...؟؟؟ أنت ولدتيهم .... اتصلت باكية
تشرح لي هول معاناة هذه النوف الحساسة ... مر هذا الطيف
سريعا وأنا أتفحص عينيها الغاضبيتين كم أحبك شقيقتي .....
طال الوقت تحولت جلستنا إلى أمسية هادئة جميلة ...هدأ الأطفال
فلم يعد لهم صوت مطلقا ..
سرت رعشة في جسدي الجو يميل إلى البرودة فنحن في أواخر
الخريف تقريبا..
كنت أتكلم صاخبة عن حدث مر بي في الجامعة الكل مصغي
بإمعان حاولت أن أخلق مشهدا وصفيا دقيقا لماحدث .....يداي
تتحركان في مشهد يحلو للجميع تقليدي به ....
فجأة
أحسست بانقباض شديد يسيطر علي قفزت من وسطهم بسرعة
كدت أسقط تعثرت ركضت بدافع غريب تنهش قدماي الأرض
متجهةصوبه......................................... ....؟
لا أعلم لم .....؟
الجميع تابعني مشدوها لتصرفي الغريب خصوصا أننا في منتصف
الليل ربما اعترتهم الوساوس ... لا أعلم ما الذي دار بخلدهم
لحظتها .........
حينما وقفت أنظر إليه كان الضوء خافتا جدا لا أكاد أرى توسعت
حدقتاي أحاول أن أنبش المكان ....وهناك صارخ في أعماقي يكاد
يقتلني..
نظرت إليه إلى تلك الحفرة العميقة التي يلفها الماء .... أحاول
استيعاب أبعاده ..وأعماقه ..
أنفاسي تهبط وتعلو وحشرجة الضيق تصرخ في بقوة...
إذا بعيني تقع على مشهد داخل الماء لا أكاد أبينه
خرقة زرقاء صغيرة ليست غريبة بهذه التقليمات البيضاء التي
تميزها.......
لا أعلم ما هي قفزت بكل مشاعر الأمومة وكل ذرة في كياني تئن
تكاد تزهق لا أفهم لغة الحدس ولكنني آمنت برحمة الله ...
قفزت إذا بي وسط غياهب الماء المبهمة وتلاطم موجي مع غياهب
الماء زاد صعوبة الرؤية...
حاولت اختراق النظر من خلاله و يداي تتخبطان للوصول هناك
اقتربت منها ... يا إلهي تلك الخرقة كانت ابني .....آمنت
بك .. ...أرى صغيري يصارع الموت....... حملته بين يدي
وأنا في عالم آخر من اللاوعي ولازلت خانقة الصدر خانقة
الأوكسجين ..
حاولت رفع خرقتي ليتنشق الهواء ... استمت في هزة بكل ما
أوتيت من قوة جبارة لم تظهر سوى تلك اللحظة ..
هززته صارخة حســــــام حســــام ... أحسست برأسه متدليا قرب
يدي يأبى التوازن ....
لازلت أصارع الماء في استماتة لتوفير نقطة هواء نقية له، ابتلعته
من أنفي وفمي حتى أعيني ولازلت صامدة تلك الطاقة العجيبة
تخلق منك شخصا آخر وقت الشدائد...
حاولت الصراخ أناديه حسام حســـــام فلم يجب بنأمه المححببة (نعم)
عدت أحركه بقوه أنفضه فوقا وجسدي تحته ينتفض لنقص الهواء
وامتلاءه بالماء لكني لم أفكر فيه...
حبيبي مهجتي قرة عيني لم يكتمل عقدك الثاني بعد ......بني ابني
ريحانة قلبي كل مصطلحات المحبة كل قواميس العالم تطوع نفسها
لك ...أقسم لك أني لن أعاقبك كما فعلت اليوم فلتكسر
جميع عطوري ولتعدم حاجياتي........................
ناديت بأعلى صوتي الذي يبتلع الماء نصفه ... ناديت كل الأسماء
التي كانت في ذاكرتي حاضرها وغائبها نجلاء منى وفاء عبير سارة لكن لا مجيب ...المسافة الفاصلة بين المسبح
وهم ابتلعت نداءاتي... لكنه وحده من يسمعني ....... ناجيته في
ابتهالة خاشعة ....يا من برحمتك أستغيث...... أغثني
رميته على ضفة المسبح حاولت الخروج لم تسعفني
قدماي .......وضعت قبضتي على السلم أحاول وأحاول
خذلتني قواي...........
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
************************
ضرباتها الموجعة جدا على خدي جعلتني أستوعب ما حولي هدى
هدى ... وجوه واجمة خائفة تحدق في برحمة شقيقتي تقرأ بعض
آيات كريمة تنفث بها ......أحس بدوار شديد أريد أن أتقيأ..الماء
يخرج من فمي وأنفي وعيناي ....
أحد الأطفال يأتي مسرعا بابا يقول هاه كيفها ....؟؟
مسحت فمي بيدي إذا بها باردة ثقيلة تتقاطر بشدة .......استوعبت
ماحصل صرخت حساااااااام حســـــــــــــام ...
حاولت شقيقتي ضمي إلى صدرها تريد قول شئ دفعتها بقوة
ووحشية وين حسام ولدي فينه ؟؟؟
صرخوا جميعا هدى هدى تعالي عبثا حاولت الإفلات الجميع
ممسك بي تمزقت أزرار بلوزتي في محاولة يائسة للفرار..
إذا به ...
بحبيبي الصغير يأتي مخترقا الجمع في لباس وردي وتنورة
حمراء.... وشعره لازال يقطر ....
لم أعرفه كان وسيما جدا جمال أنثى ...صرخ ماما ماما حملته
أقبل كل موضع في جسده أتنشق رائحته يحاول
الإفلات كعادته ... صرخ محتجا مـــــــامـــا
أختي .. لم نجدله غيارا فألبسته لبس ريناد حتى لايبرد ..
قالت لي هل أنت بخير قلت الحمد لله ..
خفنا عليك جدا خرجت إلينا وجسمك يقطر ماء أنت وحسام وأخذت
تركضين في أرجاء الاستراحة الحمد لله الحمد لله ابني لم يمت ثم
تمتمت بعبارات أخرى تشير إلى الأسوأ لاقدرالله
ثم ضحكَت ...صرنا جميعا نركض خلفك حول المكان نحاول
تهدئتك ابتسمت لها بتهالك حمدت الله.....
اتجهت صوب عبائتي لأسجد وأصلي شكرا لله عز وجل ...
لفتني روحانية وقداسة مناجاته ..احسست بالراحة والاطمئنان
تسري في جسدي... حمدته شكرته بصدق وبقلب يقطر ألما ....
فكانت من أجمل مناجاتي مع خالقي لحظة تتجلى فيها
المشاعر والدموع الفرح والحزن الخوف والأمن متناقضات خلقت
الصدق والقوة والخشوع .....
لففت عبائتي وأنا آخذ نفسا عميقا استلب الكثير من الألم، لازالوا
حولي يحاولون الحديث بصوت مرتفع كأنهم غير مبالين ،أعلم بهم
لايدخلون هنا إلا نادرا ...وجودهم كان للإطمئنان
علي...شكرا لك رب أخرى لوجود هؤلاء ....
عندها أحسست ببرد شديد يفصم عظامي حاولت الكلام فكي
يرتجف بشدة ويداي تتواءم معه .... أحضرت لي نجلاء كأس
شاي ساخن تتصاعد أدخنته كأنها أنفاسي ..رشفت رشفة
طويلة انكمش جسدي كله استسلاما للدفء الذي بدأ يسري فيه ...
بعد أن هدا الجميع وحادثني أبو حسام يطمئن على حالتي ويحاول
تهدئتي ...
عدت إلى جلستنا السابقة..وبقايا قصتي عالقة في فمي حتى الآن فلم
أكملها ...
سألوني جميعا ولازالوا حتى بعد مرور أكثر من عامين ما الذي
جعلك تنهضين من بيننا
وتتوجهين للمسبح ؟
حاولت الإجابة ولكني
لم أستطع ...
أختكم سليلة المجد
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

