لو عرفت الناس ما شكوت إليهم
الجاهل يشكو الله إلى الناس وهذا غاية الجهل بالمشكو والمشكوا إليه ، فإنه لو عرف ربه لما شكاه ، ولو عرف الناس لما شكا إليهم .
ورأى بعض السلف رجلا يشكو إلى رجل فاقته وضرورته ، فقال : يا هذا والله زدت على أن شكوت من يرحمك إلى من لا يرحمك .
وفي ذلك قيل :
وإذا شكوت إلى ابن آدم إنما= تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم
والعارف إنما يشكو إلى الله وحده ، واعرف العارفين من جعل شكواه إلى الله من نفسه لا من الناس فهو يشكو من موجبات تسليط الناس عليه ، فهو ناظر إلى قوله تعالى : } وما أصابك من مصيبة فمن نفسك { ( النساء79) وقوله :} أولما أصابك مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند انفسكم{ ( آل عمران 165)
فالمراتب ثلاثة : أخسها أن تشكو الله إلى خلقه ، وأعلاها أن تشكو نفسك إليه ، واوسطها أن تشكو خلقه إليه .
من كتاب الفوائد لابن القيم
15
775
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.


جزاك الله خيرا أخانا الكريم
ومشاركة موفقة ، ونأمل أن يستفيد المنتدى من مشاركاتكم ..
أخوك مشبب
ومشاركة موفقة ، ونأمل أن يستفيد المنتدى من مشاركاتكم ..
أخوك مشبب

حياك الله يا أخي الكريم مشبب القحطاني والله إن لي الشرف لمروركم على مشاركتي
لو أعلم أنكم سوف تمرون لفرشت المكان وردا وعطرته مسكا أذفرا
أشكرك على المرور والتعليق وجزاك الله الجنة .
لو أعلم أنكم سوف تمرون لفرشت المكان وردا وعطرته مسكا أذفرا
أشكرك على المرور والتعليق وجزاك الله الجنة .

الصفحة الأخيرة
وجزاك الله خير