روسلين @roslyn_1
كبيرة محررات
ليلة سبعٍ وعشرين (للشيخ صالح المغامسي)
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فإذا حل ليلها وأظلم، شعر الإنسان بفقره وحاجته إلى ربه فتذكر قول الله جل وعلا : ( لَيْلَةُ القَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) القدر . فالمعنى : أن العبادة في هذا الليلة تعدل ألف شهر , وقد مر معنا أنه ليس المقصود العدد على القول الصحيح ؛ وإنما المراد الوفرة , ونظيرهُ في القرآنِ قولُ اللهِ جل وعلا : ( يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ ). فليس المقصود كما ذهب إليه بعض الفضلاء من عددها من أنها ثلاثة وثمانون عاما وأمثال هذا، إنما المقصود أنه لا تعدلها ليلة ( لَيْلَةُ القَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ).
ثم يقرن مع هذه الآية قول النبي صلى الله عليه وسلم : " مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيْمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" فيعلم أن المقصود قيامها، أو أول شيء فيها قيامها لكن قوله عليه الصلاة والسلام "من قام ليلة القدر" فرقٌ كبير ما لو قال : ليس في ليلة القدر إلا القيام , هذا حصر لكن الأول ليس حصرا ؛ لكن القيام هو رأس العبادات فيها ، لأن الله جل وعلا جعل الليل مطية يرتقي بها الصالحون إلى سُلم الرضوان , يرتقي بها الصالحون إلى غُرف الجنان قال جل وعلا : (وَالًّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا) . هذا في رمضان و في غيره لكنه في رمضان آكد وفي العشر الأواخر آكد وفي ليلة سبع وعشرين آكد فيكون التوجه إلى قيامها .
كيف يحصل قيامُها ؟
نحن نسأل هذا الذي يشاهدنا الآن هل بالإمكان أن تصلي التراويح وما يعرف الآن بصلاة التهجد جماعةً مع المسلمين ؟
فإن كان بالإمكان فإن هذا أقرب إلى أن تُعان على العبادة ؛ إلا أن تكون السامعة الآن امرأة فإن صلاة المرأة في بيتها أفضل , لكن لو قدر أن ذهبت إلى المسجد الحرام أو المسجد النبوي أو مسجد الحي فهذا خير " لَا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللهِ مَسَاجِدَ اللهِ " وأحبُ إلي أن تذهب إلى إحدى الصلاتين ؛ و لا تذهب إلى الأخرى . فتدخر شيئا في بيتها, وتدخر شيئا وراء المسلمين حتى تنشط للعبادة, هذا إن استطاعت -وأنا هنا لا أحدد لكن أوجه- هذا أمر.
فنقول لمن يشاهدنا قُم الليل ،التراويح وما يعرف الآن بصلاة التهجد أو صلاة القيام .
فإن قُدر أنك ذهبت إلى أحدهما ولم تذهب إلى الآخر فليكن لك حظٌ من صلاة الليل في أولها وفي أوسطها وفي آخرها ، لكن أن يأتي الإنسان فيصلي ثم ينصرف إلى ملذاته هذا ليس فعلاً حميدا , لكن ينبغي أن يحرص الإنسان على أن يَتَوَخَّى أوقات من الليل ويتوخى نشاطه وإقباله على ربه فإن رأى في جسده فتور وفي قلبه إدبار , استراح قليلا ولو استعان على ذلك بأن يمضي شيئا من الليل يسيراً بالحديث مع من يثق في عقله ورشده أو أهل بيته فيما لا ينصرف إلى محرم , ولا يدفع إلى غيبةٍ , ولا يُضفي إلى القدح في الناسِ , مع أشياء يمكن أن تُعين على الطاعة بعض الفوائد , لكن لا يدخل في ذات العبادة لأن هذا سيعود به إلى الفتور , لكن بهذا النوع من التراخي يستعين بعد ذلك على أن يقوم نشطاً للعبادة , وقد دل عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم مكث مع صفية زوجته رضي الله عنها وأرضاها يُحادثها , وكان هذا في وقت اعتكافه عليه الصلاة والسلام , فيُستنبط من هذا أن مثل هذا الحديث اليسير لا حرج فيه ألبته ولو كان الشخص أو العبد معتكفا .
