بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمةالله و بركاتة
______________
أخواتي في الله
***
أن تتصور حال الموتى فهذا نوع من التذكر المحمود لموتٍ موعود ،
كما قرر ذلك ابن الجوزي - رحمه الله تعالى - في صيد الخاطر حين قال :
من أظرف الأشياء إفاقة المحتظر عند موته ، فإنه ينتبه إنتباهاً لا يوصف .! ،
ويقلق قلقاً لا يحد ، ويتلهف على زمانه الماضي ، ويود لو تُرك كي يتدارك ما فاته ،
و يصدق في توبته على مقدار يقينه بالموت ،
و يكاد يقتل نفسه قبل موتها بالأسف ..! ،
ولو وجد ذرة من تلك الأحوال في أوان العافية حصل له كل مقصود من العمل بالتقوى ،
فالعاقل من مثّل تلك الساعة وعمل بمقتضى ذلك ،
فإن لم يتهيأ له تصوير ذلك على حقيقته تخايله على قدر يقظته، فإنه يكف الهوى ويبعث على الجد ..
***
تصور لو أن أهل القبور خرجوا من قبورهم ، خرجوا بأكفان بالية ووجوه مغبرة ،
خرجوا من سكون القبور وظلمتها إلى ضجيج الأرض وأضوائها ،
فركوا عيونهم ، عركوا آذانهم ثم انطلقوا في أنحاء المدينة أشباحاً مهيبة ليحدثونا عن
هول ما رأوا فماذا عساهم أن يقولوا بعد هول المطلع وسؤال منكر ونكير وحساب عسير،
و كيف يا ترى سيكون حديث الأموات للأحياء ..!!
***
لا تُعجب بحالك الراهنة فإن الأعمال بالخواتيم قال - صلى الله عليه وسلم -:
( إن العبد ليعمل بعمل أهل النار وإنه من أهل الجنة ، ويعمل الرجل بعمل أهل الجنة وإنه من أهل النار، وإنما الأعمال بالخواتيم ) .
***
إذا رأيت ميتاً فتصور أنك أنت الطريح بين يدي الإمام ، أو على النعش، أو من يُنزل في حفرة القبر فنحريٌ بنا حينئذٍ أن نراجع أنفسنا ..
***
تذكر أنه مع حلاوة المتعة فـإنه يعقبها مرارة الندم ..!!
***
كل متعة تعتبر هباءً عند حلول الموت، فلماذا نعصي الله - عز وجل - من أجل هذه المتعة { أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ } .
عش ما بدا لك سالماً
-------- في ظل شاهقة القصور
يُسعى إليك بما تحب
-------- لدى الرواح وفي البكور
فإذا النفوس تغرغرت
-------- بزفير حشرجة الصدور
فهناك تعلم موقناً
-------- ما كنت إلا في غرور
***
السعيد من وُعظ بغيره ، قال زين الدين المعبّري - رحمه الله - أعلم أن مما يعينك على ذكر الموت أن تذكر من مضى من أقاربك وإخوانك وأصحابك ..
وأترابك الذين مضوا قبلك ، كانوا يحرصون حرصك ويسعون سعيك ،
ويعملون في الدنيا عملك ، فقصفت المنون أعناقهم ، وقلعت أعراقهم ،
وقصمت أصلابهم ، وفجعت فيهم أحبابهم ، فأُفردوا في قبور موحشة ،
وصاروا جيفاً مدهشة ، والأحداق سالت ، والألوان حالت ، والفصاحة زالت،
والرؤوس تغيرت ومالت ، مع فتان يُقعدهم يسألهم عما كانوا يعتقدون ،
ثم يكشف لهم من الجنة والنار مقعدهم إلى يوم يبعثون،
فيرون أرضاً مبدلة ، وسماء مشققة ، وشمساً مكورة ، ونجوماً منكرة
وملائكته منزله ، وأهوالاً مذعره ، وصحفٌ منشرة ، وناراً زفرة ..
وجنة مزخرفة ، فعُدّ نفسك منهم ولا تغفل عن زاد معادك ,,
ولا تهمل نفسك سدىً كالبهائم ترتع ولا تدري { ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمْ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } .
*******
اللهم أيقضنا من الغفلات ، وأورثنا الجنات ، وأجعل قبورنا بعد فراق الدنيا خير منازلنا ، ووسع فيها حنين ملاحدنا ..
هذا و أسأل الله لي و لكم السـلآمة و المعافاة بالدنيآ و الاخرة
منقول
طرحه @trhh
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
طرحه
•
عنزيات.com :لا يمكنك مشاهدة هذا التعليق لانتهاكه شروط الاستخدام.
اللهم أمييييييين
اه من الغفله
عنزيات
شاكره لك مرورك
اه من الغفله
عنزيات
شاكره لك مرورك
الصفحة الأخيرة
جزاك الله خير