مابال طيفك00لم أعد أراه

حلم خطته أناملي شمسا تغمر حياتي بالنور والدفء ، ولكن داهمتها سحب الظلم لتخنق نورها حتى حجبتها من الظهور لم أيأس عادت أناملي لترسمه وريدا جديدا لقلب يختنق من جراثيم الفشل وتعود شفرة الواقع لتبتره وتنساب دماء الفرح على حياتي رغم التعب الذي أثقل جسدي عدت لأرسمه كفا حانية تمسح برفق على قلب أنهكته الصدمات المضمخة بخيبات الأمل000
لكن هذه الكف عاملت الجراح بكل قسوة فتمدد على مساحات الروح ملامح حلمي الذي رسمته منذ طفولتي اختبأ داخلي00 وبقيت وردة أحلامي ذابلة بلا ألوان00 وبقايا شذا يفوح منها حتى تلاشى00 لم أعد لرسم حلمي بعد أن اغتيل ، اكتفيت بالبكاء 00 ومعاقرة ليلي الحزين00حتى بزغ صوت من أعماق الليل00أسكت دمعي ، وناداني 00
سألته : من أنت ؟
فرد صوته عذبا رقيقا : أنا حلمك00 أنا أملك00 أنا مستقبلك00أنا من رسمته يوما بأناملك00
فأجبته 00كيف ذلك ؟ وحلمي قد غيبه الموت00 وأوريته تحت التراب00
قال : كلا00 أنا لم أمت00 أنت لم تري جثماني 00 ولم تواريه التراب 00 بل ذلك جثمان عزيمتك 00 دفنتي بيداك الهمة00 أما الأحلام فلا تموت00 هي بداخلك وداخل كل إنسان00
- ولكن يا حلمي مابال طيفك00 لم أعد أراه ؟ 00 مابالي أعيش على أطلالك ؟ ولم أعد أشعر بوجودك ؟
فأجابني00 أنت من أجبرني على الرحيل00 متى كانت الأحلام تتحقق دون تعب أو عناء00 لا تقولي تعبت00 أين هي عزيمتك00؟ أين ذهبت همتك00؟ أتسيرين في بداية الطريق00لتقفي في منتصفه00؟
أخبرته بأني لم أقف في منتصف الطريق00 بل واصلت حتى أدميت قدماي00 دون أن يتحقق !
أجابني : لا تخادعي نفسك00 لما إذن لم تعد أناملك لرسم حلم جديد00 لماذا ؟ كل مافعلتيه هو البكاء00 والعيش على الأطلال00 أهذه هي العزيمة ؟
سألته من بين دموعي : لم أزرع الأزهار00فتمتد أيدي الغدر لسحقها ؟
مابالي أداوي جراحي00وغيري يتلذذ بتجديدها ؟
لما أرسم الابتسامة على ثغري00فأجد نظرات تقطر سخرية ؟
لما أتعب في بناء أحلامي00ثم يهدمها غيري بكل سهولة ؟
أجابني : كلا00من حولك ليس لديهم القدرة على قتل الأحلام00لأنها بداخلنا00 لأنها امتزجت بدمائنا وسرت في عروقنا وأوردتنا00فكيف يستطيعون قتلها ؟ قد يقدرون على إعاقتك00 ولكن ليس لديهم القدرة على اغتيال الأحلام00 كوني ذات همة وقاتلي دوني00ألست مستقبلك وأملك ؟ غذن سخري جل طاقتك من أجلي وتحقيقي00 لاتكوني هشة00 بل كوني مقاتلة قوية00 ابتسمت وسألني حلمي وأنا أمسك القلم00
هل ستعودين لرسم حلم آخر ؟
قلت له كلا : فأنا لا أستطيع فهو أكبر بكثير من أن أرسمه00لكنه يحتل مساحة كبيرة من قلبي00 بل قلبي كله00إنه حلمي الكبير00( سلعة الله الغالية00 الجنة00) إنه حلم لن يموت بإذن الله00سيظل ينبض حتى أنفاسي الأخيرة00ومادامت الجنة هي حلمي الكبير00فسأسخر كل طاقتي لها00أعرف أن حلمي كبير00وأنه كلما كبر الحلم00كلما عظم وكبر الطريق إليه00سأقبض بيدي على الجمر00مهما اشتد لسعها00وعظم ألمها في سبيل تحقيق حلمي ، حيث الرسول وصحبه الكرام البررة00هناك حيث لاحزن ولا هم00ونعيم دائم بلا انقطاع00
آه ياحلمي الجميل00عبثا أحاول وصفك00وعبثا تحاول أناملي رسمك00
أيها الحلم00
أيتها الجنة00
ياسلعة الله00
كم اشتقت إليك00