منقول من ايميلي ..
بقلم >> سلمان الحردان
بلاغ في مهب الريح
في الحقيقة ما جعلني أعود بهذه الأحرف هو أحد المواقف والذي أهيب واشد على على أزر احد المؤسسات الحكومية اللذين أسال الله أن يمدهم بالقوة والصبر على مايجدون ..
اتصل بي أخي الحديث بالسن حينما كان يتواجد في بيت جدتي في احد أحياء الرياض , وقال لي بأنه وجد علب ماء فوق سطح الملحق الخاص بمنزل جدتي ( أطال الله في عمرها ) وتلك العلب كانت تبعث بروائح أشبه بريح ( المناكير ) على حد تعبيره . وان تلك العلب متواجدة بكثرة في ذلك المكان .
حينها طلبت منه أن ينزل من مكانة ولا يخبر احد حتى أعود من مكان عملي ( خارج الرياض ) لكي يتسنى لي البحث في الموضوع .
وفي اليوم التالي بالفعل اتجهت للرياض في بداية عطله أسبوعية وعند الفراغ من السلام على الأهل اتجهت فورا للسلام على جدتي وعند مغادرتي تذكرت ذلك الموضوع فأحببت أن اصعد وأتأكد بنفسي .
صعدت إلى سطح الملحق وهناك كانت المصيبة , حيث وجدت عدد لا يستهان به من علب الماء ( كبيرة الحجم ) بعضها منظم وبعضها مبعثر وما إن اقتربت من تلك العلب حتى بدت الروائح تفوح . اقتربت وأخذت بإستشمام العلب واحده تلو الأخرى حتى تبين لي أن ما يوجد بداخل هذه العلب ما اهو إلا ( عرق ) أي مسكر مصنع محليا .
انتابني الشعور بالغرابة فكيف لبيت لا يسكنه إلا تلك العجوز والخادمة الخاصة بها يحتوي على ذلك الكم الهائل من الخمور ...؟
أخذت بالتفتيش في أرجاء المكان فوجدت أن احد الأحواش لأحد الجيران يوجد به سلم يؤدي إلى سطح الملحق الخاص ببيت جدتي .
هنا اتضح لي بأن مصدر تلك العلب هو ذلك المنزل المجاور والذي يقطنه مجموعة من العمالة الأجنبية . أخذني الشيطان إلى التفكير في الدخول الى ذلك البيت ولكن ماذا بعد الدخول ..؟
ثم أمرني عقلي الباطني بالتوجه لأقرب مركز شرطه للإبلاغ عن هذا المصنع أو المروج وأخذ الإحتياطات اللازمة لحماية تلك العجوز من غدر احد السكارى أو التهجم عليها .
اتجهت فورا لاقرب قسم شرطه متواجد بالحي وتوقعت مما درست من العلوم الأمنية بأني ما ان أشرح تلك الحادثة حتى يؤمر لي برجال امن للتفتيش او حتى على الأقل تدوين محضر البلاغ ومحضر المعاينة .
وجدت على بوابة الدخول شرطي مستهتر يتكلم من أرنبة انفه وعند دخولي وجدت عسكري آخر يقدم لي النصائح وكأن لسان حاله يقول ( ياخي اتلف هالبلاوي ويادار ما دخلك شر ) لكن ومع مطالبتي له بتدوين البلاغ طلب مني الاتصال بالرقم 999 حتى يتسنى لهم خدمتي , وفعلا قمت بالاتصال على الرقم وعند شرح المشكلة طلبوا مني التوجه الى نفس قسم الشرطة وعندما أبلغتهم بأن القسم هو من حولني إليهم طلبوا مني الاتصال برقم أمني آخر واتصلت بالرقم الآخر وطلب مني التوجه لقسم الشرطة المتواجد بالحي . وهكذا هي حالة البلاغ الكل يرمي الحمل على الآخر وفي آخر المطاف ألهمني الله بفكرة التوجه لأقرب فرع من فروع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفعلا اتجهت إلى اقرب فرع
كان الباب مفتوح وحين دخولي وجدت احد الإخوة منهمك في قراءة احد الكتب دخلت وسلمت واستقبلني بترحيب ثم شرحت له المشكلة وكيف هو الوضع في منزل تلك العجوز .
في دقائق معدود احضر لي ورقه ( رسميه ) وقلم وقال اكتب المحضر وسنتوجه فور الانتهاء من كتابة المحضر لنكتب محضر المعاينة للموقع . وفعلا اتجهنا للبيت وتم معاينة الموقع ورصد الأدلة الدالة على الفاعل ومن ثم أخذنا تلك السموم لإتلافها مع الإبقاء على عينه .
ويتم حاليا مراقبة المنزل المجاور ( منزل العمالة الأجنبية ) حتى يتسنى لهم التأكد ما إذا كان صناعة وترويج أم ترويج فقط وريثما يصدر الإذن بالمداهمة .
في حين وقت كتابة هذا المقال اظن والله أعلم بأن الإذن قد صدر وأسال الله أن يطرح مروجي تلك السموم بيد رجال الهيئة حفظهم الله .
سؤالي لو لم يلهمني الله بالتفكير في الذهاب إلى مركز الهيئة ولم يتم تدوين البلاغ ولا المعاينة ماذا سيكون حال تلك العجوز العمياء لو غدر بها احد هؤلاء الأجانب ..؟
ماذا لو تم تفتيش المنزل ووجدت تلك المضبوطات في المنزل فالمتهم الوحيد هي تلك المرأة العمياء ..!
برأيي المختصر و المتواضع أن الفرق بين رجال الهيئة وأغلب المؤسسات الحكومية الأخرى كالفرق تماما لمن يعمل العمل لوجه الله تعالى ومن يعمل ويفكر في انتهاء الدوام وآخر الشهر .
لن اعلق على تلك القصة لأني أرى أني أسهبت في شرح القصة ولكي اترك لكم الحكم والدعاء أيضا لرجال عاهدوا الله جهد ايمانهم .
نرى بعض الأخطاء الصغيرة لرجال الهيئة ونبرز لها العناوين بالبنط العريض في أولى صفحات الصحف أما أخطاء بقية الأجهزة والمؤسسات الحكومية فلا أرى ولا اسمع ولا أتكلم ..
صوره مع التحية لمن يطالب بإقفال مراكز الهيئة ويخصص جل حديثه عن أخطاؤهم ..
مع التحية
بقلم // سلمان الحردان
تواقيع وحروف
تغريد..... @tghryd_15
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
*عـــــروب*
•
جزاك الله خير
الصفحة الأخيرة