مأساة جديدة تكتب في تاريخ الحرب على غزة

مأساة جديدة تكتب في تاريخ الحرب على غزة.. ولكل مأساة حكاية.. وهذه المرة الحكاية تعود للدكتور عز الدين ابو العيش من سكان مخيم جباليا في قطاع غزة الذي فقد ثلاثة من ابنائه أمس الجمعة ،
في قصف مباشر لبيته بقذيفة اطلقتها دبابة اسرائيلية.. لينضموا الى ركب الشهداء الذي تجاوز الألف ومئة شهيد.. فيما اصيب كذلك بعض افراد عائلته.

الدكتور عز الدين عمل في مستشفى سوروكا وانتقل الى تل هشومير
الالاف من العرب واليهود في البلاد خاصة في النقب عرفوا الدكتور عز الدين ابو العيش الذي عمل سنوات في مستشفى سوروكا في بئر السبع ضمن اختصاصه في مجال الوراثة والاخصاب لينتقل بعدها الى مستشفى "شيبا" في تل هشومير في تل ابيب ليستمر في عطائه وخدمته وابحاثه من اجل معالجة الاطفال العرب واليهود والمرضى دون تفرقة.. وقد لقّب من قبل زملائه برجل التعايش والسلام لانه طالما تمنى السلام بين الشعبين والعيش باطمئنان ولم يتخيل يوما ان عائلته ستكون هدفا من خلال الحرب بين الشعبين وليفقد نصف عائلته.

مصيبة اخرى بعد ان فقد زوجته قبل اشهر
هذه المصيبة التي ألمّت بالدكتور عز الدين ابو العيش لم تكن الاولى في حياته.. حيث فقد زوجته قبل ثلاثة اشهر نتيجة لاصابتها بمرض خبيث لم يمهلها طويلاً.. ليصبح الدكتور ابو العيش اباً وأماً في آن واحد لثمانية ابنائه.. وليبقى جل وقته في خدمتهم ورضاهم.

الشعب الاسرائيلي يسمع القصة مباشرة على القناة العاشرة
قصة استهداف بيت الدكتور عز الدين واستشهاد ثلاثة من ابنائه سمعت لأول مرة على الهواء مباشرة عبر القناة العاشرة للتلفزيون الاسرائيلي حيث اتصل الدكتور ابو العيش بصديقه الصحفي شلومي الدار عندما كان على الهواء داخل استوديو الاخبار وعندما تأكد الصحفي ان المتصل هو الدكتور ابو العيش أصر الرد على المكالمة واذ به يسمع خبر استهداف البيت بقذيفة ومقتل بناته الثلاث واصابة اخرين وليسمع كذلك كل من شاهد القناة العاشرة بكاء الدكتور وصرخاته.. وفي نفس الوقت لوحظ تأثر الصحفي الدار مما يسمع ورفض اغلاق المكالمة وقبل ان يترك الاستوديو، توجه الى المسؤولين والجيش بالسماح بادخال سيارات الاسعاف الى هناك لنقلهم لمستشفيات في البلاد.. وهذا ما حدث حيث تم نقل ثلاثة من افراد عائلته للعلاج في مستشفيات البلاد.

الدكتور ابو العيش يعقد مؤتمرا صحفيا في مستشفى تل هشومير
عقد الدكتور عز الدين ابو العيش مؤتمرا صحفيا في المركز الطبي شيبا في مستشفى تل هشومير ، تحدث فيه انه اجرى بحثا في شيبا بل وعمل في مستشفى سوروكا ايضا . وقال د. ابو العيش : " كان لاولادي ضلع في نشاطات حول السلام ، فهم شاركوا في مخيمات السلام في كل مكان ، هل كان اولادي مسلحين عندما قتلوهم ؟ نعم كلنوا مسلحين ، ولكن ليس بالسلاح بل بالحب ، حب الاخرين . لقد خططوا للسفر الى كندا ، فقد تلقيت عرضا للعمل هناك وارادوا السفر معي ، لماذا دمروا امالنا ؟ " .

والدة ثلاثة جنود تقاطع الدكتور ابو العيش
وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقده د. ابو العيش ، اقتحمت سيدة اسرائيلية ، وهي ام لثلاثة جنود ، وقاطعت حديث الدكتور ابو العيش قائلة : " ماذا حدث لكم ؟ هل جننتم ؟ ابني في وحدة المظليين . من يدري ماذا كان لديك بداخل البيت ، من يدري اي نوع سلاح كان لديك بداخل البيت . ماذا يعني انك طبيب ؟ الجنود بالتأكيد عرفوا ، انه كان لديهم سلاح في البيت ، عليكم ان تخجلوا " .

منقول من موقع panet (من عرب فلسطين 48 - عرب الداخل)