حياتي فيلم هندي @hyaty_fylm_hndy
محررة برونزية
ليش ما ننتبه لها؟؟
يقول الشيخ محمد العريفي
قسم كبير من الأشياء التي نمارسها في الحياة ..نفعلها لأجل الناس لا لأجل
أنفسنا..
عندما تٌدعى لوليمة عرس ..فتلبس أحسن ثيابك..إنما تفعل ذلك لأجل لفت
انتباه الناس و جذب إعجابهم ..لا لأجل لفت انتباه نفسك..
وتفرح إذا لاحظت أنهم أُعجبوا بجمال هيئتك..أو رونق ثيابك..وعندما تؤثث
مجلس ضيوفك ..وتتكلف في تزويقه والعناية به..إنما تفعل ذلك أيظاً لأجل نظر
الناس .. لا لأجل نظر نفسك .. بدليل أنك تعتني بغرفة استقبال الضيوف اكثر من عنايتك
بالصاله الداخليه .. أو بحمام أطفالك !!
عندما تدعوا أصحابك إلى طعام .. ألا ترا أن زوجتك -
وربما أنت - تعتني بترتيب الطعام
وتنويعه أكثر من العاده ..
بلى .. وكلما زادت أهمية هاؤلاء الأصحاب .. زادت العنايه بالطعام .. وكم تكون سعادتنا
غامره عندما يثني أحد على لباسنا أو ديكورات بيوتنا .. أو لذة طعامنا ..
وقد قال صلى الله عليه وسلم :
"وليأت إلى الناس الذي يحب أن يأتوا إليه "
أي عامل الناس بما تحب
أن يعاملوك به .. كيف .. ؟!
رأيت على صاحبك ثوبا جميلاً .. انتبه له ..
اثني عليه ..
أسمعه كلمات رنانه ..
ما شاء الله!!
ماهذا الجمال !!
اليوم كأنك عريس !!
زارك رجل يوماً فشممت من ثيابه عطراً فواحا ً جميلاً ..
اثني عليه تفاعل معه ..كن لماحاً
فهو ماوضع الطيب إلا لأجلك .. ردد عبارات جميله : ماهذه الروائح .. ما أحسن ذووقك
دعاك شخص لطعام .. اثني على طعامه .. فإنك تعلم أن أمه
أو زوجته أو أخته وقفت ساعات
في المطبخ لأجلك .. أو لأجل المدعوين عموماً ..
وأنت منهم .. أو أنه على الاقل تعب في
إحضاره من المطعم ومحل الحلويات .. فأسمعه كلمات
تجعله يشعر أنك ممتن له بما
قدم لك .. وأن تعبه لم يذهب سدى ..
دخلت بيت أحد أصدقائك - أو دخلتِ بيت احدى
صديقاتك - فريت أثاثا جميلا .. فأثن على الأثاث
والذوق الرفيع .. ( لاكن انتبه لاتبالغ حتى لا يشعر انه استهزاء) ..
حضرت في مجلس عام .. فسمعت حمد يتكلم مع
الحاضرين بانطلاق .. وقد أحيا المجلس وأسعد
الحاضرين .. أثن عليه..
خذ بيده اذا قمتم .. قل له : ما شاء الله ..!! ما هذه القدرات بصراحه ما ملٌح المجلس إلا حضورك ..
جرب..
إفعل ذلك فسوف يحبك ..
رأيت موقفاً جميلا لولد مع ابيه .. قبل يده .. قرب إليه نعليه .. أثن على الولد ..
كن لماحاً .. لَبِسَ ثوباً جديداً ..
أثن عليه .. كن لماحاً..
زرت أختك .. رأيت عنايتها بأولادها .. كن لماحاً .. أثن عليها ..
رأيت عناية صاحبك بأولاده ..
أو روعة ترحيبه بضيوفه..
كن جريئاً ..لماحاً..أثن عليه ..أخرج مافي صدرك من
الأعجاب به ..ركبت مع شخص
في سيارته ..أو استأجرت تاكسي..لاحظت نظافة سيارته..حٌسنَ قيادته ..كن لماحاً..أثن عليه...
قد تقول : هذه امور عاديه ..صحيح لاكنها مؤثره..
لقد جربت ذلك بنفسي..ومارست هاذه المهاره مع
أعداد من الناس
..كباراً وصغاراً..وعمالاً بسطاء..ومدرسين..بل مارستها مع أشخاص يشغلون مناصب عليا..ورأيت من
تأثرهم أعاجيب..
خاصةً في الأشياء التي ينتظرها الناس منك..كيف؟؟
عريس..رأيته بعد زواجه بأسبوع ..رجل حصل على شهادة عليا..رجل سكن بيتاً جديداً..كلهم بلا شك
ينتظرون منك
كلمات..كن كما يتوقعون...
كان عبد المجيد - ابن عمي -شاباً في المرحلة الثانوية..بعد تخرجه طلب مني
الذهاب معه للجامعه
لتسجيله فيها ..اتصلت به ذات صباح ومررت على بيته بسيارتي ليرافقني إلى الجامعه..
كانت المشاعر تتزاحم في قلبه..فهو ينتقل إلى مرحلة جديدة..
ويفكر في الكلية التي ستقبله..أول ماركب سيارتي شممت رائحة عطره..كانت رائحه نفاثه جداً..
ويبدوا أنهٌ قد افرغ العلبه كلها ذلك اليوم على ملابسه...
بصراحة خنقني بالرائحة..فتحت النوافذ لأتنفس ..شعرت ان المسكين تكلف في تزويق ثيابه ..وتطييبها..
