ماء الزهر

المنزل والديكور

بنات انا اشتريت ماء الزهر وتوهقت فيه لانى مااحبه في الحلويات ياليت تعطوني افكار لاستعماله في البيت او البشره
4
5K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

حبحبه حمراء
حبحبه حمراء
سويت بحث عن ماء الزهر لعيونك وطلعت لي هالمقاله ان شاء الله تفيدك:)

ربيع فواز
يشارف موسم تقطير ماء الزهر على نهايته، إلاّ ما كان من تقطير ماء الزعتر والقصعين، فهو عملية مستمرة، خصوصاً في بلدتين يقوم بعضُ اقتصادهما على التقطير: الأولى شمالية هي "القلمون"، والثانية جنوبية هي "مغدوشة".
و"ماء الزهر"، كـ"ماء الورد"، اسم جامع لأنواع شتى من ماء العشب المُقطَّر بغرض الاستشفاء، أو بغرض تطييب الحلوى والطعام، وإن كان الغالب في "ماء الزهر" أنه خلاصة زهر الأبو صفير؛ هذا الصنف من الليمون الذي لا يؤكل بل يزرع شجره لتقطير زهره، أو لصنع المربى من قشره.
والمعروف ان ماء الزهر كان ـ قبل اختراع الأدوية الحديثة ـ وسيلة الأمم المتحضرة كلها لمعالجة الأمراض وتطييب الحلوى والطعام، كما كان عطر عرائسها، وقد انتقلت تقنياته وأدواته الينا ـ نحن العرب ـ عن طريق الاحتكاك الحضاري مع الأمم السابقة الى التحضر. وحسبنا أن الأنبيق (اسم الآلة المسماة "كركة" في عاميتنا) لفظ يوناني.
وتقطير ماء الزهر في لبنان، وفي سائر الأقطار العربية، قديم. وقد كان وسيلة لحفظ العناصر الطبية في الزهر والأعشاب بعد ذهاب مواسمها؛ ففي المواسم إنما يُعتمد، بصورة أساسية، على الاستحلاب، أو على تناول الزهر والعشب، كما نتناول الخضار، بأي طريقة كانت.
ولا ريب في أن مستحضرات العصر، ما كان منها طبياً أو كان عطرياً، قد قللت من نفوذ ماء الزهر على أنواعه، مع العلم أن أكثر اعتماد هذه المستحضرات لا يزال على أنواع الزهر والعشب الطبي؛ حتى إن الإفراط في اقتلاع بعض أنواع الأعشاب يهدده بالانقراض، أو هو ـ في أحسن الأحوال ـ يلحق الضرر في لبنان مثلاً بقطاع تربية النحل. فقد شكا بعض مربي النحل أن أنواعاً من الأعشاب الطبية، ولا سيما الزعتر والقصعين، تُشحن أكياساً في بواخر الى حيث معامل العطور في العالم؛ الأمر الذي يحرم نحل لبنان أزهاراً رحيقية هي مصدر العناصر الطبية المنشودة في العسل.
ولقد صار من الماضي استعمال ماء الزهر عطراً تتطيّب به العرائس، ويتطيّب به الرجال يضاً. غير أن ماء الزهر، ومثله ماء الورد، لا يزال يطيّب ماء شربنا. وفي أمس غير بعيد كان المحسنون يهرقون قوارير ماء الزهر في فسقيات المساجد؛ فقد روى بعض كبار السن في صيدا القديمة أن مسجد "الكتخدا" كانت في فنائه الخارجي بركة ماء، وكان المحسنون يطيّبون ماءها بماء الزهر، خصوصاً في الأعياد.
وكان أهل بيروت ـ كما يروي آخرون ـ يأتون بالثلج في الصيف محفوظاً في طيات نسيج "الجنفيص" فيبردون به ماء الشرب المطيّب بماء الزهر، وكان ثمة متخصصون بنقل هذا الثلج على ظهور الدواب.
تلك صور من الماضي اختفت، ومنها أن أم العريس، أو أم العروس، كانت أيضاً تحمل بيدها ـ إذ ترقص ـ قارورة ذات ثقوب ترش منها على رؤوس الحاضرين وثيابهم ماء زهر أو ماء ورد. وقد بقيت هذه القارورة في أعراس القرى، ولكنها ترش اليوم عطوراً حديثة.
