ليله العمر.........
هي ليلة القدر.........
يكفي في فضلها قول
" وفيه ليله هي خير من الف شهر من حرم خيرها فقد حرم" ص . الألبانى
إن الرتابه الدائمه والسير علي وتيره واحده في الحياه يبعث علي السامه والملل لكن الاسلام العظيم اعطي الحياه طعما اخر ترمي به خلف ظهرها كل سامة وملل
ففي الصلوات الخمس كسر لرتابه اليوم
وفي صلاه الجمعه كسر لرتابه الاسبوع
وفي شهر رمضان كسر لرتابه العام
وفي ليله القدر كسر لرتابه ليالي الشهر
وفي كل محطه من هذه المحطات يجدد الانسان ايمانه ويعيش حياه جديده حين يقف علي معان يتذرقها لاول مره لتعيده الي الصواب إن كان قد انحرف وترفع همته إن كان قد وهن او كسل
ليلته المفضله!!
والله سبحانه وتعالي هو الذي بيده اختصاص التفاضل فهو الذي فضل بعض النبيين علي بعض وفضل بعض الشهور علي بعض وفضل بعض الاوقات علي بعض بل وفضل بعض الطعام علي بعض
( ونفضل بعضها علي بعض في الاكل ) الرعد : 4
ومن ذلك تفضيله لليله القدر علي سائر الليالي وقد سميت ليله القدر بهذا الاسم لخطرها وشرفها علي جميع الليالي
او كما قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في قوله (فيها يفرق كل امر حكيم) الدخان 4
"يكتب من ام الكتاب في ليله القدر ما يكون في السنه من رزق او موت او جياه او مطر حتي يكتب الحاج يحج فلان ويحج فلان"
بل اغلي يا إمام!!
قال الإمام الرازي :"واعلم ان من احياها فكأنما عبد الله تعالي نيفا وثمانين سنه ومن احياها كل سنه فكأنما رزق اعمار كثيرة"
لكن الامر اعظم مما قال إمامنا واغلي وتامل قوله تعالي (خير من الف شهر) القدر :3
ولم يقل : كالف شهر إشاره إلي انها خيريه مطلقه ليس للعدد فيها مفهوم وكلما كان العبد اشد إخلاصا لله واكثر إقبالا عليه كانت مضاعفه ثوابه اعظم ألا ما اعظم هذه الليله!!
ليله من انوارها كانها نهار ليله هي احلي حسنات الدهر واطيب لحظات العمر نعم وأيم الله!!
وما ادراك ما ليله القدر:ليله تفتح فيها الابواب ويقرب فيها من تاب ولا يرد من طرق الباب بل يسمع منه الخطاب وياتي علي الفور الجواب فيكتي له الليله ما لا يدركه العقل من الثواب فماذا انتم فاعلون؟
يا من ضاع عمره في لا شيء....
استدرك ما فاتك الليله فإنها تعدل العمر كله
بين يديك الجواهر والدرر فلا تضيع عمرك في الطين والمدر
الدرس العظيم هنا : ليست العبره بطول الاعمار بل بما تحتويه من اعمال الابرار وليس المهم ان تمتد بك الحياه ولكن المهم ان تملاها بالخير ورب لحظه واحده من مجتهد خير من ايام الحياه كلها من غافل بليد فاقتنص كل لحظه اليوم لا تفرط في راس مالك فإنه لا يعوض
تخصيص بعد تعميم!!
وقد كان النبي يتحري ليله القدر ويامر اصحابه بتحريها لذا كان يوقظ اهله ليالي العشر رجاء ان يدركوها وبل وحث علي قيامها بأبلغ العبارات واعظم الترغيب والتشويق في قوله:
"من قام ليله القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" رواه مسلم
مع انه قال في حديث اخر:
"من قام رمضان إيمانا واحتسابا فغر له ما تقدم من ذنبه" رواه مسلم
وقد يقال إن احدهما يغني عن الاخر عن الاخر فليله القدر ليله من ليالي رمضان فلم هذا التخصيص بعد التعميم؟!!
إذا عرف السبب بطل العجب والسبب يخبرنا به الامام النووي وهو:
"قيام رمضان من غير موافقه ليله القدر ومعرفتها سبب لغفران الذنوب وقيام ليله القدر لمن وافقها وعرفها سبب للغفران وإن لم يقم غيرها"
سر الاسرار!!
ولم يحددها النبي بليله معينه بل قال :
"إني اريت ليله القدر ثم انسيتها فالتمسوها في العشر الاواخر في الوتر" صحيح
وقال في موضوع اخر:
"ليله القدر ليله سابعه او تاسعه وعشرين...إن الملائكه تلك الليله في الارض اكثر من عدد الحصي" صحيح
وقال في موضع ثالث:
"التمسوا ليله القدر اخر ليله من رمضان" صحيح
بل إن ابي بن كعب رضي الله عنه فيما رواه عنه مسلم يقول :
والله إني لاعلم اي ليله هي:هي الليله التي امرنا رسول الله بقيامها وهي ليله سبع وعشرين وكان ابي يحلف علي ذلك ويقول بالآيه والعلامه التي اخبرنا بها رسول الله ان الشمس تطلع صبيحتها لا شعاع لها يعني بذلك قول النبي :
"ليله القدر ليله سمحه طلقه لا حاره ولا بارده تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء" صحيح
والذي يغفل عنه كثير من الناس انه لا يلزم من تخلف العلامه عدمها ورب قائم فيها ولم ير من علاماتها شيئا وهو افضل عند الله واكرم ممن راها لكنه كسل ونام ولا اري ان يستغرق تحديدها منا كثير وقت وطول نقاش في شهر نحن احوج ما نكون فيه الي اغتنام كل لحظه ذلك ان حكمه إخفائها ان من ارادها احيا ليالي كثيره طلبا لموافقتها فتكثر عبادته ولا يتكل علي إصابه الفضل في ليله واحده فحسب بل ينال ثواب ليال كثيره طلبا لها وتأمل قوله مبينا حكمه إخفائها في قوله :"وعسي ان يكون خيرا لكم " واقرأمعي هذا الحديث:
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : خرج النبي ليخبرنا بليله القدر فتلاحي رجلان من المسلمين فقال
" خرجت لاخبركم بليله القدر فتلاحي فلان وفلان فرفعت وعسي ان يكون خيرا لكم فالتمسوها في التاسعه والسابعه والخامسه" صحيح
ليلها كنهارها سواء
قال الامام الشعبي في حق ليله القدر:ليلها كنهارها .
وقال الشافعي: استحب ان يكون اجتهاده في نهارها كاجتهاده في ليلها.
وهي لفته ذكيه فاغتنام هذه الليله لابد من اعداد وتجهيز ويستغرق ذلك اغلب ساعات النهار حتي اذا ما بدات الليله لم يضع منها شيء فالفضل اليوم لا يقدر بثمن وضياع الدقيقه خسارة فادحه واللحظه الواحده غاليه غاليه ولن يعرف المفرط فداحه خسارته الا يوم القيامه ولات ينفع الندم فتاسف علي كل ساعه من ساعات هذه الليله فارغه من ذكر وابك علي كل لحظه فيها لا يؤنسك فيها مصحف او دعاء.
منقول للفائده

أنتظر من أحب @antthr_mn_ahb
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

هداوي*
•
جزاك الله خير




الصفحة الأخيرة