نعود فنقول فإذا تلا الإمام القرآن أو تلاه هو هذا القارئ فليستحضر وليستصحب أن هذا كلام الله , وليحاول أن يلين قلبه ويقشعر جلده , وتذرف عينه , وأن يكون وهو يسمع القرآن يستصحب أنها ليلة مباركة , وأن هذا القرآن أنزل في هذه الليلة ثم ليتأمل ما سيقرؤه الإمام .
مثلا : في صلاة التراويح الأئمة اليوم إن كانوا ممن يختمون ليلةَ سبعٍ وعشرين جرت العادة أنهم يقرؤون الجزء الثامن والعشرين (قد سمع ) , و لا ريب أن في هذا الجزء أمور عظام فلو استصحب الإنسان قول الله جل وعلا : ( قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الًّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ).فهذا يوقع في القلوب عظمة الله جل وعلا وعنايته و ولايته تبارك وتعالى الحقة لعباده وأوليائه الصالحين وأن هذه المرأة لما ضاق بها الخطب واشتد عليها الكرب وأن النبي صلى الله عليه وسلم وقف حائرا في أمرها , ويقول :" لَا أَرَاكِ إِلَّا قَدْ حَرُمْتِ عَلَيْهِ " إذا بوحي السماء ينزل (قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الًّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ ).فيعلم أن الذي يشكي إلى الله ويبث نجواه إلى ربه لن يخيب ولن يضيع , الله جل وعلا خير من ابتُغي وأجل من أعطى وأكرم وأعظم من سُئل ، تبارك اسمه.
فإذا قرأ الإمام قول الرب تبارك وتعالى : ( كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي). علم أن هذا الدين لا محالة سينتصر وأنه سيبلغ مبلغ الليل والنهار .
فإذا قرأ الإمام قول الله تبارك وتعالى في سورة الحشر : ( هُوَ اللهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ*هُوَ اللهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الُأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) إذا تلا الإمام هذا يستصحب ذلك العبد الواقف في صلاته عظمة الله في أسمائه الحسنى , لما يقول الإمام : (هُوَ اللهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ ) هذه لوحدها تحيي قلوب وتذرف من أجلها عيون. كم في الأرض اليوم من ملك ؟ لا يعـدون .كم مات من ملوك ؟ لا يعـدون .كم من ملوك سيأتون ؟ الله أعلـم ،لكن من الملك الحق ؟ الملك الحق الله .
فإذا قرأ الإمام ( هُوَ اللهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ ) , علم أن المُلك الحق هو الله . ملوك الدنيا يعطون الكرماء منهم يعطون , لكن كلما أعطوا نقص ما في خزائنهم بمقدار ما يعطون ، وأما الملك الحق العلي الكبير جل جلاله يعطي ولا ينقص شيء مما في خزانه , فيقول العبد في دعائه لربه العبد منا لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا , ما بأيدينا من متاع الدنيا ؛ مسألة صورية .
فإذا تلا الإمام بعد ذلك في نفس هذا الجزء المبارك قول الرب تبارك وتعالى مثلا في سورة الجمعة : { إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ) . علم أن هذه العبادة عظيمة , وأن هذه الشعيرة جليلة .
فإذا قرأ الإمام في سورة الصف ( يَا أَيُّهَا الًّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ)كان هذا واعظاً له في نفسه في أنه يخشى أن يظهر عند الناس بعلانية وبينه وبين الله سرائر فيها من القبح ما فيها -نسأل الله العافية- وإن كلنا ذووا خطأ، و من ذا الذي يزكي نفسه نسأل الله الستر والمغفرة , لكن لابد أن تكون هناك محاسبة مجاهدة للنفس .
المقصود هذا تعليم , بعض توجيه بعض توصية , في هذه الأحوال المراد من هذه الأمثلة و النماذج أنه الإمام إذا قرأ يكون للإنسان مع هذه القراءة ما يُعينه على الطاعة .