ما لم يتغير هو أن ماء الورد وماء الزهر لا يزال داخلاً في بعض طعامنا أو بعض حلوانا. فنحن نطيّب بهما السحلب والأرز بالحليب، فإن عزّ هذا الضرب من الماء جعلنا في طبخة السحلب أو طبخة الأرز بالحليب أوراق ليمون غضة.. وعلى الإجمال، يمكنك الحصول من محالّ بيع الحلوى على حلوى مطيّبة، كما يمكنك شراء زجاجات ماء الزهر وماء الورد المعروضة على أرفف هذه المحال نفسها.
وأما أن ماء الزهر وماء الورد علاج من آلام وأمراض، فأمر شائع الى أيامنا.
والآراء في نجاعة هذا الماء كثيرة، وكلها يؤكد أن لكل ألم وكل مرض ماء زهر مخصوصاً، وغالباً ما يصف لك جار أو قريب، ماء زهر بعينه مع تعيين مقدار الجرعة وعبارة "واحدة بواحدة"؛ أي أن مفعوله الطبي مضمون.
من جانب آخر يشكل تقطير ماء الزهر وماء الورد وسائر النباتات جزءاً من الاقتصاد المنزلي في الريف، وهو حرفة النساء غالباً، وتقطيره يكون للتخزين مؤونة، أو للبيع من الراغبين، أو هدايا للضيوف. وربما لعبت "فترينة" ربة بيت دور الصيدلية؛ يأتي إليها من يعاني مغصاً أو صداعاً، ويطلب ماء زهر فيجده.
والتقطير في القلمون ومغدوشة حرفة كسائر الحرف اليدوية، وهو فيهما مصدر رزق. وقد كانت الدكاكين المنتشرة على جانبي طريق القلمون ـ قبل فتح الأوتوستراد الجديد، البعيد بحيث يؤثر في الحرفة ـ محطة للحافلات؛ ينزل ركابها فيشربون الليموناضة ويشترون زجاجات ماء الورد وماء الزهر. ولا يزال التقطير حرفة أكثر الأهالي في القلمون. وهو أكثر ازدهاراً في مغدوشة التي غرس أهلها مساحات واسعة من بساتين الأبو صفير، ومنها يجنون الزهر أطناناً في كل موسم، حتى إنهم يستعينون بعمال على قطاف الزهر في أوان قطافه.
ونترك حديث الأدوات والتقنيات لسيدتين من القلمون ومغدوشة، مع ملاحظة اختلاف يسير بين هيئة "الكركة" في هذه البلدة وهيئتها في تلك، مع أن لهما الميكانيكية نفسها، ومبادئ التقطير نفسها. ومن محاسن المصادفة أن هذه الكركة تُصنع في القلمون، وقد يؤتى بها من طرابلس أو من الشام.
ماء للهضم والسعال
حين لا تشتغل السيدة سهام بلوط بتقطير ماء الزهر، فإنها تصرف جهدها في إعداد شراب "الليموناضة" للعابرين الذين يختارون طريق طرابلس القديمة طلباً للسفر والنزهة معاً. ومحل السيدة بلوط الى يسار المتجه نحو طرابلس، وهو ليس المحل الوحيد. فالمحالّ إجمالاً ـ هنا في هذه البلدة الساحلية ـ تبيع ماء الزهر على اختلافه، أو تبيع الأواني النحاسية ذات الملامح الشرقية.
أما محترف التقطير، ففي غرفة خلفية واسعة تلي المحل. وهو محترف تحتشد فيه، الى جانب الكركة ووجاق التسخين، قوارير زجاجية مختلفة الأحجام بين "ألفية" و"قنينة"، غير الأعشاب المستخلّصة عصارتها، أو الأعشاب والأزهار المعدّة للتقطير.
تجلس بلوط على إفريز واطئ، قريباً جداً من الكركة، وتروح تراقب عملية التقطير. فكل شيء يجب أن يكون محسوباً بدقة، وإلا فسد ماء الزهر، أو جاء قليل العناصر.
تقول إنها سلخت خمسة وثلاثين عاماً من عمرها البالغ أربعة وستين عاماً، في هذه الحرفة.. وهي تعلّمت الحرفة من والدتها والأقارب، "وكل أهل الضيعة يهتمون بتقطير ماء الزهر".
فما الذي تستخرجينه بواسطة الكركة؟
ـ أستخرج ماء الزهر وماء الورد وماء الزعتر والقصعين، وغير ذلك.