ثم التفت إليه وابتسمت و قلت :مااااشااااء اللهّ !!
إيش هالروائح الحلوه!!
أخاف عميد الكليه أول مايشم هالرائحة الحلوة يصرخ بأعلى صوته يقول:
مقبوووووووووووول..
لاتتصور مدى السرور الذي غطى على قلبه..والبشر الذي طفح على وجهه..
التفت إلي ..وقال بحماس :أشكرك
يا أباعبدالرحمن..أشكرك..والله انه عطر غاااالي ..وأضعه دائماً
والناس مايلاحظونه
ثم بدأ يشمه من طرف غترته ويقول :بالله عليك :ذوقي حلو..؟!
آآآآآه..مر على هذا الموقف أكثر من خمسة عشرسنه ..
فقد تخرج عبد المجيد من الجامعه وتعين في
وظيفه منذ سنوات..
إلا أن ذلك الموقف لايزال عالقاً في أذانه..
ربما ذكرني به مازحاً في بعض اللقاءات..
نعم ..
كن لماحاً التحكم في عواطف الناس وكسب محبتهم سهل جداً..لكننا في أحيان كثيره نغفل عن
ممارسة مهارات عاديه نكسبهم بها ...
كان في المدينه أمراءه سوداء..ممؤمنه
صالحه..كانت تكنس المسجد..
كان صلى الله عليه وسلم يراها احيانا ..فيعجب بحرصها..مرت ايام ..
فقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم..
فسأل عنها؟فقالوا: ماتت يارسول الله ..
فقال : افلا كنتم أدنتموني..
فصغروا امرها.. وانها مسكينه مغمورة لاتستحق ان يخبرعنها رسول الله صلى الله عليه وسلم..
وقالوا ايضا ماتت بليل.. فكرهنا ان نوقظك..
فحرص صلى الله عليه وسلم ان يصلي عليها.. فَعَملها وآن رأهالناس صغيراً فهو عند الله كـــــــــبير..
ولكن كيف يصلي عليها وقد ماتت ودفنت؟!
فقال صلى الله عليه وسلم دلوني على قبرها ..فمشوا معه حتى أوقفوه على قبرها ..فصلى
عليها..
ثم قال صلى الله عليه وسلم:
"ان هذه القبور ..مملوءةًظلمة على اهلها.. وان الله عز وجل ينورها لهم بصلاتي عليهم .."
فبالله عليك ..ماهو شعور من رأو صلى الله ينتبه الى هذا العمل الصغير من امراء ضعيفه..كبف سيكون
حماسهم للقيام بمثل فعلها واعظم ..
دعني اهمس في أذنك):نحن في مجتمع لايقدر أحياناً مثل هذه المهارات ..
فانتبه !!
لايطفىء حماسك فريق من الثقلاء الغلاظ الذين مهما لمحت ما عندهم من لطائف ..
وأثنيت عليهم بالكلمات الرقيقه الرنانه ..لم يتأثروا..أو ردوا على تلطفك بكلمات سامجه ممجوجه ..
لاطعم لها ..ولا لون ولا رائحه !!
ومن لطفاءهؤلاء..أن شاباً-أعرفه - دُعي إلى وليمه كبيره ..فيها أشخاص مهمون ..مر على السوق
في طريقه..
ودخل محل عطور وأظهر انهٌ سيشتري فجعل الموظف يحتفي به ..ويرش عليه من انواع العطور ماغلا
ثمنه وزكا ريحه..
ليختار من بينها مايناسبه..
فلما امتلأت ثياب صاحبنا طيباً..قال للبائع بلطف :أشكرك.. وإن أعجبني شئ منها فقد اعود إليكـ..
ذهب سريعاً إلى الوليمه متداركاً رائحة العطر قبل أن تزول.. جلس على العشاء
بجانب صديقه خالد.. لم يلاحظ خالد الرائحه ..ولم يعلق
بكلمة..
فقال له صاحبنا باستغراب: ماتشم رائحة عطر جميله؟!
قال خالد:لا..
فقال صاحبنا :اكيد انفكـ مسدوود!!
فاجاب خالد فوراً..لو كان انفي مسدوداً .. ماشممت رائحة عــــرقكـ.. !!!
(اعتـــــــــــــرافـ)
مهمابلغ الشخص من النجاح ..
إلا أنه يبقى بشراً يطرب للثناء ..
42
2K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
إذا رأيت وقتك يمضي، و عمرك يذهب و أنت لم تنتج شيئاً مفيداً، و لا نافعاً ، و لم تجد بركة في الوقت، فاحذر أن يكون أدركك قوله تعالى : (و لا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا و اتبع هواه و كان أمره فرطاً ) أي انفرط عليه و صار مشتتاً، لا بركة فيه، و ليعلم أن البعض قد يذكر الله؛ لكن يذكره بقلب غافل، لذا قد لا ينتفع".
(قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ): إنما لم يقل: ما كتب علينا؛ لأنه أمر يتعلق بالمؤمن، و لا يصيب المؤمن شيء إلا و هو له، إن كان خيراً فهو له في العاجل، و إن كان شراً فهو ثواب له في الآجل.
لكل أخت تشكو كثرة المغريات حولها، أو تعاني من ضعف الناصر على الحق، اعتبري بحال امرأة جعلها الله مثلاً لكل مؤمن و مؤمنة إلى يوم القيامة، إنها امرأة فرعون، التي لم يمنعها طغيان زوجها، و لا المغريات حولها، أن تعلق قلبها بربها، فأثمر ذلك: الثبات، ثم الجنة، بل و صارت قدوة لنساء العالمين. [