في يوم من الأيام دعا الملك رعيته إلى مأدُبة (وليمة) في قصره وأجزل لهم من العطايا: الطعام والشراب والمال الوفير،:)
*فمن الناس من فرح بهذه العطايا وظل يعد نصيبه من المال وبأكل ويشرب ثم يطلب المزيد، ثم وبأكل ويشرب ثم يطلب المزيد، ثم وبأكل ويشرب ثم يطلب المزيد...وهكذا :confused:.
* ومنهم من شكر الملك على هذه العطايا ، ثم بدأ ينشغل في الأكل والشرب وعدّ نصيبه من المال :
وظلوا على هذه الحال حتى رأى الملك أن يختبرهم ؛ فصدرت منه عدة أوامر
فظل الصنف الأول مشغولاً بالأكل والشرب وعد المال وطلب المزيد ،وكلما قال له الملك : إفعل ، قال له "لا انا مشغول ":mad: ، ثم يشترط قائلاً : " تريدني أن افعل ؟ إعطني المزيد أولاً "
وهو يذكِّرنا بمن يقول للملك العظيم سبحانه وتعالى : " تريدني أن اغض بصري؟ ارزقني بزوجة جميلة أولاً "، تريدني أان أرتدي الحجاب؟ لا لن أرتديه حتى تيسِّر لي الزواج " ، " تريدني أن أصلي؟ اعطني كذا وكذا وكذا ..." ؛ وهكذا يظل يشترط على الملك !!!!
أما الصنف الثاني فلما قال له الملِك "إفعل " قال له : " وما أهمية الفعل؟ أنا راضٍ وسعيد بمجرد جلوسي عندك والحظوة بقربك "!!!
وهو يذكِّرنا بمن يقول لله رب العالمين : " أنا فلبي عامر بالإيمان أناأحب الله" ، ومع ذلك فهو لا ينفذ اوامره ، وبمن تقول: " الحجاب حجاب القلب" ، و"ربنا رب قلوب" ...وهو إيمان أجوف ، إيمان من يقول ولا يفعل ، إيمان غير صادق !!!!
وأما الصنف الثالث ، فهو الصنف الذي أثنى الله تعالى عليه ، فبينما هو مشغول بعطايا الملِك بجوارحه ، هو لا يفارق الملِك بقلبه وعينيه ، فلما قال له : "إفعل" ، طاااار لينفذ الأوامر !!!
وهو يذكرنا يمن يعيش في الدنيا وينشغل يمشاغلها ولكن هدفه الرئيس هو ان ينفذ اأوامر الملك محبوبه ، وويفضلها على مرداه وهواه الشخصي، فهو مشغول بالعبادة أكثر من انشغاله بنعم الله وتحصيل الرزق ، فلا يشغله ماله وأولاده عن الصلاة ، ولاتصده صحبته عن طاعة الله ، وفي عمله يتقي الله ولا يأكل المال الحرام ، بل يجتهد لكي يكسب حلالا ً!!!!
فلما حدث كل ذلك قال رب العالمين:
للصنف الأول :
"كُلوا من طيبات ما رزقناكم ، ولا تطغََوا فيه فيحِلُّ عليكم غضبي، ومَن يحلُل عليه غضبي فقد هوى " طه –الآية 81
أي كلوا من هذا الرزق الذي رزقتكم ولا تطغوا في رزقي فتأخذوه من غير حاجة وتخالفوا ما أمرتكم به فيحل عليكم غضبي، أي أغضب عليكم ...ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أي فقد شقي وقال شفي بن مانع إن في جهنم قصرا يرمى الكافر من أعلاه فيهوي في جهنم أربعين خريفا قب قبل أن يبلغ الصلصال وذلك قوله " ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى " رواه ابن أبي حاتم .
وللصنف الثاني:
" قُل إن كنتم تحبون الله ورسوله فاتَّبعوني يُحبِبْكمُ الله ، ويغفر لكم ذنوبَكم ،والله غفورٌ رحيم " آل عمران –الآية 31
أي أن دليل إيمانكم هو العمل بأوامر الملك .
وللصنف الثالث:
"إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، سيجعلُ لهمُ الرحمنُ وُدَّاً" مريم- الآية 96
(أي يغرس لهم في قلوب عباده الصالحين محبة ومودة وهذا أمر لا بد منه ولا محيد عنه)
وهذا هو العبد الحقيقي : منشغل بمراد الله عن مراده ....لآنه يعلم أن الملك صادق الوعد وأنه سيعطيه مراده ،:icon28: بل أكثر منه بكثير إن هو التزم بأوامر الملك وذلك في جنة خالدة لا تفنى ولا تبيد ، بل يتجدد نعيمها ويتغير كل حين ، فاشترى الباقي و التزم بحدود الله ، فيما اعطاه من الفاني .
فأي العباد أنت ؟!!!!
:)
هذه الكلمات مقتطفة من شريط للداعية الأستاذ / مصطفى حسني
بعنوان " هل أنت عبد؟"
من إنتاج شركة الإبداع
تليفون 0182818761
القاهرة
rainyheart @rainyheart
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
rainyheart
•
اللهم أعِنَّا على ذِكرك وشُكر وحُسن عبادتك، آمين
الصفحة الأخيرة