حييت أيتها المرفأ ....فقد رسونت على شاطئك حينا لأنهل من معينك الطيب ...
شكرا لك لملحوظتك الجميلة ....
ولكني يامرفأ لا زلت في لوعة الموقف حتى اليوم ....بدليل ماتركه في داخلي من أثر
وفجعة لاتنسى .....
هي في العموم رسالة لكل أم حتى تكون حافظة لفلذة كبدها حريصة على إعالته ...
شكرا لك ....
وعذرا على التأخير ....
أختك سليلة المجد
شكرا لك لملحوظتك الجميلة ....
ولكني يامرفأ لا زلت في لوعة الموقف حتى اليوم ....بدليل ماتركه في داخلي من أثر
وفجعة لاتنسى .....
هي في العموم رسالة لكل أم حتى تكون حافظة لفلذة كبدها حريصة على إعالته ...
شكرا لك ....
وعذرا على التأخير ....
أختك سليلة المجد

عجبا لهذا القلب كيف وضع الله فيه صدق الشعور ..
و عجبا لقلب الأم كيف يخفق .. ويدفق ..
موقف لا تسعفني الكلمات لأصفه ..
ولا تسعف أيا كان كلمات الشكر والحمد لله أن توفيه
حفظ الله قرة عينك لك وجعله من حفظة كتابه العزيز ..
جزاك الله خيرا .
و عجبا لقلب الأم كيف يخفق .. ويدفق ..
موقف لا تسعفني الكلمات لأصفه ..
ولا تسعف أيا كان كلمات الشكر والحمد لله أن توفيه
حفظ الله قرة عينك لك وجعله من حفظة كتابه العزيز ..
جزاك الله خيرا .

حييت أيتها الباسقة ألف ألف تحية ...
أشكر لك هذه الكلمات الطيبة ، وهذا الزخم الحنيني الجميل...
الدعاء موصول لك بالحفظ والرزق والأجر ..آمين
ود
أشكر لك هذه الكلمات الطيبة ، وهذا الزخم الحنيني الجميل...
الدعاء موصول لك بالحفظ والرزق والأجر ..آمين
ود
الصفحة الأخيرة
وأكاد أجزم بأنها حقيقة مررت بها
عشت مع كلماتك وفي أجوائها
رائع ماكتبتي
صدق كلماتك أسرتني
************
ملاحظة
أرى أن العنوان الذي اخترتيه
لا ينطبق على القصة
فالخاطرة نهايتها مفرحة
وعنوانك يدل على موقف حزين
أو نهاية يائسة
لكن بالمجمل وصفك دقيق وجميل
بوركت