***
للمشـاهدة:
لتحميل المقطع:
10
3K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
روسلين
•
• ليلة القـــدر وعلامــــِات?ًا •
روسلين
•
الاستعداد ليلة القدر للشيخ صالح المغامسي
قلبياً لابد أن يشعر الإنسان بضعفه وحاجته الملحة إلى ربه،وأن الله جل وعلا كريم هيأ لعباده أن يطيعوه فليس من الأدب مع الله أن يصُد الإنسان عما أعرضه الله إليه ، قال أصدق القائلين: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ) فربٌ عظيم جليل لا رب غيره ولا إله سواه يُنبأ أنها ليلة مباركة وينبأ قال: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْراً مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ * رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ) ثم يخبر أن الملائكة تنزل فيها تتنزل فيها وأن الروح الأمين يقدمهم ، وأنها سلام هي حتى مطلع الفجر. ثم ترى من ترى -عياذاً بالله- ينشغل عنها بل لا يأبه بها بل لم يقع في خلده لحظة أن يقومها ، لا يُمكن أن تعمر ليلة القدر بأعظم من الطاعة والقيام ، وقد نقل عن سعيد بن المسيب إمام التابعين قوله: .
لا بد أن يكون هناك نية رغبة في القيام ، رغبة في أن يُظهر العبد لله ما يحب الله أن يراه منه ، لابد أن يسعى الإنسان بنفسه إلى الله" من تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً ومن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً" . لابد أن يُهاجر الإنسان بقلبه إلى ربه . لابد أن يقبل على الله .
لكن ينبغي أن يُعلم النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " التقوى ها هنا" ويشير إلى قلبه،على هذا هو ليس الشأن أن تكون في عملك كالأطباء أو الحرس أو العسكر أو من له وظيفة ليلية أو من له رزق يدر عليه في بقالته في الليل ، فبقاؤك في المتجر بقاؤك في العمل ليس بمعارض أن تُقبل بقلبك على الله، فقد يكون الإنسان في المسجد جبرا وقلبه بعيد . لكن المهم الخطوة الأولى أين أضع قدمي الخطوة الأولى أين قلبك، ينبغي أن يكون قلبك متوجهاً إلى الله ، حتى وأنت بين خلطائك بين أصدقائك بين من لا مفر من الجلوس معه ، حتى وأنت في سيارتك غادٍ من المسجد أو عائداً منه أنت بين أبنائك وزوجتك وبنيك،أن يكون قلبك معلقاً بالله ترجف،
وأعظم ما يثقل كاهلك أعظم ما يثقل به كاهلك وأعظم ما يهمك إذا انتهت هذه الليالي وخُتمت هل أنا من الفائزين أم من غير الفائزين، كان ابن عباس رضوان الله تعالى عليهم يُسمي ليلة النصف من شعبان ليلة البراءة ، ويُسمى ليلة القدر ليلة التعظيم ، ويسمي ليلتي العيد ليالي الجائزة .
لأن ليلة العيد ينتهي فيها، ويؤيد هذا في المسند -وإن كان في السند شيء يسيرٌ من الضعف- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن رمضان في آخر الخمس التي خصت بها هذه الأمة: " ويوفى فيها الأجير أجره قالوا: يا رسول الله أهي ليلة القدر؟ قال: لا إنما يوفى الأجير أجره إذا أنهى عمله" فليلة العيد يكون الأعمال في رمضان قد انتهت فسميت ليلة الجائزة لما ورد في الآثار أن أهل الصيام والقيام ينالون جوائزهم في صلاة العيد .
والمقصود من هذا أولاً: قضية أن يكون القلب معلقاً بالله جل وعلا أن يكون الإنسان رطباً بذكر الله،وليفقه كل عبد أنه و الله ما لهجت الألسن بشيء أعظم من ذكرها لباريه (أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) وهي عبادة تكون على أي حال كما قال ربنا جل وعلا: (يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ) فالذكر يمكن أن يؤتى به على كل حال هذا ، أمر آخر.
