لحظةشروق

لحظةشروق @lhthshrok

عضوة فعالة

لو كنت .....ثم صرت ....ماذا سيكون موقفك!!!!

الملتقى العام

بسم الله الرحمن الرحيم ...


تخيّل أخي الكريم ... :
- إن كنت بيوم من الأيام ... تدرس بكلية راقية ... فلنقل كلية عسكرية ...
- وكنت الأول على زملائك ... في كل شئ ...
- وربي فاتح عليك ومعطيك كل نعم الدنيا ... ماشاء الله عليك ...
- وكنت الأول بالطاعة والعبادة ... وحسن الخلق ...
- والأول بعد في الدراسة ... والتعامل ..
- ومو بس كذه ... وصاحب قيام لليل .. ومحافظ للصلاة ... وحب الخير ...

المهم ... !!!
جاء يوم تخرجك ... وهو اليوم اللي كنت تحلم به طول عمرك ...
وجاك الأهل وباركوا لك ... ودعوا لك بالنجاح بالوظيفة والعروس الجميلة ...

***

وفجأة ... وبلا مقدمات ...
أصبت بمرض الشلل التااااااااااااام ...( أعاذنا الله وإياكم ... وربي يكتب الصحة والعمر ) ..
فماذا تكون ردّة فعلك ...؟؟؟
هل تسخط ..؟؟؟ هل تشتم ...؟؟ هل تفكّر بالخلاص من حياتك ( أعاذنا الله )...؟؟

أم أنك تكون مثل هذا الشاب ...؟؟؟
أرجوكم ... تابعوا معي ... مايحكيه لنا الدكتور خالد :
(( ووالله ثم والله ، إنها ستكون الدافع لك للأمام ... فنحن بحاجة لأمثال هذا الشخص ...
وبجد راح تستصغروا نفسكم أمامه ...؟؟؟ وهل بالدنيا أمثال لهذا له ..؟؟؟ ))

***

* القصّـــــــــة *

كان زميلاً لي في الكلية العسكرية …
كان الأول على زملائه في كل شئ ..
في طاعته لله… في حسن خلقه… في دراسته… في تعامله …
كان صاحب قيام ليل ومحافظة على صلاة الفجر وغيرها وحب للخير…

***

وبعد أن تخّرج وفرح كما يفرح الطلبة بالتخرج ...

وإذا به يُصاب بما نسميه ( الأنفلونزا) ...
وتطور معه المرض حتى أصاب العمود الفقري ...
فأصيب بشلل تام ولم يعد يستطيع الحركة…

حتى أن طبيبه المعالج قال لي أنه حسب مرئياته فلا أمل له في الشفاء …
وإن احتمال رجوعه لما كان عليه ونجاح العلاج معه لا تتجاوز العشرة في المائة ...

***

فقلت الحمد لله على كل حال وسألت الله له الشفاء وهو القادر على كل شئ…
ثم زرته في المستشفى وهو مقعد يرقد على السرير الأبيض ..
لمواساته وتذكيره بالله .. والدعاء له ...

فإذا به هو الذي يذكّرني بالله !! وهو الذي يواسيني…
وجدته قد امتلأ وجهه نوراً… واشرق بالإيمان نحسبه والله حسيبه…

***

قلت له : الحمد لله على السلامة… وأسأل الله لك الشفاء العاجل طهور إن شاء الله…

فأجابني بالشكر والدعاء ... ثم قال كلمته العجيبة في حالته المأساوية ...
نعم إنها كلمة عجيبة!!
لم يشتكي !
ولم يتبرم !!
ولم يقل أرايت ماذا حل بي يا أخ خالد !!

إنما قال تلك الكلمة التي دوّت في أذني وأثرّت في قلبي وما زلت احفظها حتى الآن …
قالها وهو يبتسم …

***

قال حفظه الله :
يا أخي لعل الله علم منى تقصيري في حفظ القـرآن فلهذا أقعدني لإتفرغ لحفظه …
وهذه نعمة من نعم الله !!

