لولادة ميسرة بإذن الله

تتأثر حالة المرأة أثناء الولادة إلى حد كبير بحالتها النفسية ، ويجب توجيه الجهود لمحاربة الخوف الذي يعتري المرأة من الولادة والذي حول الولادة الطبيعية إلى حالة مرضية أو شبه مرضية. هناك علاقة أكيدة مابين الخوف والجهل، فالجهل هو المصدر الرئيسي للخوف والخوف هو السبب الرئيسي لحدوث التقلصات والانقباضات أثناء الولادة وهذه تؤدي بدورها إلى الألم. ولذلك وجب تثقيف المرأة وإعدادها نفسياً وعضوياً حتى تتم الولادة بدون ألم.
الولادة الطبيعية عمل فطري تقوم به المرأة بدون أي مساعدة خارجية وبأقل مايمكن من الألم . والمرأة صحيحة البنية يمكنها أن تلد طفلها وهي بكامل وعيها وبدون ألم ، وإذا اتبعت إرشادات الطبيب أثناء الحمل والولادة وبتفهمها لعملية الطبيعية وأنها عملية فسيولوجية ، وعليها أن تحضر نفسها للولادة بإجراء مجموعة من التمرينات الرياضية وتمرينات التنفس والاسترخاء، ومن الأفضل أن تقوم بها الأم من أول مراحل الحمل حتى يصبح لديها الوقت الكافي لأداء جميع التمارين وألا تكتفي بتمرينات التنفس والاسترخاء فقط في شهور الحمل الأخيرة .
وسوف أعرض بعض التمرينات وسأبدأ حسب أهميتها ومن الأفضل ألا تبدأي سيدتي الحامل بتمرين إلا بعد أن تتقني التمرين السابق له وبعد انقضاء يوم أو يومين على التمرين السابق . يجب أن تجري التمارين بلين ويومياً وتبدأ بعدد مرات قليل يزداد تدريجياً يوماً بعد يوم.
أولا تمارين التنفس:
يلاحظ أن التنفس السليم ضروري جداً من أجل أن يقوم الشخص بأعماله الجسدية والعقلية ، والتنفس السليم ضروري خلال مرحلة الحمل حيث تحتاج الأم إلى المزيد من الهواء النقي ليدخل الرئتين بأقل مجهود ممكن ن وهذا مطلوب سواء للأم أو للجنين النامي. والتنفس السليم أثناء الولادة لا يساعد فقط على لفظ الجنين من الرحم ولكن أيضا يحفظ الطفل قويا وفي حالة جيدة بعد ولادته.
1- يجب أن تتعلم الحامل تمرين التنفس بعمق فيجب أن تترك رئتيها لترتخي تماماً ، ثم تفتح فمها وتملأ صدرها ما أمكن بالهواء ثم تتركه يخرج ببطء، يجب أن تقوم الأم بهذا التمرين ببطء ، وتضع يديها مسطحتين على ضلوعها السفلية وأن تدفع رأسها وكتفيها إلى الخلف. يجب أن تؤدي الأم الحامل هذا التمرين لمدة 5-10 دقائق يومياً صباحاً ومساءً ويجب البدء بهذا التنفس العميق بخفة وبدون إجهاد حتى لاتشعر الأم بالدوار. وعلى الأم أن تتذكر دائماً بأن عضلات الرحم أثناء الولادة تحتاج إلى المزيد من الأكسجين حتى تنقبض وتنبسط بسهولة .

2- بعد إكتساب مهارة التنفس العميق يجب على الأم أن تتعلم كيف تتنفس بسرعة أكبر فترفع من معدل تنفسها إلى 25-26 مرة بالدقيقة بدلا من المعدل الطبيعي 17-18 مرة بالدقيقة. ويساعد هذا التمرين كثيراً في مرحلة الطلق والانقباضات أثناء الولادة وخاصة تلك الانقباضات القوية التي تظهر كلما اتجهنا نحو نهاية المرحلة الأولى من الولادة.

3- يجب على الأم أن تتعلم بعد التمرين السابق كيف تحبس أنفاسها ، وعليها في هذه الحالة أن تأخذ نفساً واحدا أو اثنين وبعده نفس عميق ثم تحبسه بعد ذلك. وفي عقلها عليها أن تعد من 1 إلى 10 ثم تترك نفسها يخرج من فمها وبتحكم شديد وبدون اندفاع. وبمرور الأسابيع سوف لا تجد الأم الحامل صعوبة إطلاقاً في أن تحبس أنفاسها لمدة نصف دقيقة . ويساعد هذا التمرين في المرحلة الثانية من الولادة عندما يطلب الطبيب من الأم أن تحبس أنفاسها خلال كل انقباضة حتى تدفعها وتخرجها وبالتالي تساعد الطفل على الخروج من خلال ممرات الولادة.
ويجب أن تتعلم أيضا كيف تخرج نفسها بهدوء وكيف تمسك بآخر أثناء تلك الانقباضات دون استرخاء عضلاتها البطنية أثناء لفظ الجنين، وبعد كل تمرين من هذا يجب على الأم أن تتنفس بعمق.

4- وأخيرا على الأم الحامل أن تتعلم كيف تأخذ النفس القصير وذلك بأن تلهث من 40 -50 مرة بالدقيقة وهذا التمرين ضروري عندما يبدأ الطفل في المرور من قناة الولادة.
ويجب أن تكون الأم هادئة دائماً عند ظهور شعر الجنين حتى تتجنب الضغط الزائد على منطقة العجان.
ويجب على الأم أن تتذكر دائما بأنها تعد نفسها لوظيفة طبيعية وأن جسمها قد خلق لإنجاز هذا العمل.