من أجمل قصائد الشاعر الراحل نزار قباني ومن أجمل الكلمات التي قيلت في مدينة دمشق ..
كتب نزار قباني هذه القصيدة في عام 1974 بعد عام واحد من انتصار الجيش السوري في حرب تشرين التحريرية
أتراها تُحبني مَيسونُ ****** أم توهَّمتُ والنساءُ ظنونُ
كم رسول أرسلته لأبيها ****** ذبحته تحت النقاب العيونُ
يا ابنة العم والهوى أمويٌ ****** كيف أخفي الهوى وكيف أُبينُ
كم قُتلنا في عشقنا وبعثنا ****** بعد موت وما علينا يمينُ
ما وقوفي في الديار وقلبي ****** كجبيني قد طرزته الغصونُ
لا ظباء الحمى رَدَدْنَ سلامي ****** والخلاخيلُ ما لهنَّ رنين
هل مرايا دمشق تعرفُ وجهي ****** من جديد أم غيرتني السنينُ ؟
يا زماناً في الصالحية سمْحاً ****** أين منّي الغوى وأينَ الفتونُ ؟
يا سريري ويا شراشف أمّي ****** يا عصافيرُ .. يا شذا .. يا غصونُ
يا زواريب حارتي خبئيني ****** بين جفنيك فالزمان ضنينُ
واعذريني إذا بدوتُ حزيناً ****** إن وجه المحبّ وجهٌ حزينُ
هاهي الشام بعد فرقة دهر ****** أنهر سبعةٌ .. وحورٌ عينُ
النوافير في البيوت كلامٌ ****** والعناقيد سكر مطحونُ
والسماءُ الزرقاءُ دفتر شعر ****** والحروف التي عليه .. سنونو ..
هل دمشق كما يقولونَ كانَتْ ****** حين في الليل فكر الياسمين ؟
آه يا شام كيف أشرح ما بي ****** وأنا فيك دائماً مسكون
سامحيني إن لم أكاشفك بالعشق ****** فأحلى ما في الهوى التضمين
نحن أسرى معاً وفي قفص الحب ****** يعاني السجانُ والمسجونُ
يا دمشقُ التي تقمصتُ فيها ****** هل أنا السروُ .. أم أنا الشربينُ ؟
أم أنا الفلُّ قي أباريق أمّي ****** أم أنا العشبُ والسحابُ الهَتون
أم أنا القطة الأثيرةُ في الدار ****** تلبي إذا دعاها الحنينُ ؟
يا دمشق التي تفشّى شذاها ****** تحت جلدي .. كأنه الزيزفونُ
سامحيني إذا اضطربت فإني ****** لا مقفّىً حبي ولا موزونُ
وازرعيني تحت الضفائر مشطاً ****** فأُريك الغرام كيفَ يكونُ
قادمٌ من مدائن الريح وحدي ****** فاحتَضنّي كالطفل يا قاسيونُ
احتَضنّي .. ولا تناقش جنوني ****** ذروة العقل يا حبيبي الجنونُ
احتَضنّي .. خمسين ألفاً وألفاً ****** فمع الضم لا يجوزُ السكونُ
أهي مجنونةٌ بشوقي إليها ****** هذه الشامُ أم أنا المجنونُ
حاملُ حبها ثلاثين قرناً ****** فوق ظهري وما هناكَ معينُ
كلمّا جئتُها أردّ دُيُوني ****** للجميلات حاصَرَتني الديونُ
إن تخلَّت كلُّ المقادير عني ****** فبعَيْن حبيبتي .. أستعينُ
يا الهي جعلتَ عشقيَ بَحراً ****** أحرامٌ على البحار السكونُ
يا الهي هل الكتابة جرحٌ ****** ليس يُشفى أم ماردٌ ملعونُ
كم أعاني في الشعر موتاً جميلاً ****** وتُعاني من الرياح السفينُ
جاء تشرين يا حبيبة عمري ****** أحسن الوقت للهوى تشرينُ
ولنا موعدٌ على ( جبل الشيخ ) ****** كم الثلج دافئٌ .. وحنونُ
لم أعانقك من زمان طويل ****** لم أحدّثك . والحديثُ شجونُ
لم أغازلك والتغزلُ بعضي ****** للهوى دينُهُ .. وللسيف دينُ
سنواتٌ سبعٌ من الحزن مرت ****** ماتَ فيها الصفصافُ والزيتونُ
سنواتٌ فيها استقلتُ من الحب ****** وجفت على شفاهي اللحونُ
سنواتٌ سبعُ بها اغتالَنا اليأسُ ****** وعلْمُ الكلام .. واليانسونُ
فانقسمنا قبائلاً .. وشعوباً ****** واستبيحَ الحمى وضاع العرينُ
كيف أهواك حينَ حول سريري ******يتمشّى اليهودُ والطاعونُ ؟
كيف أهواك والحمى مُستباحٌ ****** هل من السهل أن يحبَّ السجينُ؟
لا تقولي : نسيتَ .. لم أنس شيئاً ****** كيف تنسى أهدابهنَّ الجفونُ ؟
غير أن الهوى يصيرُ ذليلاً ****** كلما ذلَّ للرجال جَبينُ ..
شام.. يا شام.. يا أميرة حبي ****** كيف ينسى غرامـه المجنون؟
أوقدي النارَ فالحديث طويلُ ****** وطويلُ لمن نحب الحنين ُ
شمس غرناطةَ أطلت علينا ****** بعد يأس وزغردت ميسلون
جاء تشرين.. إن وجهك أحلى ****** بكثير... ما سـره تشـرينُ ؟
كيف صارت سنابلُ القمح أعلى ****** كيف صارت عيناك بيت السنونو ؟
إن أرض الجولان تشبه عينيك ****** فماءٌ يجري.. ولـوز.. وتيـنُ
كلُّ جرح فيها .. حديقة ورد ****** وربيعٌ .. ولؤلؤ مكنونُ
يا دمشق البسي دموعي سواراً ****** وتمنّي .. فكلُّ شيء يهونُ
وضعي طَرحَةَ العروس لأجلي ****** إنَّ مَهْرَ المُناضلات ثمينُ
رضيَ اللهُ والرسولُ عن الشام ****** فنصرٌ آت وفتحٌ مبينُ
مزقي يا دمشق خارطة الذل ****** وقولي للـدهر كُن فيـكونُ
استردت أيامها بكِ بدرٌ ****** واستعادت شبابها حطينُ
بك عَزَتْ قريشُ بعد هوان ****** وتلاقتْ قبائلٌ وبطونُ
إنَّ عمرو بنَ العاص يزحف للشرق ****** وللغرب يزحفُ المأمونُ
كتب الله أن تكوني دمشقاً ****** بكِ يبدا وينتهي التكويـنُ
لا خيارً أن يصبح البحرُ بحراً ****** أو يختارُ صوتَهُ الحسُّونُ
ذاك عُمْرُ السيوف .. لا سيفَ إلا ****** دائنٌ يا حبيبتي أو مَدينُ
هزم الروم بعد سبع عجاف ****** وتعافى وجداننا المـطعـونُ
وقتلنا العنقاءَ في ( جَبَل الشيخ ) ****** وألقى أضراسَهُ التنّينُ
صَدَقَ السيفُ وعدَهُ .. يا بلادي ****** فالسياساتُ كلُّها أَفيُونُ
صدق السيفُ حاكماً وحكيماً ****** وحدَه السيفُ يا دمشقُ اليقينُ
اسحبي الذيلَ يا قنيطرةَ المجدِ ****** وكحِّل جفنيك يـا حرمونُ
سبَقتْ ظلَّها خيولُ هشام ****** وأفاقت من نومها السكينُ
علمينا فقه العروبـة يا شام ****** فأنتِ البيـان والتبيـيـنُ
علمينا الأفعالَ قد ذَبَحَتْنا ****** أحرفُ الجرّ والكلام العجينُ
علمينا قراءة البرق والرعد ****** فنصفُ اللغات وحلٌ وطينُ
علمينا التفكير لا نصرَ يُرجى ****** حينما الشعب كلّه سَرْدينُ
إن أقصى ما يُغضبُ اللهَ فكرٌ ****** دجّنوهُ ... وكاتبٌ عنّين
وطني، يا قصيدة النارِ والورد ****** تغنـت بما صنعتَ القـرونُ
إن نهرَ التاريخ ينبع في الشام ****** أَيُلغي التريخَ طرحٌ هجينُ ؟
نحن أصلُ الأشياء ... لا فوردُ باق ****** فوق إيوانه ولا رابينُ
نحنُ عكا ونحنُ كرمل حيفا ****** وجبال الجليل .. واللطرونُ
كل ليمونة ستنجب طفلاً ****** ومحالٌ أن ينتهي الليمونُ
إركبي الشمس يا دمشق حصاناً ****** ولك الله ... حـافظ و أميـنُ
******************************
:)

قصيدة للشاعر أحمد شوقي :
سلام من صبا بردى أرّق ... و دمع لا يُكَفكَف يا دمشقُ
و ذكرى عن خواطرها لقلبي ... إليكِ تلفّتٌ أبدا و خفقُ
لحاها اللهُ أنباءً توالَت ... على سمعِ الوليِّ بما يشقُّ
و قيلَ معالمُ التاريخِ دُكَّت ... و قيلَ أصابها تلفٌ و حرقُ
دمُ الثوّار تعرفه فرنسا ... و تعلم أنه نورٌ و حقُّ
نصحتُ و نحن مختلفون داراً ... و لكن كلّنا في الهم شرقُ
وقفتم بين موتٍ أو حياةٍ ... فإن رُمتم نعيم الدهر فاشقوا
و للأوطان في دم كل حرٍ ... يدٌ سَلَفت و دينٌ مُستحّقُ
و لا يبني الممالك كالضحايا ... و لا يُدني الحقوقَ و لا يُحِقُّ
و للحرية الحمراء بابٌ ... بكلِ يدٍ مضرجةٍ يُدقُّ
جزاكم ذو الجلال بني دمشق ... وعزُّ الشرق أوله دمشق
سلام من صبا بردى أرّق ... و دمع لا يُكَفكَف يا دمشقُ
و ذكرى عن خواطرها لقلبي ... إليكِ تلفّتٌ أبدا و خفقُ
لحاها اللهُ أنباءً توالَت ... على سمعِ الوليِّ بما يشقُّ
و قيلَ معالمُ التاريخِ دُكَّت ... و قيلَ أصابها تلفٌ و حرقُ
دمُ الثوّار تعرفه فرنسا ... و تعلم أنه نورٌ و حقُّ
نصحتُ و نحن مختلفون داراً ... و لكن كلّنا في الهم شرقُ
وقفتم بين موتٍ أو حياةٍ ... فإن رُمتم نعيم الدهر فاشقوا
و للأوطان في دم كل حرٍ ... يدٌ سَلَفت و دينٌ مُستحّقُ
و لا يبني الممالك كالضحايا ... و لا يُدني الحقوقَ و لا يُحِقُّ
و للحرية الحمراء بابٌ ... بكلِ يدٍ مضرجةٍ يُدقُّ
جزاكم ذو الجلال بني دمشق ... وعزُّ الشرق أوله دمشق

الشاعر مظفر النواب
دمشقُ عدتُ بلا حُزني ولا فرَحي يقودني شَبحٌ مضنى إلى شبحِ
ضَيّعتُ منكِ طريقاً كنتُ أعرفه سكرانَ مغمضة عيني من الطفحِ
أصابحُ الليلَ مصلوباً على جسدٍ وأين كان غريبٌ غير ذي قرح
هذي الحقيبة عادت وحدها وطني ورحلة العمر عادت وحدها قدحي
أصابح الليل مطلوباً على أملٍ أن لا أموت غريباً ميتة الشبح
يا جنة مر فيها الله ذات ضحى لعل فيها نواسياً على قدح
فحار زيتونها ما بين خضرته وخضرة الليل والكاسات والملح
لقد سكرت من الدنيا ويوقظني ما كان من عنبٍ فيها ومن بلح
تهرُّ خلفي كلاب الحيّ ناهشة أطراف ثوبي على عظمٍ من المنح
ضحكت منها ومني فهي يقتلها سعارها وأنا يغتالني فرحي
دمشقُ عدتُ بلا حُزني ولا فرَحي يقودني شَبحٌ مضنى إلى شبحِ
ضَيّعتُ منكِ طريقاً كنتُ أعرفه سكرانَ مغمضة عيني من الطفحِ
أصابحُ الليلَ مصلوباً على جسدٍ وأين كان غريبٌ غير ذي قرح
هذي الحقيبة عادت وحدها وطني ورحلة العمر عادت وحدها قدحي
أصابح الليل مطلوباً على أملٍ أن لا أموت غريباً ميتة الشبح
يا جنة مر فيها الله ذات ضحى لعل فيها نواسياً على قدح
فحار زيتونها ما بين خضرته وخضرة الليل والكاسات والملح
لقد سكرت من الدنيا ويوقظني ما كان من عنبٍ فيها ومن بلح
تهرُّ خلفي كلاب الحيّ ناهشة أطراف ثوبي على عظمٍ من المنح
ضحكت منها ومني فهي يقتلها سعارها وأنا يغتالني فرحي

موالٌ دمشقي
--------------------------------------------------------------------------------
لقد كـتَـبْـنَا.. و أرســلنا المراســيلا..........و قَـد بَـكـيـنَـا.. و بـلَّلـنَـا المـناديلا
قُـل للَّذِيـنَ بأرض الشَّـام قـد نزلُـوا...........قَـتيلُكُمْ لمْ يَـزَلْ بالعشق مَـقتولا
يا شامُ.. يا شامةَ الدُّنيا و وردَتـهَـا...........يَـا مـن بحُسْـنكِ أوجَعْتِ الأزاميلا
وَددت لَـو زرعُـونـي فـيـكِ مـئـذنَــة ً..........أو عـلَّـقُونـي على الأبوابِ قـنديلا
يا بَـلدةَ السَّـبعةِ الأنهَـار.. يا بلدي...........و يا قَـميصاً بـزهر الخَوخ ِ مشغولا
و يا حصَانـاً تَـخَـلَّـى عَــن أعِـنَّـتِــهِ...........و راحَ يَـفْــتَـحُ مَـعْـلُـوماً و مَـجْهُـولا
نزار قبَّاني
****************************************
من مفكرة عاشق دمشقي (1)
--------------------------------------------------------------------------------
فَــرَشْـتُ فوقَ ثـراكِ الـطَّـاهـر الهُدُبـا.........فَـيَـا دمشــقُ.. لـمَـاذا نَــبْــدأ الـعَـتــبَـا؟
حـبـيـبـتـي أنتِ فـاسـتلْقي كأغنيةٍ.........على ذراعي و لا تستوضحي السَّـببا
أنتِ النِّساءُ جميعاً.. مـا مـن امـرأة ٍ.........أحـبَــبْــتُ بــعْــدَكِ إلَّا خِــلـتُـهَـا كـَــذِبـَـا
يـا شـامُ إنَّ جـراحي لا ضفافَ لهَـا..........فَمَسِّـحي عن جبيني الحُزنَ و التَّـعـبا
و أرجـعيني إلى أسـوار مدرسـتي.........و أرجـعـي الحبـرَ و الطَّبـشُـورَ و الكُـتبَـا
تلكَ الزواريبُ كمْ كـنـز ٍ طَـمَـرتُ بها.........و كـَـمْ تَــركْـتُ عـلـيـهَـا ذكــريــاتِ صـبَـا
و كم رسَمْتُ على حيطانهَـا صُوراً.........و كـَـمْ كـَسَـرْتُ عـلـى أدراجـهَـا لُــعــبَـا
نزار قباني
*************************************
منقول من هنا وهناك
:) :)
--------------------------------------------------------------------------------
لقد كـتَـبْـنَا.. و أرســلنا المراســيلا..........و قَـد بَـكـيـنَـا.. و بـلَّلـنَـا المـناديلا
قُـل للَّذِيـنَ بأرض الشَّـام قـد نزلُـوا...........قَـتيلُكُمْ لمْ يَـزَلْ بالعشق مَـقتولا
يا شامُ.. يا شامةَ الدُّنيا و وردَتـهَـا...........يَـا مـن بحُسْـنكِ أوجَعْتِ الأزاميلا
وَددت لَـو زرعُـونـي فـيـكِ مـئـذنَــة ً..........أو عـلَّـقُونـي على الأبوابِ قـنديلا
يا بَـلدةَ السَّـبعةِ الأنهَـار.. يا بلدي...........و يا قَـميصاً بـزهر الخَوخ ِ مشغولا
و يا حصَانـاً تَـخَـلَّـى عَــن أعِـنَّـتِــهِ...........و راحَ يَـفْــتَـحُ مَـعْـلُـوماً و مَـجْهُـولا
نزار قبَّاني
****************************************
من مفكرة عاشق دمشقي (1)
--------------------------------------------------------------------------------
فَــرَشْـتُ فوقَ ثـراكِ الـطَّـاهـر الهُدُبـا.........فَـيَـا دمشــقُ.. لـمَـاذا نَــبْــدأ الـعَـتــبَـا؟
حـبـيـبـتـي أنتِ فـاسـتلْقي كأغنيةٍ.........على ذراعي و لا تستوضحي السَّـببا
أنتِ النِّساءُ جميعاً.. مـا مـن امـرأة ٍ.........أحـبَــبْــتُ بــعْــدَكِ إلَّا خِــلـتُـهَـا كـَــذِبـَـا
يـا شـامُ إنَّ جـراحي لا ضفافَ لهَـا..........فَمَسِّـحي عن جبيني الحُزنَ و التَّـعـبا
و أرجـعيني إلى أسـوار مدرسـتي.........و أرجـعـي الحبـرَ و الطَّبـشُـورَ و الكُـتبَـا
تلكَ الزواريبُ كمْ كـنـز ٍ طَـمَـرتُ بها.........و كـَـمْ تَــركْـتُ عـلـيـهَـا ذكــريــاتِ صـبَـا
و كم رسَمْتُ على حيطانهَـا صُوراً.........و كـَـمْ كـَسَـرْتُ عـلـى أدراجـهَـا لُــعــبَـا
نزار قباني
*************************************
منقول من هنا وهناك
:) :)
الصفحة الأخيرة
دمشق في أوراق الشعراء
سعيد عقل
أبيات أعتقد أنها من أجمل ما قيل في دمشق
طالَتْ نَوَىً وَ بَكَى مِن شَـوْقِهِ الوَتَرُ
خُذنِي بِعَينَيكَ وَاهْـرُبْ أيُّها القَمَرُ
لم يَبقَ في الليلِ إلا الصّوتُ مُرتَعِشاً
إلا الحَمَائِمُ، إلا الضَائِـعُ الزَّهَـرُ
لي فيكَ يا بَرَدَى عَهـدٌ أعِيـشُ بِهِ
عُمري، وَيَسـرِقُني مِن حُبّهِ العُمرُ
عَهدٌ كآخرِ يومٍ في الخـريفِ بكى
وصاحِباكَ عليهِ الريـحُ والمَطَـرُ
هنا التّرَاباتُ مِن طِيبٍ و مِن طَرَبٍ
وَأينَ في غَيرِ شامٍ يُطرَبُ الحَجَرُ؟
شـآمُ أهلوكِ أحبابي، وَمَـوعِـدُنا
أواخِرُ الصَّيفِ ، آنَ الكَرْمُ يُعتَصَرُ
نُعَتِّـقُ النغَمَاتِ البيـضَ نَرشُـفُها
يومَ الأمَاسِي ، لا خَمرٌ ولا سَـهَرُ
قد غِبتُ عَنهمْ وما لي بالغيابِ يَـدٌ
أنا الجَنَاحُ الذي يَلهـو به السَّـفَرُ
يا طيِّبَ القَلـبِ، يا قَلبي تُحَـمِّلُني
هَمَّ الأحِبَّةِ إنْ غَابوا وإنْ حَضِروا
شَـآمُ يا ابنةَ ماضٍ حاضِـرٍ أبداً
كأنّكِ السَّـيفُ مجدَ القولِ يَخْتَصِرُ
حَمَلـتِ دُنيا عـلى كفَّيكِ فالتَفَتَتْ
إليكِ دُنيا ، وأغضَـى دُونَك القَدَرُ
******************************