ماذا أفعل إذا كان طفلي مصاباً بالمغص؟

الأمومة والطفل

ما هو المغص الحاد بالضبط؟

يعاني قرابة 20 بالمئة من الأطفال الرضّع من المغص الحاد، وهو كلمة شائعة للتعبير عن حالة يبكي فيها الطفل بمرارة لأنه ليس على ما يرام. يبكي الطفل المصاب بالمغص ويهتاج أكثر من أربع ساعات يومياً، ولمدة تزيد على ثلاثة أيام في الأسبوع. يصيب المغص أي طفل وبنفس القوة، سواء أكان بكراً أم كان آخر العنقود، صبياً أم بنتاً.

من الصعب معرفة من يشعر بقوة المغص أكثر، الطفل أم والداه، فالطفل المصاب بالمغص يتألم بشكل واضح، ويكون منزعجاً جداً ولا يستطيع السيطرة على نفسه. لكن يمكن للوالدين أيضاً أن يشعرا بالاضطراب وهما يسمعان بكاء طفلهما لساعات متواصلة، وقد لا يتمكنان في النهاية من منع نفسيهما عن البكاء!

كيف أعرف إذا كان طفلي مصاباً بالمغص الحاد؟

يبكي معظم الأطفال الرضّع أحياناً، وقد يبلغ في الواقع معدل بكاء الطفل السليم ساعتين ونصف الساعة يومياً، لكن الطفل المصاب بالمغص الحاد يبدو منزعجاً كثيراً إلى جانب بكائه المتواصل، وقد يعمد إلى مدّ ساقيه أو ثنيهما بالتناوب كي يتمكن من طرد الريح من أمعائه. ويأتي المغص عادة بين الساعة السادسة مساء ومنتصف الليل. وقد يحدث المغص في أي وقت وعلى مدار الساعة، لكنه يشتد بشكل عام في المساء.

عموماً، يصاب الأطفال الرضّع بالمغص ما بين أسبوعين وأربعة أسابيع خلال الأشهر الثلاثة الأولى، وفي بعض الحالات الأكثر سوءاً، قد يمتد المغص حتى الشهر السادس أو التاسع.

لماذا يصاب بعض الأطفال بالمغص؟

يحاول العلماء الإجابة عن هذا السؤال منذ أكثر من خمسين عاماً، ويلقون اللوم غالباً على جهاز الطفل الهضمي الذي يكون غير ناضج بعد، والواقع أن كلمة مغص بالإنجليزية (colic) ذات أصل يوناني "kolikos" مغص، و يمكن أن تكون قد اشتقت من كلمة قولون. ويمكن الرجوع إلى بعض النظريات العلمية في هذا الأمر. على سبيل المثال، يمكن اعتماد النظرية القائلة بأن أمعاء المولود الجديد لا تحتوي إلا على القليل من الأنزيمات والعصارات الهضمية التي تفكك المواد الغذائية، أو حسب البعض الآخر، يستمر جهاز الطفل العصبي بالنمو بعد الولادة فيكون متوتراً. هناك نظريات أخرى يؤمن بها البعض، وهي تقول بأن الطفل يكون متعباً جداً وأن المغص وسيلته للحد من الإزعاج المحيط به مما يساعده على النوم. يتعرّض الأطفال الذين يعيشون بين المدخنين أكثر من غيرهم للإصابة بالمغص.

هل المغص الحاد عارض خطير؟

ليس تماماً، ما عدا أنه يسبّب توتراً لدى أفراد الأسرة كلها. مع ذلك، لا بد من استشارة الطبيب للتأكد من عدم وجود فتق أو أي مشكلة صحية أخرى وراء بكاء الطفل المستمر.

سمعت أن نظام الأم الغذائي قد يسبّب مغصاً لدى طفلها. هل هذا صحيح؟

يمكن أن تكون الرضاعة الطبيعية كما الرضاعة من الزجاجة المسؤولة عن إصابة الطفل بالمغص.

قد يشعر الطفل الذي يحصل على الرضاعة الطبيعية أحياناً بالمغص بسبب نوع الطعام الذي تكون الأم قد تناولته. ربما تكتشف بعض الأمهات أن حليب البقر ومنتجات الألبان قد تسبّب المغص لدى أطفالهن، والتجربة أفضل برهان. إذا كنت مرضعة، حاولي أن تتوقفي عن تناول منتجات الألبان لبضعة أيام ولاحظي إذا حدث أي فرق. فلو تحسّن وضع طفلك، يكون السبب في طعامك. بخلاف ذلك، لا تيأسي، فعلى الأقل لست بحاجة لحرمان نفسك من الزبدة والحليب.

قد يبدو على بعض الأطفال الانزعاج إذا كانت الأم تتناول الكثير من الطعام الحرّيف (فيه الكثير من البهارات)، أو منتجات القمح، أو بعض أنواع الخضار. مرة ثانية، إذا أردت اختبار الأطعمة التي تسبّب مغصاً لطفلك، تجنبي الملفوف، والبروكولي ، والقرنبيط (الزهرة)، والثوم، والكافيين وغيرها من الأطعمة المهيجة لبضعة أيام.

فإذا تحسّن طفلك، تناولي هذه الأطعمة مجدداً عبر إضافة نوع واحد في كل مرة مع الانتظار عدة أيام بين النوع والآخر، هكذا يسهل عليك تحديد نوع الغذاء الذي يسبب المغص لطفلك، فإذا شكا من المغص ثانية بعد تناول نوع معين من الطعام فقد تعرفين أن عليك تجنب هذا النوع دون غيره. لا تتناوليه كي لا يسبب حساسية لطفلك غالباً ما تزول في نهاية الشهر الثالث من العمر. لكن هذا الثمن الذي تدفعينه يعتبر زهيداً جداً إن أردت إسعاد طفلك!

إذا كان طفلك يرضع من الزجاجة، عليك تغيير الحليب لتعرفي النوع الذي يسبب له الحساسية. في كافة الأحوال، سواء أكان طفلك يرضع من الثدي أو من الزجاجة، يجب التأكد من أنك ساعدته على التجشؤ أثناء الرضاعة وبعدها، فإن ذلك يعينه على التخلص من الضغط الذي يسببه الهواء الذي بلعه أثناء الرضاعة.

هل يسبب البكاء المرير أي أذى لطفلي؟

في الحقيقة، قد يكون الأمر أصعب على الوالدين اللذين يعانيان من الوضع المحزن والمستمر مع بكاء الطفل الذي يعتصر معه القلب، لكن يكون الطفل المصاب بالمغص على خير ما يرام!
منقووووووول
0
729

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️