السلام عليكم : اخواتي في موضوع لاحظته بالاسواق خصوصا بالاشهر اللي تسبق المناسبات والاعياد الاسلامية ..
قبل 5 سنوات واثناء تجوالي بسوق تراثي شعرت بمن يجذب ملابس .. فالتفت .. واذا بها طفله سبحان من صوّرها .. قالت لي بلهجة منكسره : الله يخليكي محتاجه صدقه لله .. ومن بعيد وقف صبيه ذكور يشابهونها .. مسحت على رأسها وقلت انتبهي لحالك ( الطفله ترتدي ملابس عند الصدر واسعه والمكان يضج بالرجال وكنت اخاف عليها ان تتعرض لهتك عرض او خطف )... وما قدرني عليه ربي بذلته وذهبت لحالها..
ظليت افكر بالفتيات المستورات اللواتي كبرن وهن يرون امهاتهن وابائهن يمتهن التسول وبالتالي صارت هذه مهنتهن وحياتهن ...
بعد الخمس سنوات وبالعام الماضي .. رايت بنفس السوق نفس الفتاة ! وقد بلغت وفي سن المراهقه .. جمالها ازداد وبسبب تعودها على الاختلاط بالغرباء شعرت انها ما عادت تخاف على نفسها منهن وكان الاسواق بيتها والغرباء اهلها .. اتت لي وقالت نفس الجمله .. بصراحه لم اعطها شئ بل نصحتها ... وقلت لها اذا تعودتي يا بنتي علي هذه الحياة فيا للاسف اقول لكي لقد فاتك الكثير ... الحياة ليست ملهة وعطايا مجانيه ولو ارى والدتك ما ترددت بالنصيحه الصارمه معها .. ركضت البنت وتركتني وانا اشعر بالحزن الشديد عليها ..
اخواتي الكريمات : اعرف ان الفقر مذله .. وطامه كبرى مهما تخيلتموه فلن تستطيعوا ان تعلموا شدته ابعد الله الجميع عنه ... والفقر مأساة كبرى وذل بل عار لا يستطيع الانسان حفظ ماء وجهه ولا منع اليد الطاغيه من التحكم بلقمته وستر ابنائه ... يشعر بالموت ويصاب بمرض نفسي فلا يجد له معين او علاج في كبره ... واحيانا تكون له ردة فعل عكسيه فيصبح المرء شديدا غليظا على ابنائه او الام على اولادها.. وتبيعهم لعوائل متنفذه حرموا الاطفال او تبلغهم بالا يعودوا البيت طالما لم يجدوا مهنه يعتاشون عليها .. وهذا معروف وموجود بل احيانا كثيره يبتروا عضو لابنائهم طلبا لاحسان الناس ..
ما اجمل ان تكون الرحمه في قلوبنا رغم المآس الكثيره .. فهي النعمة الالهيه التي تحضننا واطفالنا رغم ما يكابدونه من شظف العيش ..هل الابناء يريدون سوا ابتسامه ابويه ويد حانيه ؟ ام البعثره في الشوارع والتعود على التسول والتعرض الي الهتك والتحرش الجنسي ...؟
وما احلى ان يتزوج المستورين فيدبروا عقولهم فلا يكثروا من انجاب الاطفال ثم يشتكون من كثرتهم وقلة ذات اليد لتربيتهم !!!
ما اعظم ان يجتمع الفقر مع الرحمة والمروءه .... ان الانبياء والعظماء كانوا في الغالب فقراء آتاهم الله من فضله رحمة وعلما وحبا وعقلا وذكاء ومروءه تجعلهم يختارون حياة الفقراء ويفضلونها على حياة الترف
ادعو الله سبحانه بهذا الشهر الفضيل ان يسبغ على مثل هؤلاء الاباء رحمة في قلوبهم .. وان يسخر لابنائهم من يخاف عليهم ولا تمتد يد الزمان القاسيه فتجردهم من اعظم صفه تحلى بها اعظم نبي ..( الرحمة)..
خديجة 1 @khdyg_1_1
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
يمتحن عباده على اصبر (ياايها الذين امنوا استعينوا بالصبر والصلاه ان الله مع الصابرين )في سوره البقره