يستيقظ خالد الشاب الوسيم ذو العشرين ربيعا
ومازالت رغم مرور السنين عينيه يغمرها الحنين
وقلبه يسافر كل يوم للمدينه المنوره بين نوره وساره
يستخدم الهاتف ليطمئن عليهم يستمع بصبر جميل لثرثرات ساره الفتاه الفرحه ذات ال14 سنه
ساره -- لو تعرف اليوم فين رحنا يا خالد صلينا الفجر في الحرم واخذنا خالي زياد مع زوجته واولاده ولفينا السوق
واشتريت تنوره بس طلعت طويله عليه واشتريت علبة مكياج صغيره بس نوره مو راضيه تقول بعدك صغيره على المكياج
خالد تكفى قولها تتركني احط مكياج
خالد -- مكياج مره وحده يا ساره
لا اسمعي كلام نوره
وانا اوعدك بس تكبري شويه باخذك لاكبر محل مكياج واشتيرلك على كيفك
يا للا اعطني نوره بكلمها
نوره -- هلا خالد اكيد ازعجتك ساره بقرقتها
انت كيفك يا خالد وكيف بتاكل كويس
اخذت من دوا الزكام البارح قبل النوم
خالد -- نوره انا طيب خليك في نفسك
كيف الدراسه
نوره الحمد لله كل شي تمام ما انت جاي الشهر هذا
خالد -- لا ما اقدر اجي عندنا طلبيات تسليم جديده لازم اكون معاهم
وتاخذهم السوالف والكلمات ويسمع خالد اصوات الناس الطيبين الخال محمد وزياد
والخالات ايمان ومنى يرسلون سلاماتهم ويكلمونه على التوالي
ويوصونه بنفسه خيرا وخالد يطمئن الجميع ويرمي النكات والظحك والفرح على اجوائهم الحنونه
فيطمئن الجميع وتسعد الجد والجده باخبار خالد الجيده وبسعادته في عمله
يغلق خالد الهاتف وبيت الاسره الطيبه سعيده بسعادته التى نسجها لهم من خياله
من احلامه ولكن الواقع بعيد عن كل هذا
كان خالد ينقل للاسرة الجميله اخبارا ليست اخباره
وقصص ليست قصصه
كان يمسح الدمع من عينيه
ويهديها قطرات ندى تروي
زهور نوره وساره

خالد -- يبه ابيك في سالفه طال عمرك
ابو خالد -- خير يا خالد لا يكون بخصوص الرواتب
خالد -- لا يبه بخصوصي انا
ابو خالد بظحكة سخريه -- لا يكون تقولي بتتزوج
خالد -- لا يبه
ابو خالد -- طيب اتكلم وبسمعك
خالد -- يبه الشغل الحين والحمد لله تمام التمام والعمال فهموا الشغل
والسوق عرفنا والامور كلها مزبوطه
ابو خالد -- اييييوه تبغي فلوس
خالد -- لا ما ابي شي ابي حاجه وحده بس
انا يا يبه وفيت بوعدي واشتغلت عامل عندك وسواق عند زوجتك
وبخرج من عندك لا عمل ولا فلوس ولا دراسه
ضحيت بمدرستي وتعليمي وظحيت براحتي وبصحتي
والحمد لله انت منت بحاجتي ذحين
ابو خالد -- ايييييه عرفت تبي ترجع لخوالك
اسمع يا ولد ان كنت خلاص ما تبي تشتغل انا ماني جابرك
وفعلا انا ما عدت في حاجتك مثل اول
بس اسمعني زين فلوس ما فيه
لا تفكر اني بعطيك من حق اخوانك بس عشانك بتسافر وتترك الشغل
خالد -- بس يا يبه تعبي وشقاي ال7 سنين وين راح
ابو خالد -- اسكت ولا تفتح فمك بكلمة وحده تبغى غرفه تلمك ولقمه تسد جوعك اشتغل عندي وانت ساكت
واذا ان موال خوالك بعده في راسك فروحلهم هذا الباب قدامك بس طاري الفلوس لا تجيبه انسى
يجهز خالد اغراضه البسيطه المتواضعه للسفر الابدي
وقلبه يعتصر الما على جيوب ثوبه الخاااليه
