ماذا تريد ان تكون عندما تكبر؟

ماذا تريد ان تكون عندما تكبر؟
رأيت صديقتي منذ فتره وهى مهمومة وهى سيده قد ناهزت الأربعين, فقلت لها خيرا إن شاء الله , هل حدثت مشكله في العمل او البيت؟ فقالت: بل هو العمل , أنا لا احب عملي ولا استمتع به , والمشكلة الأكبر أنى لو تركته لاادرى ماهو العمل الذي أريده وارغب به بشده . اى باختصار لا ادرى ماهو العمل الذي منذ صغرى كنت أقول لنفسي اريد أن اكون "كذا "عندما اكبر . قد تضحكين على ياصديقتى وتقولين بعد وصولك لمنتصف العمر تقولين هذا الكلام. ارضي بعملك واحمدي الله انك عندك وظيفه غيرك يتمناها. ولكن ياصديقتى عندى نفس لاترضى ولا تسكن فيها طاقه هائلة لاترضيها ولا تلبى رغبتها هذه الوظيفة .
من المحزن حقا أن تصل لهذا العمر ولا تعرف اجابه سؤال كنت تسال إياه عندما كنت طفلا. حيث ياتى احدهم ويقرص خدك ويسألك : ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر يا شاطر؟
ومن المؤلم كذلك أن تفتش في حنايا نفسك وعقلك ومواهبك فلا شيئا واضحا يدلك على ماذا1تريد كأنك تلاحق سراب في سراب.
فلا عملك الحالي يرضى نفسك فتهدا وتسكن ولا أنت تعرف بالتأكيد ماذا تريد فتلاحق حلمك وهوى نفسك.
ذكرني حديثي معها بكتاب قرأته مؤخرا يذكر فيه المؤلف عن صديقه وهو على فراش الموت يحتضر كان يبكى ويقول اتعل يا صديقي ان اكثر ما يحز في نفسي أنى إلى الآن لااعرف ماذا أريد أن أكون عندما اكبر.
اعتقد انه إنسان محظوظ جدا هو ذلك الذي حدد طريقه ورسم معالمه منذ صغره ثم حقق حامه وعمل بالوظيفة التى يحبها ويتقنها حتى صارت توسم به ويوسم بها سواء كان طبيب اوخياط او طباخ او مهندس , لايهم المهم هو عمل يحبه ويتقنه ويحس بالسعادة الغامره عندما يستعد للذهاب اليه كل صباح. فكثيرون لايملكون هذه النعمة.
اعتقد أن الأمر يحتاج الى صفاء نفس وتفكير , فالبحيرة لايرى قاعها إلا عندما تكون فى قمة الصفاء والسكون. وان يعتقد الشخص أن حياته تسير وفق خطه مرسومه وعليه فقط أن يقتنص الفرص واي علامه او اشاره تقوده الى ما يريد, وقبل ذلك وذاك أن يبتهل دائما إلى الله تعالى بالهدايه.