مريم الحب @mrym_alhb
عضوة فعالة
لو بلغت ذنوبك؛ عَنان السّماء!
السّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
المغفرة؛
مُنتهى رجاء العارفين.
ومبلغ سؤل؛ الأوّابين.
وملاذ من الذين إلى الرّحمن - هم - عائدين.
هاهنا؛ لُطفاً!
وبذي النّفس؛ عطفاً!
فاقرأ؛
عن ( عظيم ) حال المغفرة.
لو بلغت ذنوبك؛ عَنان السّماء!
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
قال الله تبارك وتعالى:
(يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني؛
غفرت لك على ما كان فيك؛
ولا أبالي!
يا ابن آدم؛ لو بلغت ذنوبك عنان السماء،
ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي!
يا ابن آدم؛ إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا؛
ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً؛
لأتيتك؛ بقرابها مغفرة) !
تخريج الحديث
الحديث رواه الترمذي؛
من بين أصحاب الكتب الستة،
وصححه ابن القيم، وحسنه الشيخ الألباني.
غريب الحديث
عنان السماء: وهو السحاب وقيل ما انتهى إليه البصر منها.
قراب الأرض: ملؤها أو ما يقارب ملأها.
إنك ما دعوتني ورجوتني: أي ما دمت تدعوني وترجوني.
ولا أبالي:
أي إنه لا تعظم علي مغفرة ذنوبك؛
وإن كانت كبيرة وكثيرة.
http://www.alsamer.com/svb/images/flawers.gif
منزلة الحديث
هذا الحديث من أرجى الأحاديث في السنة؛
ففيه بيان سعة عفو الله تعالى ومغفرته لذنوب عباده،
وهو يدل على عظم شأن التوحيد،
والأجر الذي أعده الله تعالى للموحدين،
كما أن فيه الحث والترغيب؛ على الاستغفار والتوبة،
والإنابة إلى الله سبحانه وتعالى.
. أسباب المغفرة
وقد تضمن هذا الحديث أهم ثلاثة أسباب؛
تحصل بها مغفرة الله تعالى وعفوه عن عبده؛
مهما كثرت ذنوبه وعظمت، وهذه الأسباب هي:
1- الدعاء مع الرجاء :
فقد أمر الله تعالى عباده؛ بالدعاء ووعدهم عليه بالإجابة؛
فقال سبحانه:
" وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ
الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ "
(غافر60)،
وقال صلى الله عليه وسلم:
(الدعاء هو العبادة وقرأ هذه الآية)
( رواه أحمد )
ولكن هذا الدعاء سبب مقتض للإجابة؛
عند استكمال شرائطه وانتفاء موانعه،
فقد تتخلف الإجابة؛ لانتفاء بعض الشروط والآداب،
أو لوجود بعض الموانع.
ومن أعظم شروط الدعاء حضور القلب،
ورجاء الإجابة من الله تعالى، قال صلى الله عليه وسلم؛
في الحديث الذي رواه الترمذي :
(ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة،
واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه) ،
ولهذا أُمِر العبد أن يعزم في المسألة،
وألا يقول في دعائه اللهم اغفر لي إن شئت،
ونُهِي أن يستعجل ويترك الدعاء لاستبطاء الإجابة،
وجُعِل ذلك من موانع الإجابة؛
حتى لا يقطع العبد حبل الرجاء؛
ولو طالت المدة، فإنه سبحانه ؛ يحب الملحين في الدعاء،
وما دام العبد يلح في الدعاء ويطمع في الإجابة؛
مع عدم قطع الرجاء، فإن الله تعالى يستجيب له ويبلغه مطلوبه؛
ولو بعد حين، ومن أدمن قرع الباب يوشك أن يفتح له.
2- الاستغفار مهما عظمت الذنوب :
السبب الثاني من أسباب المغفرة المذكورة في الحديث،
هو الاستغفار مهما عظمت ذنوب الإنسان،
حتى لو بلغت من كثرتها عنان السماء وهو السحاب،
أو ما انتهى إليه البصر منها.
وقد ورد ذكر الاستغفار في القرآن كثيراً؛
فتارة يأمر الله تعالى؛ به كقوله سبحانه :
" وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ "
(المزمل20)،
وتارة يمدح أهله كقوله تعالى:
" وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأسْحَارِ "
(آل عمران 17)،
وتارة يذكر جزاء فاعله كقوله تعالى:
" وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ؛
ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً "
(النساء110).
والاستغفار الذي يوجب المغفرة؛
هو الاستغفار مع عدم الإصرار على المعصية والذنب،
وهو الذي مدح الله تعالى أهله ووعدهم بالمغفرة في قوله:
" وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ؛
ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ
وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ؛ إلا اللَّهُ،
وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا؛ وَهُمْ يَعْلَمُونَ"
(آل عمران135)،
وفي الصحيحين عن أبي هريرة؛
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قال:
(أذنب عبد ذنباً فقال اللهم اغفر لي ذنبي،
فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنباً؛
فعلم أن له ربّاً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب،
ثم عاد فأذنب فقال: أي رب اغفر لي ذنبي،
فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنباً؛
فعلم أن له ربّاً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب،
ثم عاد فأذنب؛ فقال:
أي ربِّ اغفر لي ذنبي،
فقال تبارك وتعالى أذنب عبدي ذنباً
فعلم أن له ربّاً يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب؛
اعمل ما شئت؛ فقد غفرت لك)!