قيامها هو المقصود منها أولياً وإلا تشرُّف بكثير من الطاعات بالصدقة بصلة الأرحام ببر الوالدين بالعفو عمن ظلمنا بالإحسان إلى الناس، طرائق الخير كثر، لكن رأس الأمر فيها القيام " من قام ليلة القدر إيماناً واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" .
للمشاهدة :
لتحميل المقطع
قلبياً لابد أن يشعر الإنسان بضعفه وحاجته الملحة إلى ربه،وأن الله جل وعلا كريم هيأ لعباده أن يطيعوه فليس من الأدب مع الله أن يصُد الإنسان عما أعرضه الله إليه ، قال أصدق القائلين: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ) فربٌ عظيم جليل لا رب غيره ولا إله سواه يُنبأ أنها ليلة مباركة وينبأ قال: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْراً مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ * رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ) ثم يخبر أن الملائكة تنزل فيها تتنزل فيها وأن الروح الأمين يقدمهم ، وأنها سلام هي حتى مطلع الفجر. ثم ترى من ترى -عياذاً بالله- ينشغل عنها بل لا يأبه بها بل لم يقع في خلده لحظة أن يقومها ، لا يُمكن أن تعمر ليلة القدر بأعظم من الطاعة والقيام ، وقد نقل عن سعيد بن المسيب إمام التابعين قوله: .
لا بد أن يكون هناك نية رغبة في القيام ، رغبة في أن يُظهر العبد لله ما يحب الله أن يراه منه ، لابد أن يسعى الإنسان بنفسه إلى الله" من تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً ومن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً" . لابد أن يُهاجر الإنسان بقلبه إلى ربه . لابد أن يقبل على الله .
لكن ينبغي أن يُعلم النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " التقوى ها هنا" ويشير إلى قلبه،على هذا هو ليس الشأن أن تكون في عملك كالأطباء أو الحرس أو العسكر أو من له وظيفة ليلية أو من له رزق يدر عليه في بقالته في الليل ، فبقاؤك في المتجر بقاؤك في العمل ليس بمعارض أن تُقبل بقلبك على الله، فقد يكون الإنسان في المسجد جبرا وقلبه بعيد . لكن المهم الخطوة الأولى أين أضع قدمي الخطوة الأولى أين قلبك، ينبغي أن يكون قلبك متوجهاً إلى الله ، حتى وأنت بين خلطائك بين أصدقائك بين من لا مفر من الجلوس معه ، حتى وأنت في سيارتك غادٍ من المسجد أو عائداً منه أنت بين أبنائك وزوجتك وبنيك،أن يكون قلبك معلقاً بالله ترجف،
وأعظم ما يثقل كاهلك أعظم ما يثقل به كاهلك وأعظم ما يهمك إذا انتهت هذه الليالي وخُتمت هل أنا من الفائزين أم من غير الفائزين، كان ابن عباس رضوان الله تعالى عليهم يُسمي ليلة النصف من شعبان ليلة البراءة ، ويُسمى ليلة القدر ليلة التعظيم ، ويسمي ليلتي العيد ليالي الجائزة .
لأن ليلة العيد ينتهي فيها، ويؤيد هذا في المسند -وإن كان في السند شيء يسيرٌ من الضعف- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن رمضان في آخر الخمس التي خصت بها هذه الأمة: " ويوفى فيها الأجير أجره قالوا: يا رسول الله أهي ليلة القدر؟ قال: لا إنما يوفى الأجير أجره إذا أنهى عمله" فليلة العيد يكون الأعمال في رمضان قد انتهت فسميت ليلة الجائزة لما ورد في الآثار أن أهل الصيام والقيام ينالون جوائزهم في صلاة العيد .
والمقصود من هذا أولاً: قضية أن يكون القلب معلقاً بالله جل وعلا أن يكون الإنسان رطباً بذكر الله،وليفقه كل عبد أنه و الله ما لهجت الألسن بشيء أعظم من ذكرها لباريه (أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) وهي عبادة تكون على أي حال كما قال ربنا جل وعلا: (يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ) فالذكر يمكن أن يؤتى به على كل حال هذا ، أمر آخر.
