طموحي محبة الله
بسم الله الرحمن الرحيم موضوع جميل : كنت أود أن أطرح جزءا منه مع مواضيع أخرى على شكل سلسلة بعنوان ( فقه المشاعر ) فها هي بوادره قد أطلت فأقول مستعينا بالله عزوجل ... في البداية أختي الكريمة : كويتية - عفوا ولن أقول مكسيكية فلا أجمع بين بلاد الإسلام :الكويت , وبلاد الكفر: المكسيك - ما سأذكره وجهة نظر وقناعة شخصية لدي لا ألزم أحدا بها. ولن أوجه الكلام أختي الكريمة لكِ وحدك فقط , بل أوجهه لنفسي المقصرة ولأخواتي الكريمات .... لقد خلق الله عزوجل الإنسان وجعل فيه من المشاعر والأحاسيس الشيء الكثير العجيب , تارة يغضب وأخرى يتألم , مرة يحب وفي الثانية يكره , يقدم ويحجم ... فالمشاعر عالم عجيب غريب, يصعب تخيله , فتبارك الله أحسن الخالقين ... ولا يخفى على أخواتنا الكريمات الفاضلات أن الشيطان يحرص غاية الحرص على إغواء بني آدم فهو القائل : وزعتك وجلالك لأغوين بني آدم ما دامت أرواحهم في أجسادهم , فقال الله عزوجل : وعزتي وجلالي لأستغفرن لهم ما استغفروني [ صححه الألباني ]. ومن مداخل العدو الكبير - الشيطان الرجيم - على الإنسان : المشاعر والأحاسيس ... فبدل أن تكون هذه المشاعر خالصة موجهة لله عزوجل يوجهها الشيطان بخططه الجهنيمة , للوقع عن طريقها إلى معصية الله تعالى .... فمن هذه الطرق التي تُستغل بها المشاعر : الحب . وأعني هنا الحب بين الجنسين ( الرجل والمرأة ) وباتفاق العقلاء جميعا لا أعني قطعا حب الرجل لزوجته فهذا أمر لا حرج فيه أبدا ما لم يوقع العبد في معصية الله كمن يحب زوجته حبا يجعله يتنازل عن أمور دينه بسبب ذلك الحب - فسحقا له من حب - . وإنما أعني الحب بين رجل وامرأة لا علاقة شرعية بينهما تبدأ إطلالة هذه التلبيسات بإعجاب , ويبدأ هذا الإعجاب بخاطر يخطر في البال ... ثم يتحول هذا الخاطر العابر الزائر إلى فكرة ثم تصبح هما ثم يصبح حبا يملك مشاعر الإنسان ... فانظرن أخواتي الكريمات : كيف أوقع الشيطان الإنسان في معصية الرحمن عن طريق المشاعر ... ومما يدل على أن هذه المشاعر مشاعر محرمة وأنها من تلبيسات الشيطان عدة أمور : 1- هل تستطيع أي أخت أن تجاهر بهذا الإعجاب وأن تصرح به وتذكره لإخوانها أو والدها ؟! فالجواب لا , طبعا , إذا اذكر أخواتي الكريمات بقول النبي صلى الله عليه وسلم : الإثم ما حاك في النفس وكرهت أن يطلع عليه الناس . تنبيه : الإعجاب بالأسلوب أو المحاضرة أو الكلمة لا أعنيه هنا , وإنما أعني الإعجاب الذي يكون مصحوبا بميل وحب . 2- لو قالت إحدى النساء المتزوجات إني معجبة بفلان من الناس ماذا سيكون موقفكِ أختي الكريمة منها , ألن تستغربي ؟ ألن تستنكري هذه العبارة منها ؟ فكذلك الحال هنا , فالأمر سواء ... 3- لو توصلت هذه الأخت إلى هذا الرجل وقالت له إني معجبة بك ... هل نقول هنا : خلصت الحدوتة , أما أنها بداية النهاية ؟ أترك الجواب لأخواتي الكريمات ... وغالبا أختي الكريمة : من وقعت في الإعجاب فقد نقص حب رب العالمين في قلبها , شاءت أم أبت , وقد لا تشعر هي بذلك , ولكن سيظهر هذا الأمر مع مرور الأيام والليالي ... فالقلب كالإناء لا بد أن يملأ بحب الله عزوجل ... وهنا نقطة مهمة جداً : الحرام في العلاقة بين الرجل والمرأة ليس فقط الزنا أو الكلام أو اللقاء بل لو كان هناك ميل قلبي وولع وهيام وتفكير وغير ذلك وإن لم يكن هناك لقاء , فهل يمكن لعاقل أن يقول إن هذا حلال ؟! وعلى العموم أختم بأمرين اثنين : إذا كان الرجل مع متانة مشاعره وصلابتها قد لا يملكها أحيانا فكيف بالمرأة , فأوصي أخواتي الكريمات بالابتعاد والسلامة فإن السلامة لا يعدلها شيء والأمر الثاني : أوصي نفسي وأخواتي بقراءة كلام العلامة الإمام ابن قيم الجوزية عليه رحمة الله تعالى في كتابه ( الداء والدواء ) فقد وصف الجرح وذكر مداخل الشيطان على الإنسان من ناحية الخطرات والأفكار ... هذا بعض ما عنّ في البال أسأل الله أن ينفع أخواتنا به وأن يحفظهن من هذا البحر اللجي فالمعصوم من عصمه الله والله الموفق أخوكم
بسم الله الرحمن الرحيم موضوع جميل : كنت أود أن أطرح جزءا منه مع مواضيع أخرى على شكل سلسلة...
اخوي بو مزنه وفقك الله وجواك الله كل خير
كلمة طيبة
كلمة طيبة
أخي .. بو مزنه
لقد كفيت ووفيت
حفظك الله