والمعنى أي ما دمت على هذ الحال؛
كلما أذنبت استغفرت من ذنبك،
قال بعض الصالحين:
"من لم يكن ثمرة استغفاره تصحيح توبته؛
فهو كاذب في استغفاره"!
وكان بعضهم يقول:
"استغفارنا هذا ؛يحتاج إلى استغفار كثير ".
وأفضل أنواع الاستغفار أن يبدأ العبد بالثناء على ربه،
ثم يثني بالاعتراف بذنبه،
ثم يسأل الله تعالى المغفرة،
ولهذا قال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح:
(سيد الاستغفار أن تقول اللّهم ؛
أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني،
وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت،
أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي،
وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت،
قال ومن قالها من النهار موقناً بها،
فمات من يومه؛ قبل أن يمسي؛
فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل؛
وهو موقن بها، فمات قبل أن يصبح؛
فهو من أهل الجنة)
ومن صيغ الاستغفار العظيمة؛
ما ورد في الحديث الصحيح عند الترمذي؛
أن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال:
(من قال أستغفر الله الذي لا إله؛
إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه،
غفر له وإن كان فر من الزحف).
3- التوحيد الخالص:
السبب الثالث من أسباب المغفرة؛
تحقيق التوحيد،
وهو من أهم الأسباب وأعظمها،
فمن فقدَه فقَدَ المغفرة،
ومن جاء به فقَدْ أتى بأعظم أسباب المغفرة،
قال تعالى:
"إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ، وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ؛
لِمَنْ يَشَاءُ،
وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً "
(النساء48)،
والتوحيد في الحقيقة؛ ليس مجرد كلمة تنطق باللسان،
من غير فقه لمعناها،
أو عمل بمقتضاها، إذاً لكان المنافقون أسعد الناس بها،
فقد كانوا يرددونها بألسنتهم صباح مساء،
ويشهدون الجمع والجماعات،
ولكنه في الحقيقة استسلام وانقياد، وطاعة لله تعالى ولرسوله،
وتعلق القلب بـ الله سبحانه محبة وتعظيماً،
وإجلالاً ومهابة، وخشيةً ورجاءً وتوكلاً،
كل ذلك من مقتضيات التوحيد ولوازمه،
وهو الذي ينفع صاحبه يوم الدين.
انتهى؛
الحمد لله.
قال بعض الصالحين:
"من لم يكن ثمرة استغفاره تصحيح توبته؛
فهو كاذب في استغفاره"!
.
.
.
لا يقطع العبد حبل الرجاء؛
ولو طالت المدة، فإنه سبحانه يحب الملحين في الدعاء.
.
.
.
http://www.quranway.net/edaeia/cards/foregrounds/Hema.jpg
... عاد فأذنب فقال: أي ربِّ اغفر لي ذنبي،
فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنباً؛
فعلم أن له رباًّ يغفر الذنب ويأخذ بالذنب،
ثم عاد فأذنب....
فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنباً...
.... اعمل ما شئت؛ فقد غفرت لك!
الله؛ أكبر!
سبحان؛ الذي لا يأخذ بالذّنب
ولا يهتك السّتر!
ولا إله؛ إلاّ هو؛
من قد سبقت رحمته غضبه؛ فغفر!
الحمد لله؛ على الإسلام.
لا وساطة فيه، ولا صكوك غفران ولا انفصام.
" وإذا سألك عبادي عنّي؛ فإنّي قريب؛
أُجيب دعوة الدّاعي إذا دعانِ ".
سبحانك اللّهم وبحمدك، أشهد أن لا إله؛ إلاّ أنت،
أستغفرك وأتوب إليك.
4
277
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
استغفرك اللهم واتوب اليك غافر الذنب 000 قابل التوب 000عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والارض رب كل شئ ومليكه 000
جزاك الله خير الجزاء اختي على هذا الموضوع القيم 00000
جزاك الله خير الجزاء اختي على هذا الموضوع القيم 00000
جزاك الله الخير
وهذه هبة عظيمه وفضل ومنه من الله سبحانه وتعالى على عباده
وشرط الذي يجعل الله يغفر الذنوب ولو كانت ملأ الأرض خطايا
أن يكون صاحب عقيدة سليمة من الشرك الأكبر والأصغر
قال تعالى :
{أن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد
ضل ضلالا بعيداً}النساء
فأرجوا من أخواتي الحبيبات أن يهتموا بتصحيح العقيدة
حتى ينجو من العذاب
ويتم الفوز لهم بالمغفرة والجنان
وهذه هبة عظيمه وفضل ومنه من الله سبحانه وتعالى على عباده
وشرط الذي يجعل الله يغفر الذنوب ولو كانت ملأ الأرض خطايا
أن يكون صاحب عقيدة سليمة من الشرك الأكبر والأصغر
قال تعالى :
{أن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد
ضل ضلالا بعيداً}النساء
فأرجوا من أخواتي الحبيبات أن يهتموا بتصحيح العقيدة
حتى ينجو من العذاب
ويتم الفوز لهم بالمغفرة والجنان
الصفحة الأخيرة
استغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم واتوب الية
استغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم واتوب الية
جزاج الله خير