قيامها هو المقصود منها أولياً وإلا تشرُّف بكثير من الطاعات بالصدقة بصلة الأرحام ببر الوالدين بالعفو عمن ظلمنا بالإحسان إلى الناس، طرائق الخير كثر، لكن رأس الأمر فيها القيام " من قام ليلة القدر إيماناً واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" .
للمشاهدة :
لتحميل المقطع
روسلين
•
مسألة مهمة تقع دائما في رمضان
يقول الشيخ صالح المغامسي حفظه الله:
(نأتي إلى مسألة تقع في رمضان سنوياً وهو أن الإمام إذا أثنى على الله مثلا نصلي وراء مشايخنا حفظهم الله الشيخ الحذيفي وإخوانه من الأئمة يدعون.. (اللهم اهدنا فيمن هديت) إلى أن يقول الإمام (اللهم إنه لا يعز من عاديت ولا يذل من واليت)أو يقول "ربنا وجهك أكرم الوجوه "أو يثني على الله فيقول من في الحرم سبحانك...وقد قلنا مرارا في هذا المسجد وفي غيره إن هذا القول لا يوجد أي دليل عليه لأن الثناء على الله نوع من الدعاء وإذا دعا الإمام فإن موقف المأموم واحد من اثنين إما أن يسكت وإما أن يؤمن ولا يوجد شيء في الدعاء أن يقول الإمام شيئا ويقول المأموم سبحانك لا يوجد في السنة فيما نعلم ولا في القرآن دليل على أن الإمام إذا قال شيئا يقول المأموم سبحانك. المأموم حاله مع إمامه واحد من اثنين إما أن يؤمن وإما أن يسكت أما قول سبحانك أو حقا أو نشهد كما يقول بعض إخواننا المصريين فهذا لا يوجد عليه دليل من أدلتنا عموما على أن الدعاء يأتي بمعنى الثناء هذه الآية فإن الله قال (دعواهم فيها) أي دعاؤهم فيها سبحانك اللهم وهذا ليس فيه طلب ومن السنة كثير منها أنه ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعوا عند حلول الكرب بهذه الكلمات (لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم) وليس في هذه طلب فلا يلزم من الدعاء أن يكون طلبا بل إن من الطلب أن تثني على الله وأنت أمثل حتى مع العامة. قد تخرج من المسجد وتقابل رجل يشحذ حتى هؤلاء الشحاذين يختلفون فيأتي إنسان يقول أنا مسكين يريد ريال فيه آخر يقول أعطني ريال فيه آخر أعطني لله لا يسمي فيه آخر يقول لك أنت رجل كريم أنت طيب ما معنى أنت طيب، أنت كريم، أعطني فالثناء نوع من الدعاء ومما يدل عليه من السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم كما في الترمذي (خير الدعاء دعاء يوم عرفه وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي -الآن يتكلم عن الدعاء- قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) هذا مدح وثناء على الله فسماه النبي صلى الله عليه وسلم دعاء. الثالث ما ثبت بعدة طرق عند النسائي وعند أحمد أن سعدا بن أبي وقاص رضي الله عنه مر على عثمان بن عفان فلما مر سلم فلما سلم نظر إليه عثمان وملأ عينيه منه يعني نظر عثمان في سعد وحدق فيه النظر ولم يرد السلام فذهب سعد إلى عمر رضي الله عنه فقال يا أمير المؤمنين هل حدث في الإسلام شيء قال لا لماذا تسأل قال إنني مررت على عثمان فسلمت عليه فملأ عينيه مني ولم يرد السلام فبعث عمر إلى عثمان واستدعاه وقال له ما منعك أن ترد السلام على أخيك فقال لم أره فحلف سعد أنه سلم وأن عثمان رءاه وحلف عثمان أنه لم يرى سعدا ولم يدري أن سعدا سلم عليه طبعا لا يمكن أن يكون أحدهما كاذب فحلف الاثنين ثم تراجع عثمان وقال استغفر الله وأتوب إليه تذكرت الآن وهذا دليل أنك لا تعجل على