ماتت أمي فماذا كتب أخي عنها (الله يرحمك ويسكنك فسيح جناته)

هذي كلمات كتبها أخي يوم وفاة أمي الغاليه(الله يرحمهاويسكنها فسيح جناته) في أحد المنتديات
يوم الجمعة ..

كان موعد اللقاء الاخير ..

رن هاتف جوالي .. نظرت الى الرقم .. انه اخي الكبير .. انقبض قلبي ولم ارد !!

لحظات .. رن مرة اخرى .. اخي الاصغر .. لم ارد !! لا تسألوني لماذا !!

اصبح حالي كالمجنون !!

ادور في البيت لا ادري ما اصنع ..

اتصلت على اخي فقال احضر بسرعة .. امي متعبة !!

لم تحملني رجلاي ..

ذهبت للمستشفى وكان اخي الصغير يتصل كل دقيقة ولا ابالغ ..

وصلت واذا به يستقبلني وعلى وجهه الحزن ..

كل الحزن ..

امسك يدي وادخلني على امي ..

كانت اخواتي جالسات فلم رأينني انفجرن باكيات ..

التفت على امي فاذا بها مغطاة ..

حاولت تكذيب ما ارى ..

شفيه ؟؟ شصاير ؟؟

اقولها وانا انتظر رداً غير ما ارى الحال عليه !!

لم ترد اي واحدة منهن بل ازددن بكاءاً ..

تقدمت ووقفت على راسها المغطى ..

مددت يدي وكشفت عن الغطاء فاذا بها امي ..

وجه النور ..

رمز الطهر ..

ناديتها ..

يمه .. يمه ..

ردي علي ..

يمه .. زاد بكاء اخواني من خلفي ..

قبلت راسها وخديها وكل وجهها ..

وارجعت الغطاء وانا غير مصدق ..

انزلناها لثلاجة المستشفى وذهبت لاصلي العصر ..

لا ادري كيف صليتها ..

من الغد دخلت للجامع لصلاة الظهر ثم الصلاة عليها ..

لما دخلت اخذت استرق النظر للجسم الممدد خلف الحاجز ..

انها امي ..

ريتني مكانها ..

ريتني كنت انا المسجى لا هي ..

صلينا الظهر ثم عليها واخذناها للمقبرة وفي المقبرة كانت النظرة الاخيرة ..

وقفت بعيدا احاول تكذيب ما ارى ..

وما صحوت مما انا فيه الا واحدهم يمسك بيدي ويسحبني ويقف بي على القبر قائلاً :

احثوا على قبر امك التراب !!

كيف احثوا واهيل التراب على جسد كله طهر ..

على قلب امتلأ حبا ..

ولكن تلك هي سنة الحياة ..


امي ..

دَثّرِينِي وارْحَلِي .. لَملِمِي شَعثًا مُذَابْ

اعْجِنِيْ مِنْ حُزْنِيَ المُلْتَاعِ ألْوَانَ العَذَابْ

لا تَقُولِي إنّني نَجْمٌ تَوَارَى فِيْ غِيَابْ

لا تَزِيْدِي لَوْعَةََ المُشْتَاقِ وَاهْمِي كـ السّحَابْ

احضُنِينِيْ وارْحَلِي كالأمْسِ يَخْبُو فِيْ ارْتِيَابْ

أنتِ ذِكْرَى أنتِ طيفٌ عابرٌ يَحْكِي سَرَابْ!

..

كلّما ناديتُ أمّي دَاعَبَت جَفْنِي الدّمُوعْ

دَاهَمَتْنِي فِي الدُّجَى والشّوقُ يَجتَاحُ الضّلُوعْ

فتندّى القلبُ يَسْتَجْدِي مِنَ الشّمْسِ السّطُوعْ

لكنِ الشّمسُ تَنَاءَتْ، غَادَرَتْ دُونَ الرّجُوعْ


فالتَحَفْتُ الّّليلَ أطْوِيهِ على ضَوءِ الشّمُوعْ

ومضيتُ الدّربَ وَحْدِي حَائِرًا بَيْنَ الجُمُوعْ

..

وسؤالٌ يحتويني

أيّ حُزنٍ حاكني نسجًا وريفًا باغترابْ؟

أيّ سَعْدٍ أرتَجِي والمَوجُ يُقصيهِ اضْطِرَابْ؟

قد يمرُّ العمرُ والأحلامُ من حولي ضَبابْ

تخنُقُ الأنفاسَ في جوفي بسُؤلٍ لا يُجابْ

أيُّ سَعْدٍ؟ وجهُ أمّي غَائِبٌ تَحْتَ التُّرابْ

..

كُلّ طفلٍ يا عيونَ اليُتمِ قَدْ ملّ الإيَابْ

دونَ حُضْنٍ يَحْتَوِي رعْشَاتِهِ دون انْتِحَابْ

ياقلوبًا شفّها فقدُ حبيبٍ ووِصَابْ

ألمُ اليُتمِ عصيبٌ، غصّةُ اليُتم عذابْ

فلتُعيدوا لليتامى فرَحًا ولّى وغابْ


( انك ميت وانهم ميتون )

ذلك هو العزاء الحقيقي ..


يا احبه .. يا اخوه .. امي ذهبت ولن ترجع لكن كلمة اهمسها في اذن كل من امه لا تزال حية ..

اسرع .. اسرع وقبل يديها واستسمح منها ..

واعلم ان لزوم قدميها وطاعتها هي طريقك الى الجنة ..

(وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا )

رحمك الله يا امي وجعل قبرك روضة من رياض الجنة ..

امين امين امين ..
إخوتي يا كل من دعا لوالدتي بالشفاء حال مرضها شكر الله لك وإن كان لي عليكم من حق الآن فألحوا على الله أن يكرم نزلها ويوسع مدخلها ويغسلها بالماء والثلج والبرد وينقيها من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ..