

هذا كتاب أعجبني فقلت في قرار نفسي يــــــاله من دين
والحمد لله أنني من المسلمين
(( ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ أكمل الدين بالنصر، والإظهار على الأديان كلها، فنصر عبده ورسوله، وخذل أهل الشرك خذلانًا عظيمًا، بعد ما كانوا حريصين على صد المؤمنين عن دينهم، طامعين في ذلك، فلما رأوا عز الإسلام وانتصاره يئسوا كل اليأس من المؤمنين، أن يرجعوا إلى دينهم، وصاروا يخافون منهم ويخشون، وأتم جل وعلا على عباده نعمته بالهداية والتوفيق، والعز والتأييد، ورضي الإسلام لنا دينا، واختاره لنا من بين الأديان، فهو الدين عند الله لا غير، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ 85].
وتأمل محاسن شرائع الإسلام الكبار، التي هي: إقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت،
1_ فعندما تتأمل الصلاة التي هي صلة بين العبد وبين ربه، تجد فيها الإخلاص لله، والإقبال عليه، والأدب والاحترام، والثناء والدعاء، والخضوع له، ومظهر الإجلال من العبد لربه، يؤدي واجب الإكبار والتعظيم والتقديس لسيده ومولاه
وعندئذ تمتلئ النفس من عظمة الله وهيبته وجلاله، فيخر المرء ساجدًا لله على أشرف أعضائه، مظهرًا للذلة وعندئذ تمتلئ النفس من عظمة الله وهيبته وجلاله، فيخر المرء ساجدًا لله على أشرف أعضائه، مظهرًا للذلة والمسكنة إلى من بيده مقاليد السموات والأرض
فمزايا الصلاة من ناحية الدين
خضوع لرب العالمين، وخشوع واعتراف بعظمة القاهر القادر، ومتى استشعر القلب ذلك، وامتلأت النفس من هيبة الله، كف عن المحرمات، ولا عجب من ذلك، فإن الله يقول عن الصلاة: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾ ، وهي أكبر عون للعبد على مصالح دينه ودنياه، قال الله تعالى:﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ﴾.
أما عونها على مصالح دينه، فلأن العبد إذا داوم على الصلاة، وحافظ عليها، قويت رغبته في الخير، وسهلت عليه الطاعات، وبذل الإحسان، بطمأنينة نفس واحتساب، ورجاء للثواب،
وأما عونها على مصالح الدنيا، فإنها تهون المشاق، وتسلي عن المصائب، والله سبحانه لا يضيع أجر من أحسن عملا، فيجازيه بتيسير أموره، ويبارك في ماله وأعماله.
2_ وانظر إلى ما أوجبه الله من الزكاة، ترى محاسن جمة
إصلاح حال الفقراء، وسد حاجة المسكين، وقضاء دين المدين، ومنها التخلق بأخلاق الكرام، من السخاء والجود، والبعد عن أخلاق اللئام، ومنها أنها تطهر القلب من حب الدنيا ببذل اليسير، ومنها حفظ المال من المكدرات والمنغصات الحسية والمعنوية ومنها دفع صولة الفقراء، ومنها أنها دواء للمجتمع، وطب للنفوس، بها يطهر المرء من رذيلة الشح، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ ...
3_ وتأمل الصيام وما فيه من المحاسن
أنه يبعث في الإنسان فضيلة الرحمة بالفقراء، والعطف على البائسين، فإن الإنسان إذا جاع تذكر الفقير الجائع، ومنها أنه بامتناعه عن الأكل يعرف فضل نعمة الله عليه فيشكرها، ومنها أن الصيام يقوي النفس على الصبر والحلم، لأن الصوم نصف الصبر، والصبر نصف الإيمان.......
4_ وتأمل ما في حج بيت الله من المحاسن
أنه مجمع لسراة المسلمين، يجتمعون فيه من مشارق الأرض ومغاربها في صعيد واحد، يعبدون إلهًا واحدًا، قلوبهم متحدة، وأرواحهم مؤتلفة في الحج، يتذكر المسلمون الرابطة الدينية، وقوة الوحدة الإسلامية ومن محاسن الحج تذكر المجمع العظيم في صعيد واحد، يسمعهم الداعي، وينفذهم البصر، وذلك في المحشر ﴿يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ حفاة عراة غرلا............
5_ ثم تأمل محاسن الجهاد في سبيل الله
فيه قمع أعداء الله، ونصر أوليائه، وإعلاء كلمة الإسلام، ومن محاسنه اكتساب حياة الأبد، فإنه إن قتل فقد أعلى دين الله، وإن قتل فقد أحيا نفسه، قال تعالى: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾.
6_ ثم تأمل ما جاءت به الشريعة من المعاملات
فمن محاسن البيع والشراء، وصول الإنسان إلى ما يحتاج إليه من مأكل ومشرب وملبس ومسكن، ومن محاسنه قطع مسافة الطلب
7_ ومن محاسن الإسلام النهي عن سوء معاملة الزوج لزوجته
وأن عليه أن يقارن بين المحاسن والمساوئ، فإذا كان منصفًا غض بصره عن المساوئ، إذا كانت محاسنها تغمرها، لاضمحلالها فيها.
وعن أبي هريرة t، قال: قال رسول الله r: «لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر» رواه مسلم.
8_ ومن محاسن الإسلام القصاص، وفرض العقوبات
لزجر النفوس الباغية، وردع القلوب القاسية، الخالية من الرحمة والشفقة.
ومن محاسنه تأديب الجماعات الطاغية، فحكم بقتل القاتل، وأمر بقطع يد السارق، ليحقن الدماء، قال تعالى:﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ﴾ الآية،
والقطع لحفظ الأموال، فيعيش الناس آمنين مطمئنين،
قال تعالى:﴿وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾، وحرم الزنا ومقدماته كالنظر إلى الأجنبيه، والخلوة بها، والقبلة واللمس، وأمر برجم الزاني، وقتل اللوطي على رءوس الأشهاد، وحكم بجلد الزاني البكر، مائة جلدة والتغريب، كل ذلك محافظة على الأنساب والأعراض، وحماية للأخلاق، وصيانة للأمة من الفناء والفساد، وحرم الخمر، وعدها أم الخبائث، وحكم على متعاطيها بالجلد، لارتكابه النقائص والخسائس، كل ذلك ليبقى العقل سليمًا، ويظل المال مصونًا، ويدوم الشرف والخلق طاهرًا نقيًا.
9_ ومن محاسن الإسلام الحث على المشورة والأخذ بها
متى كانت صائبة، متفقة مع العقل والمنطق والتجربة، قال تعالى:﴿وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ﴾.
10_ ومن محاسنه أن أفضل الناس عند الله أكثرهم صلاحًا وتقوى
قال تعالى: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾.
11_ ومن محاسنه الحث على العتق، وتحرير الأرقاء، والإحسان إلى المملوك.
12_ ومن محاسنه الحث على الإحسان إلى الجار والضيف والمسكين واليتيم.
13_ ومن محاسن الإسلام أنه يدعو إلى تبادل الألفة والمحبة، والتصافي والتعاون، قال r: «المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضًا».
14_ ومن محاسنه أنه يذم النزاع والكراهية والتفرقة، قال تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾. وقال الرسول r: «المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضًا».
15_ ومن محاسنه النهي عن النميمة والغيبة، والحسد والتنجسس، والكذب والخيانة، والآيات والأحاديث الدالة على ذلك كثيرة جدًا، فتذكر لها تجدها.
يتبــــــــــع
17_ ومن محاسن الإسلام الحث على العفو عن المعتدي ، قال تعالى: ﴿وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا﴾
18_ ومن محاسنه الدعوة إلى الصلح بين الأخوين، والنهي عن الهجران، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ﴾، وقال تعالى : ﴿وَالصُّلْحُ خَيْرٌ﴾ 128].
19_ ومن محاسنه النهي عن التقاطع والتدابر، والتباغض والتحاسد، قال r: «لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا ولا تحاسدوا» الحديث.
20_ ومن محاسنه النهي عن الاستهزاء بالناس، وذكر عيوبهم، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ﴾ الآية.
21_ ومن محاسنه النهي عن بيع الإنسان على بيع أخيه، والخطبة على خطبته، إلا أن يأذن أو يرد، لما ينشأ عن ذلك من العداوة والتقاطع.
22_ ومن محاسنه مشروعية السلام على المسلم، عرفه أو لم يعرفه.
23_ومن محاسنه الأمر برد التحية بأحسن منها أو ردها قال تعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا﴾ الآية.
24_ومن محاسنه الأمر بالتثبت فيما نسمعه، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾، وقال تعالى : ﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾ الآية.
25_ ومن محاسنه النهي عن البول في الماء الراكد، وفي ذلك العناية بالناحية الصحية، والوقاية من النجاسة والأمراض بإذن الله.
26_ ومن محاسنه النهي عن إيذاء المؤمنين والإضرار بهم، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾، وقال r: «من أكل الثوم والبصل والكراث، فلا يقربن مسجدنا، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم».
27_ ومن محاسنه النهي عن الأكل بالشمال، والشرب بها، لأنها لإزالة ما يستقذر، ولأن الشيطان يأكل بشماله، كما في الحديث.
28_ ومن محاسنه الأمر باتباع جنازة المسلم، لما في ذلك من الدعاء والترحم عليه، والصلاة عليه، وجبر خواطر أهله المؤمنين.
29_ ومن محاسن الإسلام تشميت العاطس، وإبرار المقسم، لما في ذلك من التآلف والتآخي، والدعاء لأخيك بالرحمة، ولما في إبراز القسم من جبر خاطره، وإجابة طلبه، ما لم يكن فيه شيء من مخالفة الشرع.
30_ ومن محاسنه إجابة دعوة المسلم، ولا سيما إذا كان لعرس، ولم يكن فيها ما يخالف الشريعة، أو يخل بالمروءة والإنسانية كما تراه اليوم عند بعض الناس من الملاهي والمنكرات، لأن في حضوره والحالة هذه تشجيع للفسقة وأهل المجون، وإعانة على نشر المعاصي، وعدم المبالاة فيها فإن كان يقدر على إنكار المنكر كإزالة التليفزيون ونحوه حضر وأزاله وإلا امتنع.
31_ ومن محاسن الدين الإسلامي أنه حرم على المسلم ترويع أخيه المسلم، إما بإخباره بخبر يفزعه، أو يشير إليه بسلاح، أو نحو ذلك.
32_ ومن محاسن الدين الإسلامي أنه نهى عن تشبه الرجال بالنساء، وبالعكس، بأن تتشبه النساء بالرجال، لما في ذلك من المفاسد، التي منها التخنث فيمن يتشبه بهن، في ملابسهن وحركاتهن وكلامهن، كما هو موجود عند بعض المنحلين، والمغرورين أصحاب الخنافس والتواليتات محلوقي اللحا.
33_ ومن محاسن الإسلام إتقاء مواضع التهم والريب، كي يصون ألسنة الناس وقلوبهم عن سوء الظن به، وورد أن صفية زوج النبي r جاءت تزوره وهو معتكف، فقام معها مودعًا، حتى بلغت باب المسجد، فرآه رجلان من الأنصار، فسلما عليه، فقال: «على رسلكما إنما هي صفية بنت حيي» فقالا: سبحان الله يا رسول الله وكبر عليهما، فقال النبي r: «إن الشيطان يبلغ من الإنسان مبلغ الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا»فهذا أشرف الخلق وأزكاهم، أبعد التهمة والشك عن نفسه.
وقال عمر t: (من أقام نفسه مقام التهم، فلا يلومن من أساء به الظن)
فالإسلام من محاسنه الابتعاد عن مواضع التهم والشبهات
34_ ومن محاسن الإسلام أن الإنسان إذا ابتلي بشرير من الأشرار، أو فاجر من الفجار، أو محب للإجرام، ينبغي أن يحذره ويبتعد عن شره، ويداريه ويتجنبه ما أمكن، قال أبو الدرداء: إنا لنبش في وجوه قوم، وإن قلوبنا لتلعنهم، ومعنى هذا مداراة الأشرار الذين لا تقدر على ردعهم، والإنكار عليهم، لخوفك من شرهم وأذيتهم، وإجرامهم، وتنكر بقلبك.
35_ ومن محاسن الإسلام الأمر بإصلاح ذات البين، والأدلة على ذلك من الكتاب والسنة كثيرة متظاهرة.
يتبــــــــــــــــــــــــــــــع