سبحـان الله …
مـا هذا الكلام؟!
من أين هذه العبارات ؟!
كيف تتحول النقمة إلى نعمة ؟!

إنه الإيمان يصنع المعجزات بعد فضل الله وتوفيقه …

وصدق الله في جزاء من صبر واسترجع عند المصيبة وقال إنا لله وإنا إليه راجعون ...
إن له ثلاث جوائز …
قال تعالى(أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) البقرة 157 .

نعم إنها الرحمة من الله والثناء منه والهداية لصراطه المستقيم والثبات على شرعه القويم ...
وفي صحيح مسلم من حديث صهيب مرفوعاً…
( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذاك لأحد إلا لمؤمن إن أصابته سراء شكر
وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ) مختصر مسلم 2092 .

***

ما أجمل تلك العبارات التي قالها … إنها والله تعدل عشرات الكلمات النظرية …
لأن المواقف الإيمانية تربي وتعلّم الشيء الكثير … وفي كل خير…

نعم لقد تعجبت ودهشت من موقفه وإيمانه وصبره وثباته ...
رغم ما هو فيه من مرض خطير …
وشلل تام …
ورغم أنه لم يمض على تخرجه ستة أشهر ...
ولم يفرح بالرتبة والراتب والعمل الجديد أياماً …

والله لقد غبطته على إيمانه…
وحمدت الله جل وعلا أن في الأمة أمثال هذا الرجل …
وأمة محمد صلى الله عليه وسلم ... فيها الخير ولله الحمد .

***

ثم زرته بعد فترة وعنده بعض أقاربه … فسلمت عليه ودعوت له …
ثم رأيت أمرً عجيباً … وسمعت منه ما أدهشني مرة أخرى …
وفي كل زيارة له يزداد الإيمان من مواقفه العجيبة الإيمانية .

قال له ابن عمه : حاول تحريك رجلك … ارفعها للأعلى …
فقال له : إني لاستحي من الله أن استعجل الشفاء فإن قدّر الله لي وكتب الشفاء فالحمد لله …
وإن لم يكن مقدوراً لي فالحمد لله … فالله أعلم بما هو خير لي …
فقد يكون في الشفاء ما لا تحمد عقباه … وقد أمشي بقدميّ هاتين إلى الحرام …
ولكني أسأل الله إن يكتب لي الخير فهو العليم الحكيم …

ولا تعليق على كلامه الإيماني إلا بما هو خير ...
قال تعالى ( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم
والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) البقرة آية 216 .

***

يواصل الدكتور حديثه قائلاً :
سافرت لإكمال الدراسات العليا ثم عدت بعد ثلاثة أشهر وكنت متوقعاً إنه في منزله ...
حيث لا أمل في علاجه وسيبقى في منزله على فراشه يحمل من مكان إلى آخر …

سألت عنه الزملاء في المستشفى هل خرج ؟! وكيف حالته ؟!
فقالوا : هذا الرجل عجيب جداً…
لقد كان عنده قوة في العزيمة وهمة عالية وابتسامة دائمة ورضىً بما كُتب له…
ولقد تحسنت حالته شيئاً ما … فنُقل إلى التأهيل للعلاج الطبيعي …

ذهبت إلى مركز التأهيل ...
فإذا به على كرسي المعاقين ففرحت به ...
وقلت له : الحمد لله على السلامة… الحمد لله أصبحت الآن تتحرك أحسن مما مضى…

فقاطعني قائلاً : الحمد لله … أبشرك إنني قد أتممت حفظ القرآن !!

فقلت : سبحان الله !! ما أعجب هذا الرجل … لا يمكن أن أزوره إلا وأجدُ فائدة إيمانية …
فدعوت له … وسألت الله من فضله .