هذه فيها عناصر طبية؟
ـ بالضبط! ماء الزهر لعلاج مغص الأطفال والقالوع، ووجع البطن عموماً. وهو مستحب في صنع الحلوى، ومثله ماء الورد.. وماء الورد أيضاً علاج جيد للرمد في العيون، والزعتر لا يفْضُلُه شيء.. إنه مهضّم نموذجي.. إذا أكلت طعاماً وتضررت منه إشرب قليلاً من ماء الزعتر وأنت "تهضّم" بدقيقة.. ثم إنه علاج فاعل للسعال، ومثله ماء القصعين.
في أي المواسم يتم التقطير؟
ـ في الربيع والصيف، في موسمي الزهر والنباتات الطبية.. في الصيف أيضاً نصنع الليموناضة.
المصلحة تدوم؟
ـ طبعاً تدوم.
علّمت أحداً صنعتك؟
ـ (تضحك بمرح): أهل الضيعة كلهم متعلّمون.. كلهم يعرفون التقطير.
علاج لكل الأمراض
ومثلها السيدة إنيات ايليا في مغدوشة، ولكنها تقف أو تجلس الى جانب الكركة، وتراقب دقة التقطير.
تذكر أن زوجها جورج شباب "معلم ورقة باطون" في الأصل، ولكنه فضّل على حرفته الاشتغال بالزراعة، ولا سيما ضمان زهر الأبو صفير.. وتضيف ان شقيقتها مثلها تقطّر، وكذلك أهالي مغدوشة كلهم، إلا من كان موظفاً.
تؤكد إيليا ان التقطير "لا يكون إلا مرة واحدة، ثم نرمي الزهر بعد غليه لأنه لا يصلح بعد ذلك. وهذه الكركة تتسع لخمسة وسبعين كيلوغراماً من زهر الأبو صفير المغمور بالماء وفق تقدير دقيق: كل كيلوغرام من الزهر يقطر ليتراً من ماء الزهر. فإذا زادت كمية الماء جاء الماء المقطّر خفيفاً".
يبدو أنكم غيّرتم وسيلة التسخين؟
ـ في الماضي استعملنا الحطب.. اليوم نستعمل الغاز. والماء يحتاج الى ساعتين إلا ربع الساعة ليدخل في مرحل الغليان. وعملية التقطير كلها تحتاج الى اثنتي عشرة ساعة.
علّمتك والدتك الحرفة؟
ـ وكذلك علمتْ شقيقاتي..
من أين هذه الكركة النحاسية؟
ـ نأتي بها من القلمون أو طرابلس أو الشام.
وغير زهر الأبو صفير؟
ـ "نشيل" ماء قصعين وشومر وزعتر، وماء من سائر الأعشاب الطبية.
لكل ماء زهر خصائص علاجية طبعاً.
ـ ماء الزهر للضغط ومرض السكري.. ماء الشومر مفيد للنفساء والمرضع ومرضى السكري.. وهو مقوّ جنسياً أيضاً.
تلفت انتباهنا عبارتها الأخيرة، فلا ندري حقيقة الأمر. ولكن هذا دأب المشتغلين بتقطير ماء الزهر، وهو أيضاً دأب أصحاب محالّ البيع. فالحديث عن خصائص عجائبية جزء من الدعاية لترويج ماء الزهر والأعشاب. وما أكثر ما يتردد في شأن ماء الزهر والأعشاب. ولئن كان أكثر الكلام عن فوائد طبية، فإن في بعضه تحذيراً من المغالاة في الجرعات، وتحذيراً من تناول أعشاب معيّنة لمفاعيلها الضارة.
ولكن ماء الزهر نافع عموماً، وله مريدوه وأنصاره. وها هم أنصار الطبيعة، ودعاة العودة الى الطبيعة، يحرضون على أمرين: العودة إليها، وعدم تهديد نباتها بالانقراض.
وعلى أي حال: هذا ماء زهر لبنان.. منه علاجنا، ومنه مطيّبات حلوانا.. ولكي يبقى كذلك تحسن بنا معرفة كيف نقطفه، وكيف نبقي على جذوره وبذوره فلا ينقرض
فيونـ وردي ــكا
سويت بحث عن ماء الزهر لعيونك وطلعت لي هالمقاله ان شاء الله تفيدك:) ربيع فواز يشارف موسم تقطير ماء الزهر على نهايته، إلاّ ما كان من تقطير ماء الزعتر والقصعين، فهو عملية مستمرة، خصوصاً في بلدتين يقوم بعضُ اقتصادهما على التقطير: الأولى شمالية هي "القلمون"، والثانية جنوبية هي "مغدوشة". و"ماء الزهر"، كـ"ماء الورد"، اسم جامع لأنواع شتى من ماء العشب المُقطَّر بغرض الاستشفاء، أو بغرض تطييب الحلوى والطعام، وإن كان الغالب في "ماء الزهر" أنه خلاصة زهر الأبو صفير؛ هذا الصنف من الليمون الذي لا يؤكل بل يزرع شجره لتقطير زهره، أو لصنع المربى من قشره. والمعروف ان ماء الزهر كان ـ قبل اختراع الأدوية الحديثة ـ وسيلة الأمم المتحضرة كلها لمعالجة الأمراض وتطييب الحلوى والطعام، كما كان عطر عرائسها، وقد انتقلت تقنياته وأدواته الينا ـ نحن العرب ـ عن طريق الاحتكاك الحضاري مع الأمم السابقة الى التحضر. وحسبنا أن الأنبيق (اسم الآلة المسماة "كركة" في عاميتنا) لفظ يوناني. وتقطير ماء الزهر في لبنان، وفي سائر الأقطار العربية، قديم. وقد كان وسيلة لحفظ العناصر الطبية في الزهر والأعشاب بعد ذهاب مواسمها؛ ففي المواسم إنما يُعتمد، بصورة أساسية، على الاستحلاب، أو على تناول الزهر والعشب، كما نتناول الخضار، بأي طريقة كانت. ولا ريب في أن مستحضرات العصر، ما كان منها طبياً أو كان عطرياً، قد قللت من نفوذ ماء الزهر على أنواعه، مع العلم أن أكثر اعتماد هذه المستحضرات لا يزال على أنواع الزهر والعشب الطبي؛ حتى إن الإفراط في اقتلاع بعض أنواع الأعشاب يهدده بالانقراض، أو هو ـ في أحسن الأحوال ـ يلحق الضرر في لبنان مثلاً بقطاع تربية النحل. فقد شكا بعض مربي النحل أن أنواعاً من الأعشاب الطبية، ولا سيما الزعتر والقصعين، تُشحن أكياساً في بواخر الى حيث معامل العطور في العالم؛ الأمر الذي يحرم نحل لبنان أزهاراً رحيقية هي مصدر العناصر الطبية المنشودة في العسل. ولقد صار من الماضي استعمال ماء الزهر عطراً تتطيّب به العرائس، ويتطيّب به الرجال يضاً. غير أن ماء الزهر، ومثله ماء الورد، لا يزال يطيّب ماء شربنا. وفي أمس غير بعيد كان المحسنون يهرقون قوارير ماء الزهر في فسقيات المساجد؛ فقد روى بعض كبار السن في صيدا القديمة أن مسجد "الكتخدا" كانت في فنائه الخارجي بركة ماء، وكان المحسنون يطيّبون ماءها بماء الزهر، خصوصاً في الأعياد. وكان أهل بيروت ـ كما يروي آخرون ـ يأتون بالثلج في الصيف محفوظاً في طيات نسيج "الجنفيص" فيبردون به ماء الشرب المطيّب بماء الزهر، وكان ثمة متخصصون بنقل هذا الثلج على ظهور الدواب. تلك صور من الماضي اختفت، ومنها أن أم العريس، أو أم العروس، كانت أيضاً تحمل بيدها ـ إذ ترقص ـ قارورة ذات ثقوب ترش منها على رؤوس الحاضرين وثيابهم ماء زهر أو ماء ورد. وقد بقيت هذه القارورة في أعراس القرى، ولكنها ترش اليوم عطوراً حديثة. ما لم يتغير هو أن ماء الورد وماء الزهر لا يزال داخلاً في بعض طعامنا أو بعض حلوانا. فنحن