وفاة مفكر .. وزعيم
انتقل إلى رحمة الله تعالى رئيس جمهورية البوسنة والهرسك السابق "علي عزت بيجوفيتش" بعد معاناة مع المرض، ويعد ـ رحمه الله ـ من أوائل العاملين للإسلام في البوسنة، ومن الزعماء المسلمين الذين تعرضوا للسجن والتعذيب والاضطهاد، فقد حكم عليه في العهد الشيوعي في عهد "جوزيف تيتو" بالسجن لمدة خمس سنوات؛ لعلاقته بمنظمة الشبان المسلمين، تلك المنظمة التي ساهمت في التعليم الإسلامي والأعمال الخيرية في البوسنة.
كما تم تأسيس الحزب العمل الديمقراطي على يده ليكون ممثلاً للمسلمين وغيرهم في البوسنة والهرسك، ونادى من خلاله بقيام دولة مستقلة، ثم ترأس أول جمهورية مستقلة للبوسنة التي شهدت صراعات مريرة ومذابح كبيرة تعرض لها المسلمون.
لقد شكلت كتب الراحل ومنها كتاب "الإعلان الإسلامي"، الذي يعد من أول مؤلفات علي عزت ـ أهمية خاصة في الفكر الإسلامي، وقد وضع في طياته خلاصة فكره ونظرته لقضايا العالم من خلال فهمه للإسلام، ويتضمن هذا المؤلفآراءه وخلاصة تجاربه.. يقول فيه: "إن العالم الإسلامي يمر بمرحلة مخاض، ومهما تكن النتيجة؛ فإن أمتنا لن تكون كماكانت عليه في الخمسين سنة الأولى من القرن العشرين، وتحاول القوى الدولية استغلالالوضع السائد في العالم الإسلامي لتحقيق أهدافها بوسائل مختلفة لتأمين هيمنتها علىالمسلمين، وإبقائهم في قاع التخلف والتبعية للغرب، إن ما نناضل من أجله هو إخراجالمسلمين من دائرة التخلف والفقر والاعتماد على الآخرين، وإن جذور الجهاد لا تزالحية، لقد مضت قوافل الشهداء وهي تقاتل الجاهلية، نريد بخطوات واثقة أن نقف علىبداية طريق العودة إلى سيادة أنفسنا ومستقبلنا، وإقامة مجتمع إسلامي موحد من طنجةإلى جاكرتا".
بعد صدور الكتاب أشاعت حكومتا الصرب والكروات ضجة ووصفوه بأنه "المنفستوالإسلامي" الذي يدعو إلى الجهاد لإقامة دولة إسلامية في قلب أوروبا؛ فقدم الراحل بيجوفيتش مع ثلة من زملائه المثقفين إلى المحاكم، وحكموا بتهمة العمل ضد نظام الدولة وأمن شعبها، وتمت محاكمة بيجوفيتش وصحبه محاكمة سريعة وشبه سرية، حتى لا تلفت الأنظار، بهدف قمع أي فكر إسلامي والقضاء على أصحابه، وأصبحبعدها كتاب "الإعلان الإسلامي" وثيقة اتهام لعلي عزت وللإسلام بصفة عامة عند الصرب والكروات.
ومن المقاطع المهمة التي يضمها الكتاب: ما قاله عن التربية الصحيحة للشعب التي تتطلب أن تكون وسائلالاتصال الجماهيري، وخاصة الصحافة، والإذاعة، والتلفاز، والأفلام، بيد أشخاص يحسنونتقديمها بسجايا إسلامية، وهذا لا يعني أن الفكر في النظام الإسلامي يخضعللدكتاتورية، وإنما يعني الحفاظ على نسق الأخلاق وصلاح تربية النشء، وطريقنا يقوم على كسب الإنسانوليس الاستيلاء على السلطة.
وعن المرأة قال: " لابدمن تعليم المرأة ورفع مستواها التثقيفي والتعليمي؛ لكي تقوم بدور المربية للأجيال،وجميع أنواع الاستغلال والاحتكار يجب أن تنتهي".
ومن كتبه الأخرى ـ رحمه الله ـ كتاب "الإسلام بين الشرق والغرب" يتناول الإسلام تناولاً جديداً، شاملاً،عميقاً، ويفتح أفقاً واسعاً للنظر للإسلام كدين وحياة تضعه فيقلب الحضارة الإنسانية المعاصرة، وقد كان من المفكرين المسلمين الذي مزج الفكر بالسياسة، وألغى النظرة السائدة في المجتمعات الأوروبية عن الإسلام، وأثبت أنه دين حياة، وأنه ليس ديناً محصوراً في المسجد فحسب.
إن حياة علي عزت بيجوفيتش تعتبر نموذجاً للكفاح والنضال والصبر وقوة العزيمة والثبات على المبادئ وبعد النظر.
ولعلنا نختم بهذه الكلمات الجميلة حيث يقول: "هل نريد حقًّا أن يترك المسلمون الدوائر المغلقة التي يمشون فيها حول أنفسهم؟ هل نريدهم أن يتركوا التخلف والفقر والاعتماد على الغير؟ إذن، علينا أن نعرف جيدا الطريق الذي سيوصلنا إلى ذلك الهدف: إنه يتركز في تمكين الإسلام في كل مجال بحياتنا؛ سواء على المستوى الفردي، الأسري، أم المجتمعي… وكذلك بناء مجتمع إسلامي متميز يمتد من المغرب إلى إندونيسيا".
لم تكن تلك العبارات جوفاء، بل كانت ممارسة عكف عليها طوال حياته ليخرجها إلى النور.
نسأل الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يصلح أحوال المسلمين، وإنا لله وإنا إليه راجعون
منقول

زهرة جدة @zhr_gd
المتميزة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.


بارك الله فيك اختى زهرة جدة
ما احوجنا لنرى كفاح هؤلاء الابطال الذين سبقونا على درب الكفاح لنصرة هذا الدين
ان لله و انا اليه راجعون اللهم اجرنا فى مصيبتنا و خلفنا خيرا منها
و جعل الله جهاد الرجل فى ميزان حسناته
ما احوجنا لنرى كفاح هؤلاء الابطال الذين سبقونا على درب الكفاح لنصرة هذا الدين
ان لله و انا اليه راجعون اللهم اجرنا فى مصيبتنا و خلفنا خيرا منها
و جعل الله جهاد الرجل فى ميزان حسناته

الصفحة الأخيرة
ولا حتى خبر صغير......مع ان انجازاته كانت مثل ما ذ كرتي عظيمه جدا ....
ومع ذلك اشكرج يا اختي على جهودج ....وجزاك الله الف خير
مع تحياتي ....ز