الناس قال تذكرت الآن لكنني كنت أفكر في مسألة إذا تذكرتها تصيبني غشاوة قال إنني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول سأدلكم على دعوة وسكت فكمل سعد قال أنا أكمل لك القصة فأراد أن يقول لنا الدعوة ثم جاء أعرابي فشغله فمضى قبل أن يخبرنا بها فأسرعت وراءه سعد يسرع وراء الرسول صلى الله عليه وسلم قال فلما أراد أن يدخل الدار يعني البيت فضربت بقدمي على الأرض بقوة حتى أشعره أن أحدا وراءه فلما ضرب سعد الأرض بقوه التفت صلى الله عليه وسلم قال: مه مه /كلمه للاستفهام تقولها العرب قال أبو إسحاق وهذه كنية سعد(أبو إسحاق) قال نعم يا رسول الله ثم قال يا رسول الله إنك أردت أن تقول لنا دعوة فجاء الأعرابي فشغلك فقال نعم دعوة أخي ذي النون (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) ما دعا بها مسلم في كرب إلا استجاب الله له. موضع الشاهد من القصة أن النبي صلى الله عليه وسلم سمى قول ذي النون (دعاء) وقد سماه الله من قبل في القرآن دعاء قال الله تعالى وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى) اسماه الله نداء، دعوة ذي النون ماذا فيها (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) فليس فيها طلب وإنما فيها ثناء على الله يتحرر من هذا كله من هذه الشواهد أن قول دعوة (سبحانك اللهم) فيها نوع من المسألة)
يقول الشيخ صالح المغامسي حفظه الله:
(نأتي إلى مسألة تقع في رمضان سنوياً وهو أن الإمام إذا أثنى على الله مثلا نصلي وراء مشايخنا حفظهم الله الشيخ الحذيفي وإخوانه من الأئمة يدعون.. (اللهم اهدنا فيمن هديت) إلى أن يقول الإمام (اللهم إنه لا يعز من عاديت ولا يذل من واليت)أو يقول "ربنا وجهك أكرم الوجوه "أو يثني على الله فيقول من في الحرم سبحانك...وقد قلنا مرارا في هذا المسجد وفي غيره إن هذا القول لا يوجد أي دليل عليه لأن الثناء على الله نوع من الدعاء وإذا دعا الإمام فإن موقف المأموم واحد من اثنين إما أن يسكت وإما أن يؤمن ولا يوجد شيء في الدعاء أن يقول الإمام شيئا ويقول المأموم سبحانك لا يوجد في السنة فيما نعلم ولا في القرآن دليل على أن الإمام إذا قال شيئا يقول المأموم سبحانك. المأموم حاله مع إمامه واحد من اثنين إما أن يؤمن وإما أن يسكت أما قول سبحانك أو حقا أو نشهد كما يقول بعض إخواننا المصريين فهذا لا يوجد عليه دليل من أدلتنا عموما على أن الدعاء يأتي بمعنى الثناء هذه الآية فإن الله قال (دعواهم فيها) أي دعاؤهم فيها سبحانك اللهم وهذا ليس فيه طلب ومن السنة كثير منها أنه ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعوا عند حلول الكرب بهذه الكلمات (لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم) وليس في هذه طلب فلا يلزم من الدعاء أن يكون طلبا بل إن من الطلب أن تثني على الله وأنت أمثل حتى مع العامة. قد تخرج من المسجد وتقابل رجل يشحذ حتى هؤلاء الشحاذين يختلفون فيأتي إنسان يقول أنا مسكين يريد ريال فيه آخر يقول أعطني ريال فيه آخر أعطني لله لا يسمي فيه آخر يقول لك أنت رجل كريم أنت طيب ما معنى أنت طيب، أنت كريم، أعطني فالثناء نوع من الدعاء ومما يدل عليه من السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم كما في الترمذي (خير الدعاء دعاء يوم عرفه وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي -الآن يتكلم عن الدعاء- قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) هذا مدح وثناء على الله فسماه النبي صلى الله عليه وسلم دعاء. الثالث ما ثبت بعدة طرق عند النسائي وعند أحمد أن سعدا بن أبي وقاص رضي الله عنه مر على عثمان بن عفان فلما مر سلم فلما سلم نظر إليه عثمان وملأ عينيه منه يعني نظر عثمان في سعد وحدق فيه النظر ولم يرد السلام فذهب سعد إلى عمر رضي الله عنه فقال يا أمير المؤمنين هل حدث في الإسلام شيء قال لا لماذا تسأل قال إنني مررت على عثمان فسلمت عليه فملأ عينيه مني ولم يرد السلام فبعث عمر إلى عثمان واستدعاه وقال له ما منعك أن ترد السلام على أخيك فقال لم أره فحلف سعد أنه سلم وأن عثمان رءاه وحلف عثمان أنه لم يرى سعدا ولم يدري أن سعدا سلم عليه طبعا لا يمكن أن يكون أحدهما كاذب فحلف الاثنين ثم تراجع عثمان وقال استغفر الله وأتوب إليه تذكرت الآن وهذا دليل أنك لا تعجل على الناس قال تذكرت الآن لكنني كنت أفكر في مسألة إذا تذكرتها تصيبني غشاوة قال إنني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول سأدلكم على دعوة وسكت فكمل سعد قال أنا أكمل لك القصة فأراد أن يقول لنا الدعوة ثم جاء أعرابي فشغله فمضى قبل أن يخبرنا بها فأسرعت وراءه سعد يسرع وراء الرسول صلى الله عليه وسلم قال فلما أراد أن يدخل الدار يعني البيت فضربت بقدمي على الأرض بقوة حتى أشعره أن أحدا وراءه فلما ضرب سعد الأرض بقوه التفت صلى الله عليه وسلم قال: مه مه /كلمه للاستفهام تقولها العرب قال أبو إسحاق وهذه كنية سعد(أبو إسحاق) قال نعم يا رسول الله ثم قال يا رسول الله إنك أردت أن تقول لنا دعوة فجاء الأعرابي فشغلك فقال نعم دعوة أخي ذي النون (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) ما دعا بها مسلم في كرب إلا استجاب الله له. موضع الشاهد من القصة أن النبي صلى الله عليه وسلم سمى قول ذي النون (دعاء) وقد سماه الله من قبل في القرآن دعاء قال الله تعالى وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى) اسماه الله نداء، دعوة ذي النون ماذا فيها (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) فليس فيها طلب وإنما فيها ثناء على الله يتحرر من هذا كله من هذه الشواهد أن قول دعوة (سبحانك اللهم) فيها نوع من المسألة)
الشكر لك معلومة جديدة استفدتها
"أو يثني على الله فيقول من في الحرم سبحانك...وقد قلنا مرارا في هذا المسجد وفي غيره إن هذا القول لا يوجد أي دليل عليه لأن الثناء على الله نوع من الدعاء وإذا دعا الإمام فإن موقف المأموم واحد من اثنين إما أن يسكت وإما أن يؤمن ولا يوجد شيء في الدعاء أن يقول الإمام شيئا ويقول المأموم سبحانك لا يوجد في السنة فيما نعلم ولا في القرآن دليل على أن الإمام إذا قال شيئا يقول المأموم سبحانك.
"أو يثني على الله فيقول من في الحرم سبحانك...وقد قلنا مرارا في هذا المسجد وفي غيره إن هذا القول لا يوجد أي دليل عليه لأن الثناء على الله نوع من الدعاء وإذا دعا الإمام فإن موقف المأموم واحد من اثنين إما أن يسكت وإما أن يؤمن ولا يوجد شيء في الدعاء أن يقول الإمام شيئا ويقول المأموم سبحانك لا يوجد في السنة فيما نعلم ولا في القرآن دليل على أن الإمام إذا قال شيئا يقول المأموم سبحانك.
الصفحة الأخيرة