لا تغتر بكثرة المريدين... فلولا ستر الله لكنت من الهالكين.
كم أتعجب من أولئك الذين تغرهم الدنيا وإقبال الناس عليهم وعلى كلامهم،
فيظن الواحد منهم أنه بلغ المنزلة، أو يرى في نفسه أنه صاحب الفضل والخير،
وينسى هذا المسكين أنه لولا ستر الله عليه لانكشف حاله وفر الناس منه كما
يفرون من الأجرب. وليعلم أن الناس لا ترى منه إلا ظاهره، وقد يتصنع ويتشدق
فيُقبل الناس عليه، لكنه يجب أن يعلم أن الله يعلم سره وعلانيته فهو الذي
يعلم السر وأخفى. ورحم الله بكراً المزني حيث يقول: ( لو أن للذنوب رائحة
ما جالسني أحد). فما أحوجنا أن نستشعر هذه الخشية وهذا الخوف المحمود عند
السلف فنعرف أنفسنا لنقف عند حدنا، ومن جميل قوله ? رحمه الله- في هذا
الباب: ( إذا رأيت إخوانك يكرمونك ويعظمونك، فقل: هذا فضل أخذوا به) بمعنى؛
إذا رأيت إخوانك يحبونك ويعظمونك ويقدرونك، فلا يغرنك الشيطان، فتقول:
الآن عرفوا قدري، وعرفوا منزلتي وعلمي واجتهادي، لا والله، فهذا من الغرور
-نسأل الله العفو والعافية- وقل: هذا فضل أخذوا به، أي؛ غرهم أني أقول كذا
وكذا وما عرفوا حقيقة نفسي. فهو ستر الله الستير الحليم والذي لولاه لكنا
من الهالكين. فهلا حرصنا على محاسبة النفس وتقويمها لنوقفها عند حدها فلا
نغتر بما لا نملك؟! اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض، ولا
تجعل اللهم لأنفسنا فيما يقوله الناس حظاً، وارزقنا الإخلاص في النية
والقول والعمل في السر والعلن.
د سعد الدين الرفاعي
الجيل الجديد . @algyl_algdyd_1
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
ديم الصباح
•
جزااااك الله خير
الصفحة الأخيرة