نطيّب بهما السحلب والأرز بالحليب، فإن عزّ هذا الضرب من الماء جعلنا في طبخة السحلب أو طبخة الأرز بالحليب أوراق ليمون غضة.. وعلى الإجمال، يمكنك الحصول من محالّ بيع الحلوى على حلوى مطيّبة، كما يمكنك شراء زجاجات ماء الزهر وماء الورد المعروضة على أرفف هذه المحال نفسها. وأما أن ماء الزهر وماء الورد علاج من آلام وأمراض، فأمر شائع الى أيامنا. والآراء في نجاعة هذا الماء كثيرة، وكلها يؤكد أن لكل ألم وكل مرض ماء زهر مخصوصاً، وغالباً ما يصف لك جار أو قريب، ماء زهر بعينه مع تعيين مقدار الجرعة وعبارة "واحدة بواحدة"؛ أي أن مفعوله الطبي مضمون. من جانب آخر يشكل تقطير ماء الزهر وماء الورد وسائر النباتات جزءاً من الاقتصاد المنزلي في الريف، وهو حرفة النساء غالباً، وتقطيره يكون للتخزين مؤونة، أو للبيع من الراغبين، أو هدايا للضيوف. وربما لعبت "فترينة" ربة بيت دور الصيدلية؛ يأتي إليها من يعاني مغصاً أو صداعاً، ويطلب ماء زهر فيجده. والتقطير في القلمون ومغدوشة حرفة كسائر الحرف اليدوية، وهو فيهما مصدر رزق. وقد كانت الدكاكين المنتشرة على جانبي طريق القلمون ـ قبل فتح الأوتوستراد الجديد، البعيد بحيث يؤثر في الحرفة ـ محطة للحافلات؛ ينزل ركابها فيشربون الليموناضة ويشترون زجاجات ماء الورد وماء الزهر. ولا يزال التقطير حرفة أكثر الأهالي في القلمون. وهو أكثر ازدهاراً في مغدوشة التي غرس أهلها مساحات واسعة من بساتين الأبو صفير، ومنها يجنون الزهر أطناناً في كل موسم، حتى إنهم يستعينون بعمال على قطاف الزهر في أوان قطافه. ونترك حديث الأدوات والتقنيات لسيدتين من القلمون ومغدوشة، مع ملاحظة اختلاف يسير بين هيئة "الكركة" في هذه البلدة وهيئتها في تلك، مع أن لهما الميكانيكية نفسها، ومبادئ التقطير نفسها. ومن محاسن المصادفة أن هذه الكركة تُصنع في القلمون، وقد يؤتى بها من طرابلس أو من الشام. ماء للهضم والسعال حين لا تشتغل السيدة سهام بلوط بتقطير ماء الزهر، فإنها تصرف جهدها في إعداد شراب "الليموناضة" للعابرين الذين يختارون طريق طرابلس القديمة طلباً للسفر والنزهة معاً. ومحل السيدة بلوط الى يسار المتجه نحو طرابلس، وهو ليس المحل الوحيد. فالمحالّ إجمالاً ـ هنا في هذه البلدة الساحلية ـ تبيع ماء الزهر على اختلافه، أو تبيع الأواني النحاسية ذات الملامح الشرقية. أما محترف التقطير، ففي غرفة خلفية واسعة تلي المحل. وهو محترف تحتشد فيه، الى جانب الكركة ووجاق التسخين، قوارير زجاجية مختلفة الأحجام بين "ألفية" و"قنينة"، غير الأعشاب المستخلّصة عصارتها، أو الأعشاب والأزهار المعدّة للتقطير. تجلس بلوط على إفريز واطئ، قريباً جداً من الكركة، وتروح تراقب عملية التقطير. فكل شيء يجب أن يكون محسوباً بدقة، وإلا فسد ماء الزهر، أو جاء قليل العناصر. تقول إنها سلخت خمسة وثلاثين عاماً من عمرها البالغ أربعة وستين عاماً، في هذه الحرفة.. وهي تعلّمت الحرفة من والدتها والأقارب، "وكل أهل الضيعة يهتمون بتقطير ماء الزهر". فما الذي تستخرجينه بواسطة الكركة؟ ـ أستخرج ماء الزهر وماء الورد وماء الزعتر والقصعين، وغير ذلك. هذه فيها عناصر طبية؟ ـ بالضبط! ماء الزهر لعلاج مغص الأطفال والقالوع، ووجع البطن عموماً. وهو مستحب في صنع الحلوى، ومثله ماء الورد.. وماء الورد أيضاً علاج جيد للرمد في العيون، والزعتر لا يفْضُلُه شيء.. إنه مهضّم نموذجي.. إذا أكلت طعاماً وتضررت منه إشرب قليلاً من ماء الزعتر وأنت "تهضّم" بدقيقة.. ثم إنه علاج فاعل للسعال، ومثله ماء القصعين. في أي المواسم يتم التقطير؟ ـ في الربيع والصيف، في موسمي الزهر والنباتات الطبية.. في الصيف أيضاً نصنع الليموناضة. المصلحة تدوم؟ ـ طبعاً تدوم. علّمت أحداً صنعتك؟ ـ (تضحك بمرح): أهل الضيعة كلهم متعلّمون.. كلهم يعرفون التقطير. علاج لكل الأمراض ومثلها السيدة إنيات ايليا في مغدوشة، ولكنها تقف أو تجلس الى جانب الكركة، وتراقب دقة التقطير. تذكر أن زوجها جورج شباب "معلم ورقة باطون" في الأصل، ولكنه فضّل على حرفته الاشتغال بالزراعة، ولا سيما ضمان زهر الأبو صفير.. وتضيف ان شقيقتها مثلها تقطّر، وكذلك أهالي مغدوشة كلهم، إلا من كان موظفاً. تؤكد إيليا ان التقطير "لا يكون إلا مرة واحدة، ثم نرمي الزهر بعد غليه لأنه لا يصلح بعد ذلك. وهذه الكركة تتسع لخمسة وسبعين كيلوغراماً من زهر الأبو صفير المغمور بالماء وفق تقدير دقيق: كل كيلوغرام من الزهر يقطر ليتراً من ماء الزهر. فإذا زادت كمية الماء جاء الماء المقطّر خفيفاً". يبدو أنكم غيّرتم وسيلة التسخين؟ ـ في الماضي استعملنا الحطب.. اليوم نستعمل الغاز. والماء يحتاج الى ساعتين إلا ربع الساعة ليدخل في مرحل الغليان. وعملية التقطير كلها تحتاج الى اثنتي عشرة ساعة. علّمتك والدتك الحرفة؟ ـ وكذلك علمتْ شقيقاتي.. من أين هذه الكركة النحاسية؟ ـ نأتي بها من القلمون أو طرابلس أو الشام. وغير زهر الأبو صفير؟ ـ "نشيل" ماء قصعين وشومر وزعتر، وماء من سائر الأعشاب الطبية. لكل ماء زهر خصائص علاجية طبعاً. ـ ماء الزهر للضغط ومرض السكري.. ماء الشومر مفيد للنفساء والمرضع ومرضى السكري.. وهو مقوّ جنسياً أيضاً. تلفت انتباهنا عبارتها الأخيرة، فلا ندري حقيقة الأمر. ولكن هذا دأب المشتغلين بتقطير ماء الزهر، وهو أيضاً دأب أصحاب محالّ البيع. فالحديث عن خصائص عجائبية جزء من الدعاية لترويج ماء الزهر والأعشاب. وما أكثر ما يتردد في شأن ماء الزهر والأعشاب. ولئن كان أكثر الكلام عن فوائد طبية، فإن في بعضه تحذيراً من المغالاة في الجرعات، وتحذيراً من تناول أعشاب معيّنة لمفاعيلها الضارة. ولكن ماء الزهر نافع عموماً، وله مريدوه وأنصاره. وها هم أنصار الطبيعة، ودعاة العودة الى الطبيعة، يحرضون على أمرين: العودة إليها، وعدم تهديد نباتها بالانقراض. وعلى أي حال: هذا ماء زهر لبنان.. منه علاجنا، ومنه مطيّبات حلوانا.. ولكي يبقى كذلك تحسن بنا معرفة كيف نقطفه، وكيف نبقي على جذوره وبذوره فلا ينقرض
سويت بحث عن ماء الزهر لعيونك وطلعت لي هالمقاله ان شاء الله تفيدك:) ربيع فواز يشارف موسم تقطير...

مشكوووووره ياوخيتي والله انك خدومه مشاء الله عليك
حلولو
حلولو

جزاك الله خير ,

لأن أنا أشتريت ماء زهر وقلت أسوي بحث وطلع لي الموضوع الجميل هذا .
Mama zozo
Mama zozo
مشكوووووره ياوخيتي والله انك خدومه مشاء الله عليك
مشكوووووره ياوخيتي والله انك خدومه مشاء الله عليك
مع العلم ان بنتى بتستخدمه كتييييير