لو أن ((أبا بكر وعمر (رضي الله عنهم))) يحكمان في عصرنا هذا
لو أن (أبا بكر وعمر رضي الله عنهم )يحكمان عصرنا هذا:
لأعطيا التجربة الإنسانية في التنظيم الديمقراطي الرشد كل احترامهما الرشد كل احترامهما.. ولانتفعا بها إلى ابعد مدى , ولأخذا من أشكالها الحديثة كل ما يحقق جوهرها ويعبر عن خصائصها ...
ولست أريد أن أتجنى على الحق, فأقول: إن ذلك كان سيتم بصورة مطلقة.
لا...وإنما كان سيتم داخل إيمانهما المطلق بالدين الذي آمنوا به .. ووفق الطريقة التي تشكل بها هذا الإيمان..
ولكن مع وجود هذا التحفظ, فان ذلك لا ينقض شيئا من حقيقة أنهما حاكمان ديمقراطيان.
ذلك أن أي حاكم ديمقراطي, أنما يعمل داخل حدود الدستور القائم في دولته... وأبو بكر وعمر رضي الله عنهم, كانا يعملان داخل حدود الدستور القائم في مجتمعهما...
لقد كان للقرآن في مجتمعهما , مثل ما للدستور في أيه أمة و دولة ,بل إن ولاءهما للقرآن كان يفوق ولاء أية أمة لدستورها ..!!
ولقد تضمن القرآن الكريم مزيتين من أعظم مزايا الديمقراطية
أولاهما: أنه جعل الشورى واجبا حتى على النبي الذي يوحى إليه, فقال: (وشاورهم في الأمر)..
ثانيتهما: أنه لم يلزم بطاعة أحكامه واعتناق مبادئه إلا من يقره ويختاره ويؤمن به (أي بلغه عصرنا الحديث)
صحيحا أنه دستور لم يضعه الشعب.. ولكنه دستور رضيه الشعب وآمن به واستشهد في سبيله.
فالمسلمون الذين آمنوا بالرسول وساروا معه , آمنوا بان القرآن الكريم وحي من عند الله وعليهم طاعته ..
وفي عصورنا الحديثة هذه لا تستقيم الحياة إلا بأن تكون للأمم دساتير تحكم حياتها...
دساتير تصوغها الأمة من عقائدها.. وتقاليدها.. واحتياجاتها وتساير بها موكب التقدم الإنساني المتجدد دوما .. والذي لا يقف ولا يتقهقر..
وفي رأيي:
لو أن ((أبا بكر وعمر رضي الله عنهم )) يحكمان الناس اليوم وفق دستور رشيد وضعه الناس أنفسهم لأنفسهم, ما نقص ولاؤهم لهذا الدستور مثقال ذرة, عن ولائهم للقرآن الكريم الذي كان يحكمان وفق هداه...
ذلك أنهما من الطراز البشري الرفيع الذي يشيع في جوهره الى جانب الأمان بالله .. الإيمان بالإنسان
مقدمة المؤلف:
خالد محمد خالد
من كتاب خلفاء الرسول
مقدمه قريتها وحبيت انزلها في المنتدى من اشهر الكتب (خلفاء الرسول)
ولكم تحياتي

كاذي @kathy_2
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️