ليموزين منتصف الليل !!!!!!!!!!!!!!!!

الأدب النبطي والفصيح

السلام عليكم

- بقلم/ إنتصار العقيل


- يسدل الليل ستائرة السوداء في صمت وهدوء، وهي ما زالت تذرع حجرات البيت بخطواتها المرتبكة.... تحمل بين ذراعيها طفلها المحموم الذي لم يتجاوز عامة الثاني يا لهذا الليل وبطء عقارب ساعاته!!...وهذا السكون وقسوة خطواته...!!....راحت تلوك همومها وهي تفكر في وحدتها مع غياب زوجها في رحلات عمله التي تأخذه بعيدا عن اسرته معظم أيام الأسبوع....

حين ارتفع مؤشر الحرارة ليتجاوز الاربعين درجة...قفز قلبها فزعا، فارتدت عبائتها على عجل... صرخت في خادمتها لترافقها إلى اقرب مستشفى ووقفت على رصيف الشارع تزرع الطريق بأشواك انتظار ممل لسيارة ليموزين...

الوقت يمضي سلحفاتي الحركة سكون الليل لا يكسر هدأته سوى وقع خطوات على رصيف الشارع... وبوق سيارة من بعيد ينطق الصمت الرهيب....مرت سيارات عديدة معظمها اضاء سائقوها انوارها واطفأوها عدة مرات،لاسترعاء انتباهها ... سخطت " لعنت " شتمت في اعماقها... تنهدت وهي تنظر الى سيارة زوجها الواقفة بمحاذاة الرصيف...

أخيراً.... توقفت سيارة ليموزين ما ان احتوتها وابنها وخادمتها ... حتى احست انها تدخل قبرا يمتلئ بالدخان ...

ورائحته كريهة أثارت اشمئزازها .. حتى قالت بحزم :

الى اقرب مستشفى ... اذا سمحت

نظر اليها السائق بعيون جاحظة ، وقال بلكنة عربية مكسرة : انت يروح لوحدك في الليل ... فين بابا حق انت ؟

اشعلها السؤال غيضا وغضبا .. صرخت في حدة" توجه الى اقرب مستشفى ... واياك ان تتدخل فيما لا يعنيك ... وافتح نوافذ سيارتك العفنة".

انطلق صوت المذياع عاليا بموسيقى صاخبة .. حرك مرآة السيارة صوب وجهها ... ليحدق فيها

استشاط غضبها ... صاحت في حنق:" أغلق المذياع ... وأعدل المرآة ، الا ترى أيها المعتوه ان بين يدي طفلا يئن الماّ"... إنصاع لأمرها... وهو يتأفف كصياد افلت من يده صيد ثمين!!..حين لاحظت انه يسري في طريق متعرجة ليطيل مسافة الطريق ...

صرخت بصوت حدا كصفارة انذار : خذ يمينك ... هذا هو الطريق الاقصر ... احذرك ان تزعجني اكثر مما فعلت... يا غبي ، انت في بلد القانون فيه لا يرحم الخارجون عن حدوده ..... " قانون صارم" مع كل من يتعدون على حرمات الاخرين...

سقطت تلك الكلمات على سمعه كما لو كانت لسعات سوط الهبت جسدة... كلمات ارعبته فاعادته الى رشده....

احتضنت ابنها... اخذت تتمتم في سرها ببعض من الايات القرانية التي اشاعات في نفسها السكينة والطمانينة.....تنفست الصعداء حين توقفت السيارة.. اتاها صوت السائق يقول في غلظة ووقاحة: خمسين ريالا...

رمت في وجهه بورقتين من فئة العشر ريالات،وهي تقول بقوة وتحد : احمد الله ايها الوقح ... لولا اني على عجل ... واريد ان اطمئن على صحة ابني ... للقنتك درسا لا تنساه طوال عمرك بتسليمك الى اقرب سيارة من سيارات دوريات الامن التي تجوب الشوارع طوال الليل لتحمي المواطنين من امثالك ... قبحك الله ... ايها الحقير...

كانت عقارب الساعة تشير الى الثالثة بعد منتصف الليل حين رفع الطبيب يده عن جسد ابنها بعد ان اعطاه حقنه لخفض حرارته .. ومن ثم حرر وصفة العلاج....

غادرت المستشفى وهي تنظر حولها في كل تلك الوجوه الاجنبية (معظمهم بدون اسرهم ) ابتسمت بمرارة وسخرية وقفت على رصيف الشارع .. توقفت امامها سيارة ليموزين ... نظرت الى وجه السائق ... انفرطت في ذاكرتها شريط احداث اليلية... تذكرت هواجسها توترها ، وخوفها من وقاحة ذلك السائق اللعين...ادارت ظهرها ...آثرت الرجوع الى داخل المستشفى....

استقر جسدها المرهق متهالكا على احدى ارائك غرف الانتظاروقد استسلم ابنها للنوم في حضن امومتها الدافئ ... وبجانبها خادمتها ... اغمضت عينيها .. تنظر طلوع الصباح ... لتأمن العودة الى بيتها .. في نور النهار...
2
864

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

شوكولاتة2001
شوكولاتة2001
السلام عليكم

عجبا لم يرد احد على ذالك المقال الذي نقلته كي نعتبر ونعلم ونعرف اسلوب بعض من يكتبنا في الاعلام!!!!!!!!!!!!

هل تعرفون ماذا تقصد هيا من ذالك المقال!!!!!!!!!!

ماذا تقول هيا هنا :((( ... تنهدت وهي تنظر الى سيارة زوجها الواقفة بمحاذاة الرصيف )))

تعني انها تتمنا ان تقود السياره هنا في السعودية!!!!!!!!!!!!!!!

والحمدلله انا العلماء قد افتو في ذالك وعلى رئسهم الشيخ ابن باز يرحمه الله

بعدم جواز قيادة المراه للسياره

واتمنا مناقشة الموضوع اذا امكن حيث انه بين الحين والحين تخرج الينا بعض الاقلام المسمومه كي تجس النبض وترى ردود الناس على ذالك
فأذا راو ان الغيورين على هاذا الدين رادو عليهم سكتو على طول وراحو يبحثون عن شيء اخر يكتبون عنه
واذكر انهم كتبو عن الحصه الرياضيه في مدارس البنات وعملو استفتاء بينهن ولم تخلو جريده الى وبها مقال عن ذالك ولم ردو عليهم اهل الخير القموهم حجرا وسكتو عن ذالك

واسف على الاطاله.