
لو تأملنا لتألمنا لحال دقائقنا تمر هكذا دون استجواب
الوقت هو العمر المكتوب لك في اللوح المحفوظ
و هو السويعات التي تنتقلين فيها من مرحلة إلى أخرى
دون يقظة ولا فطنة ولا شعور
همك الوحيد الوصول عبر اليوم إلى تنفيذ جل الطلبات
و الرغبات للنفس و للمحيطين بك
و أيام الدنيا خزائن ممتلئة بأعمال الناس و أنت واحدة منهم
و هي زمن السعي المتعب والمتواصل إما إلى خير و إما إلى شر
ومن منطلق هذا الحديث الشريف أخاطبك أخيتي

الوقت نعمة من الله و هي فرصة العمر لإدراك حقائقها ومعرفة ما تصبو إليه
و هي التزود لدار القرار بقلب ممتلئ غبطة وحبور
و إن كنا نجهز له صفحات من الكراس لتنظيمه وتسطير محتواه ساعة ساعة
فهل تركنا صفحات العبادة شاغرة أم ملئت بغيرها من مغريات الحياة
إنتبهي أخية فهاهي دقائق عمرك توصلك إلى يومك المنتظر
و تقربك من منيتك رويدا رويدا
و قد قال ابن العتاهية :
من يعش يكبر ومن يكبر يمت
و المنايا لا تبــــــــالي ما أتت
و بحكم نشأتي بأسرة عمودها كان يدلي القيمة الكبرى للوقت
هي بذرة خير غرزها فينا كلنا أخي جزاه الله عنا خير الجزاء أضحيت أعد العدة لكل ثانية تمر علي
أختاه لا تعبثي بعمرك فإنك لو وقفت معي اللحظة على هذا الباب
لوجدت العجب العجاب من الناس
يلعبون بالاعمار و يقضونها بالنهار
في لغو كبير و عفونة الفضائيات فتهمل الفرائض
وتحشى البطون و العقول بما يوقف أنينها و تضورها
فقد صنع منهم هدر الوقت جيلا عجيبا
شكله مريب و حديثه غريب بارزة عليه علامات الميوعة والفساد
إنها سنوات العمر سنختزلها في دقائق حيث تتعطل الطاقة
وتشل الأيدي و تشخص الأبصار و تضعف العقول
إنه موت الأمة المحتم والذي لا هروب منه

الوقت والعمر ودقائقهما المعدودات أمانة عندك إقرئيها كل صباح
و عرجي على ما جاء فيها وكم مضى منها
وهل هي بالطريق الصحيح و السراط السوي؟

هي مشاركتي الثانية أضفتها للوقت و مدى أهميته عندي
و سيكون فيه تفصيل لمشاركة تضم يوميات صائمة إن شاء الله
علك تجدين بين طياتها ما يغير من رزنامة حياتك فتعيشين حبا في الله و كرها بالدنيا و نهايتك سعادة بالدارين

......................................................................