خالد يحدث نفسه -- ياربي رحمتك كيف برجع كذا لخواتي وخوالي
يعني يكفيهم همهم ومسؤلية اخواتي وكمان بجي انا
لازم اتصرف انا الان رجال لازم اصرف على نفسي واخواتي
يا رب سا عدني
يارب ساعدني
ابو خالد -- خير يا خالد لا يكون بخصوص الرواتب
خالد -- لا يبه بخصوصي انا
ابو خالد بظحكة سخريه -- لا يكون تقولي بتتزوج
خالد -- لا يبه
ابو خالد -- طيب اتكلم وبسمعك
خالد -- يبه الشغل الحين والحمد لله تمام التمام والعمال فهموا الشغل
والسوق عرفنا والامور كلها مزبوطه
ابو خالد -- اييييوه تبغي فلوس
خالد -- لا ما ابي شي ابي حاجه وحده بس
انا يا يبه وفيت بوعدي واشتغلت عامل عندك وسواق عند زوجتك
وبخرج من عندك لا عمل ولا فلوس ولا دراسه
ضحيت بمدرستي وتعليمي وظحيت براحتي وبصحتي
والحمد لله انت منت بحاجتي ذحين
ابو خالد -- ايييييه عرفت تبي ترجع لخوالك
اسمع يا ولد ان كنت خلاص ما تبي تشتغل انا ماني جابرك
وفعلا انا ما عدت في حاجتك مثل اول
بس اسمعني زين فلوس ما فيه
لا تفكر اني بعطيك من حق اخوانك بس عشانك بتسافر وتترك الشغل
خالد -- بس يا يبه تعبي وشقاي ال7 سنين وين راح
ابو خالد -- اسكت ولا تفتح فمك بكلمة وحده تبغى غرفه تلمك ولقمه تسد جوعك اشتغل عندي وانت ساكت
واذا ان موال خوالك بعده في راسك فروحلهم هذا الباب قدامك بس طاري الفلوس لا تجيبه انسى
يجهز خالد اغراضه البسيطه المتواضعه للسفر الابدي
وقلبه يعتصر الما على جيوب ثوبه الخاااليه
خالد يحدث نفسه -- ياربي رحمتك كيف برجع كذا لخواتي وخوالي
يعني يكفيهم همهم ومسؤلية اخواتي وكمان بجي انا
لازم اتصرف انا الان رجال لازم اصرف على نفسي واخواتي
يا رب سا عدني
يارب ساعدني

بعد سفر طويل من الشوق
يصل خالد عند باب الجد ابراهيم ولحظة حب تعتريه ولو كان بيده لحظن البيت بكل اطرافه واركانه
وظمه لصدره المتعب المنهك
يشعر خالد ببرودة في اطرافه
وكأن جدار البيت وبابه القديم يعزفان له لحنا حزينا غريبا لم يفهمه
لا يسمع داخل البيت الحنون الا صوت همسات وتمتمات
يطرق خالد الباب بحذر وبخوف اعتراه فجأه
الخال زياد يفتح الباب ويرا الضيف الغالي ويرمي نفسه ويظمه ويبكي
يبكي بكاء يعلم خالد طعمه جيدا
بكاء جربه خالد وبكاه عمرا طويلا
بكاء له لون الليل
وخوف الظلام
يلتفت الخال محمد ويسحب زياد وخالد الى الداخل
يتسمر خالد وهو يرى وجه الخال محمد حزينا منكسرا
تعلوه سحابة رماديه
من لوعة وصدمه
الخاله ايمان --- خالد هذا انت تعال يا ولدي تعال عندي لا تخاف نوره وساره بخير
تمسك خالد من يده وتجلسه في المجلس وتتحدث معه بكل قوة وبكل جدية حنونه
الخاله ايمان -- تعبت علينا فجأه وبدون مقدمات نقلناها المستشفى بس خلاص
وافتها المنيه واسلمت الروح
ماتت الجده ساره يا خالد
ماتت وهي صايمه
ماتت وهي راضيه عننا كلنا
ماتت ويدها بيد زوجها وحبيبها وكل عمرها
خالد صااااااااااااامت
ايمان -- تكلم يا خالد انت تعرف ان الموت حق وكلنا بنموت
خالد -- ان لله وان اليه لراجعون
سبحان الله يا خاله طعم اليتم واحد
ذقت طعم اليتم وانا صغير
والحين انا ذقته وانا كبير
والطعم وااااااحد
فقدت الحنان مره ثانيه يا خاله
تسقط دموع خالد غزيرة
ويخفي راسه بين يديه
تدخل ساره ونوره المجلس وخالد كسيرا مصدوما
وعينيهما تشاركانه الدموع ممزوجة بلهفة الشوق
وبخوف الطفولة
ومرارة الذكريات
يرفع خالد راسه فيرى نوره الفتاة الطويله الجميله
ويرى ساره بملامحها الطفوليه صبيه يانعه مثل زهور الريبع
يرى الدموع على وجنتيهما
كامطار صيف توري حديقة من زهور رقيقه
يمسح دموعه بسرعه ويقف خالد الرجل ويبتسم ابتسامة القوة
ويفرد ذراعيه كجناحين النسر
ويظم اخواته ظمة الاب
ظمة من وعد
ظمة الاصرار
والقوة والمقاومه
التى زرعتها الجده ساره داخل خالد
لتنبت الان اشجارا صلبببه
لا تنحني لرياح الحزن
ولا تروى الا بماء
الصمود
يصل خالد عند باب الجد ابراهيم ولحظة حب تعتريه ولو كان بيده لحظن البيت بكل اطرافه واركانه
وظمه لصدره المتعب المنهك
يشعر خالد ببرودة في اطرافه
وكأن جدار البيت وبابه القديم يعزفان له لحنا حزينا غريبا لم يفهمه
لا يسمع داخل البيت الحنون الا صوت همسات وتمتمات
يطرق خالد الباب بحذر وبخوف اعتراه فجأه
الخال زياد يفتح الباب ويرا الضيف الغالي ويرمي نفسه ويظمه ويبكي
يبكي بكاء يعلم خالد طعمه جيدا
بكاء جربه خالد وبكاه عمرا طويلا
بكاء له لون الليل
وخوف الظلام
يلتفت الخال محمد ويسحب زياد وخالد الى الداخل
يتسمر خالد وهو يرى وجه الخال محمد حزينا منكسرا
تعلوه سحابة رماديه
من لوعة وصدمه
الخاله ايمان --- خالد هذا انت تعال يا ولدي تعال عندي لا تخاف نوره وساره بخير
تمسك خالد من يده وتجلسه في المجلس وتتحدث معه بكل قوة وبكل جدية حنونه
الخاله ايمان -- تعبت علينا فجأه وبدون مقدمات نقلناها المستشفى بس خلاص
وافتها المنيه واسلمت الروح
ماتت الجده ساره يا خالد
ماتت وهي صايمه
ماتت وهي راضيه عننا كلنا
ماتت ويدها بيد زوجها وحبيبها وكل عمرها
خالد صااااااااااااامت
ايمان -- تكلم يا خالد انت تعرف ان الموت حق وكلنا بنموت
خالد -- ان لله وان اليه لراجعون
سبحان الله يا خاله طعم اليتم واحد
ذقت طعم اليتم وانا صغير
والحين انا ذقته وانا كبير
والطعم وااااااحد
فقدت الحنان مره ثانيه يا خاله
تسقط دموع خالد غزيرة
ويخفي راسه بين يديه
تدخل ساره ونوره المجلس وخالد كسيرا مصدوما
وعينيهما تشاركانه الدموع ممزوجة بلهفة الشوق
وبخوف الطفولة
ومرارة الذكريات
يرفع خالد راسه فيرى نوره الفتاة الطويله الجميله
ويرى ساره بملامحها الطفوليه صبيه يانعه مثل زهور الريبع
يرى الدموع على وجنتيهما
كامطار صيف توري حديقة من زهور رقيقه
يمسح دموعه بسرعه ويقف خالد الرجل ويبتسم ابتسامة القوة
ويفرد ذراعيه كجناحين النسر
ويظم اخواته ظمة الاب
ظمة من وعد
ظمة الاصرار
والقوة والمقاومه
التى زرعتها الجده ساره داخل خالد
لتنبت الان اشجارا صلبببه
لا تنحني لرياح الحزن
ولا تروى الا بماء
الصمود

الصفحة الأخيرة
الله يكون بعون الاطفال اللي مثل ظروف خالد وخواته