***

سافرت مرة أخرى وغبت عنه أكثر من أربعة أشهر …
ولما عدت حصل ما لم يخطر لي ببالي الضعيف المسكين ...
وهو ليس بعجيب ولا غريب على قدرة الله تعالى الذي يحي العظام وهي رميم …

أتدرون ماذا حصل ؟!

لقد كنت أصلي في مسجد المستشفى…
فإذا برجل يناديني يا أبا محمد أتدرون من المنادي؟!
إنه صاحبنا… (بالله ألم يقشعر بدنكم ...؟؟ )

نعم والله إنه الزميل الحبيب الذي كان مشلولاً معاقاً تماماً يناديني ...
وهو يمشي وبصحة جيدة وعافية … نعم إنها قدرة الله …
ثم إنه الإيمان يصنع المعجزات قال تعالى( الله ولي الذين آمنوا )
إنه التقوى قال تعالى ( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً )
إنها النجاة والعافية من الله للمؤمنين قال تعالى ( وكذلك ننجي المؤمنين) .

نعم … لقد جاءني يمشي … وسلمت عليه وضممته إلى صدري وأنا أبكي نعم أبكي مرتين …
ولأمرين … أما الأول فأبكي فرحاً لما حصل له من شفاء …

هجم السرور علىّ حتى أنه

من فرط ما قد سرني أبكاني

وأما الثانية فعلى نفسي المسكينة المقصرة …

***

فكم نحن فيه من نعم وخيرات ولم نقم بشكر الله عليها ولم نجتهد في حفظ القرآن ...
وعمل الصالحات … وكلنا تقصير وتسويف … نسأل الله العفو والغفران .

ليس هذا فحسب بل منّ الله عليه بأمور كثيرة …
فمنها موافقة المسئولين لبعثته بعثة داخلية لجامعة الملك سعود بالرياض لإكمال دراسته العليا…

ولهذا البعثة قصة أخرى…

فقد طلب ذلك منذ تخرجه من الكلية ولم يأته الرد …
وقبل أيام … وبعد شفائه ولله الحمد جاءت الموافقة عليها بعد أن نسيها ...
فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .

ثم قال لي بعدها : يا دكتور خالد إن ما حصل لي حجة علي إن لم أقم بشكر النعمة …
قلت : بل هي حجة علينا جميعاً …

القصة لم تنته بعد … فلقد زارني بعد سبع سنوات في مراجعة لجدة المريض بالقلب …
فماذا رأيت ؟! رأيت شاباً وضيئاً … وقد رزقه الله الترقيات حتى وصل إلى رتبة رائد …

فأسأل الله أن يجعله رائداً في الخير والنفع والصلاح وأن يصلح أحوالنا جميعاً أنه سميع مجيب .
كتاب قصص واقعية للدكتور خالد الجبير ( الكتاب تحت الطبع لدى دار السنة بالخبر )

***

معليه ... كان نفسي أنسق الموضوع لكم ... بس لساعتي ماتعلمت
تحياتي لكم ...
منقول


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
3
551

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

جنـان
جنـان
تسلمين يا لحظة شروق فعلاً قصة تقشعر لها الأبدان وتهز الكيان ...

والله هالقصة حركت كل ساكن لم يعرف الحركة في داخلي الله يجزاك خير ولايحرمنا من مشاركاتك

تسلمين يا لحظة شروق :26: :24:
(بنت دبي)
(بنت دبي)
جزاك الله خيرا غاليتي لحظة شروق على ترقيق قلوبنا القاسية بمثل هذه القصة الإيمانية ..

ولا حرمك الله أجر ذلك ..
لحظةشروق
لحظةشروق
اشكرك اختي جنان ....وارجوا من العلي القدير ان يهديك سبل الخير والصلاح:26:

اشكرك اختي بنت دبي ....وجزاك الله خيرا ووفقك لما يحبه ويرضاه من القول والعمل:26: