اخواني واخواتي...السلام عليكم قرأت هذا المقال واردت معرفة تعليقكم عليه...اخوكم ابوناصر
ماذا سنستفيد من تحطيم مطار قندهار؟
بواسطة روبرت فيسك - ترجمة منى البكري
هذا المقال مترجم للكاتب المبدع ( روبرت فيسك ) ... وهو في الواقع لا يحتاج إلى مقدمة بقدر ما يحتاج لأن نضع خاتمته في أعلى صفحات التاريخ فهي رؤية عميقة لأحداث الحرب وتبعاتها على الشعب الأفغاني ..... عربيات
المقال :
كم هو لطيف من أمريكا أن تعلن إيقاف القصف يوم الجمعة .... واتسائل هل ستحترم جميع الأيام المقدسة عند المسلمين؟... هل سيتوقف القصف في شهر رمضان مثلاً ؟ لا تعتقد عزيزي القاريء أن هذه التعليقات ساخرة ... أنا فقط بدأت أتسائل عندما أعلن ذلك الجنرال ( ريتشارد ماير ) ولا أدري ان كان جاداً في كلامه أو ان كانت هذه الحرب من الأساس جدية !!! ... فماذا نعتقد أننا نفعل عندما نحاول أن نقنع المسلمين بمشاعرنا الطيبة نحوهم ونحن ندك أفغانستان بالقنابل المدمرة؟
هذه ليست الطريقة الوحيدة التي خدعنا بها أنفسنا .... فعندما فتحنا النار على أفغانستان عشنا أجواء حرب كوسوفو وأخبرونا بنشوة المنتصر أن الضربات الجوية جعلت من أجواء أفغانستان ملك لنا تتجول فيها الطائرات الحربية بحرية ، وتجاهلنا الحقيقة والواقع الذي يؤكد أن طالبان قد أعادت أفغانستان للعصور الوسطى التي تجعل أمر تحكم طائراتنا في أجوائهم عملية سهلة ذلك أنهم لا يعرفون الفرق بين الطائرة الحربية و طائرات رش المبيدات الحشرية ... لكننا تعاملنا معهم وكأننا نتعامل مع الصرب ...
لقد قصفنا معسكرات لابن لادن ....هذا صحيح ، أنا أراهن على ذلك !!! ... ولم يكن الأمر صعباً لأن أمريكا هي التي قامت ببناء تلك المعسكرات أثناء حرب الأفغان مع روسيا عندما كان ابن لادن وأتباعه بالنسبة لها ( رجال طيبون ) ... ومن الطبيعي أن لا نستغرب إعلان جنرالات الحرب أن المعسكرات قد تم تحديد مواقعها وتدميرها... هذا أمر بديهي ....
لكن ما ندركه هو أن بعض علامات التدمير والإنفجارات التي شاهدناها في مهبط الطائرات في مطار قنداهار لن يكون لها أي أثر عسكري على الرجال الذين يهشمون شاشات التلفاز ويعلقون أشرطة الفيديو على الأشجار!!!... هل تدمير تلك المواقع سيمنع هؤلاء الرجال من الإنقضاض علينا في الجبال ؟ وهل نأتمن قوات الحلف الشمالي في حال أنهم تقلدوا الحكم أن لا يعودوا إلى ممارسة النهب والإغتصاب كما فعلوا سابقاً؟ .... أو هل نعتزم أن نرسل رجال من بريطانيا وأمريكا للسيطرة على المدن الأفغانية كما سبق وأن فعل الروس عام 1980م عندما استولوا على المدن وتركوا الجبال لمقاتلي الطرف الآخر؟....
ان التكتيك العسكري المفترض نجاحه لا يتم وضعه إلا إذا حددنا هدفنا بملاحقة أسامة بت لادن - وليس حطام المدن والقرى الأفغانية - .... فمن سبق وأن زار أفغانستان سيدرك كم هي مهمة الغزو مرعبة ومليئة بالمصاعب ... الرحلة من أودية كابول إلى قمم جبالها وأنهارها المتجدمة قد تجعل من مسألة عبور جبل عملية صعبة ربما تستغرق أعوام وحدها للمرور بين الصخور. وكلما طالت الفترة تزايد حجم الكارثة الإنسانية ... فجنودنا سيمرون بجانب شعب تقتله المجاعة ولا ندري كيف سيتمكنون من مواصلة مسيرتهم وهؤلاء المدنيين يناشدونهم للمساعدة .... عندها هل سيسألونهم أين ابن لادن ؟ أو سيتمكنوا من التفكير في حادث الحادي عشر من سبتمبر؟ وحتى لو أننا وجدنا أسامة بن لادن ورجاله ، ماذا سنفعل بعدها ؟ هل سنعاود الكره بترك الأفغان مرة أخرى يضربون رأسهم بالصخر ويعيشون بين ألم الجوع وخطر الألغام مجدداً؟.... إنها فقط مسألة وقت قبل أن تتهم الباكستان الغرب وتحملهم مسؤولية المأساة الإنسانية التي وقعت .... والخبر السيء ، هو أنهم سيكونوا إلى حد كبير على حق !!! ...
لقد فكرت فيما قاله الرئيس بوش الأسبوع الماضي بأن هذه الحرب ستمتد إلى أسابيع أو أشهر أو حتى عقد من الزمان ... ولا أعرف لو صدق توقعه كم من الأفغان سيبقى على قيد الحياة بعد 10 سنوات ... ليقدموا لنا التقدير والإمتنان على إحترامنا لمشاعرهم في يوم الجمعة البعيد الذي أوقفنا فيه القصف والغارات.
ترجمة منى البكري - عربيات
هذا الموضوع مغلق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️