اعلم أنه لو لم يكن بين يدي العبد المسكين كرب ولا هول سوى الموت لكان جديرا أن يتنغص عليه عيشه ويتكدر عليه سروره وتطول فيه فكرته .والعجب ان الانسان لو كان في اعظم اللذات فانتظر أن يدخل عليه جندي يضربه خمس ضربات لكدرت عليه عيشه ولذته وهو في كل نفس بصدد أن يدخل عليه ملك الموت بسكرات النزع وهو غافل عن ذكر ذلك وليس لهذا سبب الا الجهل والغرور.
اعلم أن الموت اشد من ضرب السيف وانما يصيح المضروب ويستغيث لبقاء قوته وأما الميت عند موته فانه ينقطع صوته من شدة ألمه لأن الكرب قد بالغ فيه وغلب على قلبه وعلى كل موضع منه وضعفت كل جارحة فيه فلم بيقى فيه قوه لاستغاثة ويود لو قدر على الاستراحة بالانين والصياح والاستغاثة وتجذب الروح من جميع العروق ويموت كل عضو من أعضائه تدريجيا فتبرد أولا قدماه ثم ساقاه ثم فخذاه حتى تبلغ الحلقوم فعند ذلك ينقطع نظره الى الدنيا وأهلها ويغلق دونه باب التوبة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ان الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر)
وقد روي أن الملكين الموكلين بالعبد يتراءيان له عند الموت فان كان صالحا أثتيا عليه وقالا:حزاك الله خيرا ,وان كان صحبهما قالا لاجزاك الله خير.
عن انس بن مالك رضي الله عنه قال: قال :رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ان الله عز وجل وكل بعبده المؤمن ملكين يكتبان عمله فاذا مات قالا: قد مات أتأذن لنا أن نصعد الى السماء ؟ قال: فيقول الله تعالى : ان سمائي مملوءة من ملائكتي يسبحوني فيقولان: فتأذن لنا فنقيم في الأرض ؟ ان ارضي مملوءة من خلقي يسبحوني فيقولان :فأين نقيم ؟ فيقول قوما على قبر عبدي فسبحاني واحمداني وكبراني وهللاني واكتبا ذلك لعبدي الى يوم القيامة))
وفي حديث عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ان المؤمن اذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته فليس شيء احب اليه مما أمامه ,وأما صاحب النار الذي ختم له بسوء فهو يبشر بها وهو في تلك الاهوال))
وقد كان كثير من السلف يخافون سوء الخاتمة ,
نسأل الله الكريم أن يرحمنا برحمته التي وسعة كل شيء وأن يلطف بنا وأن يختم انا بخير انه جواد كريم .

نصر @nsr_1
محرر في عالم حواء
هذا الموضوع مغلق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️