ماذا فعلو بنا؟!

الملتقى العام

بسم الله الرحمن الرحيم..

يحكى أن رجلاً من أهلِ مصرَ في الحج ركب حافلة،وفيها سيدةٌ طاعنةٌ في السن تقف بوهن ورجلاً يجلس في الكرسي.
طلب المصريُّ من الرجلِ الجالس أن يترك المحل للسيدة ، فرفض. فحاول معه مرةً أخرى فرفض.
وفي الثالثه قام الرجلُ لتجلس السيدة وتقول للمصريّ :"رزقك الله ياولدي حجة كل عام".
ومع إختلاف الأسباب، يحجُ كل عام.كل عام يولد ِ من جديد ..مهما بلغ من العمر ، فعمره الحقيقي لايزيد عن عام أو أقل من عام.
يتجردَ من الدُنيا،.في كلِ عام.. أي غنيمة هذه !؟


"أبغوني ضعفائكم،إنما تنصرونَ وترزقون بضعفائكم".
هكذا أطلقها الحبيبُ صلى الله عليهِ وسلم، لنتحسس وجودهم ونتلمس قربهم.فما فُضلنا عليهم لنشعر أنهم دوننا
حين أكرمنا الله بالستر، وابتلاهم بالفقر..جعلنا لبعضٍ "سُخريا".

يقينا أنهم أحدِ نعم الله علينا.والنعمة الأكبر إعطائنا لهم شيئا من ما أعطانا الله. والأكبر من ذلك كله، دعائهم لنا في ظهر الغيب.
لا نعلمُ ماذا ينسجُ الله لنا من الأقدار الغيبيةِ بهم.النصر والرزق.إنهم باب النصر والرزق.كلنا يخافُ على رزقه،ويحلم بالنصر.
كل ما نفعله لهم،بقرارنا.هو مانقررهُ لأنفسنا من رزق.. من نصرةٍ ومن شفاء نعم ...شفاء.

الدواء الذي يغفل عنهُ الكثير من المرضى.يملك مالا كبيرا يجوب مشارق الأرضِ ومغاربها ليتعالج. يسمع أن العلاج أفضل.يسعى للعلاج الأفضل،
وينسى الدواء قريب منه ويسير. لا يحتاج إلى مشقةِ سفر، ولا يحتاج إلى ألآم. إنهم الضعفاء،الصدقة.الدواء.
يقول ابن شقيق: ( سمعت ابن المبارك وسأله رجل: عن قرحةٍ خرجت في ركبته منذ سبع سنين، وقد عالجها بأنواع العلاج، وسأل الأطباء فلم ينتفع به، فقال: اذهب فأحفر بئراً في مكان حاجة إلى الماء، فإني أرجو أن ينبع هناك عين ويمسك عنك الدم، ففعل الرجل فبرأ ).

الضعفاء من الخدم، الذين جعلهم الله تحت أيدينا، لا أعلمُ أيُّ أم أو أبٍ هذا الذي يسمح لفتاة لم تتجاوز السادسة عشره من العمر أن تهب صراخا في وجه رجلٍ أكبر من أبيها.لتأخره عن إحضارها من المدرسة.
التربيةُ أخلاق وسلوك .شعور فتاة السادسة عشره، أن هذا الرجل تغربّ وترك أهله وصغاره.لهذا المُرتب البسيط... هل سيدفعها للصراخ؟.
الأمر لا يحتاج في التربية بالضرورة إلى قراءه الكثير من الكتب،عناوين "كيف نربي أبنائنا" "كيف يكون إبنك محبوبا" "كيف تتعامل مع المراهق".
بقدر مايحتاج أن نشعر أن الناس مثلنا. لهم قلوب يشعرون بها، ينجرحون ، يتعبون ، يشتاقون، ويخطئون.
حين تراك ابنتك إذا أحضرت عشاءً تقسمي للخادمة قبل أن تبدأي بالطعام منه.هل ستفعل ذلك؟ بكل تأكيد..بدون الحاجه إلى أن تقولي لها ولو همساً.
حاولي تربيتهم على الشعور بالآخرين.مشاركتهم للآخرين.
ولست هنا متخصصة في التربية،لكني أظن أن شعورنا بالآخرين يكفلنا إلى إحسان العلاقة معهم.والأعظم شعورنا برؤية الله لنا.وصغر الدنيا ونهايتها.
والسعادة في معاملتهم كما قال ابن القيم :أن تعاملهم لله فترجو الله فيهم ولا ترجوهم في الله وتخافه فيهم ولا تخافهم في الله،
وتحسن إليهم رجاء ثواب الله لا لمكافأتهم وتكف عن ظلمهم خوفا من الله لا منهم.

الضعفاء بوابة للرزق إذا أحسنَّا إليهم بوابة للعقابِ إذا أسئنا إليهم. بوابة للشفاء إذا مرضنا وأعطيناهم .
من لم يرى إلا الخير في حياته.من يجري العمليات فيخرجُ منها معافى.إعلموا أن له ضعفاء أحسن إليهم.لم تعلموا من هم.. لكن الله علم فدبرَّ ويسرّ.

الفلاسفه، وعلماء النفس إختلفوا في كل شيء لكنهم إتفقوا على مبدأ أن السعادة تكمن في العطاء. لذا مهما اختلفنا في كل شيء الناس في كل العالم
تتفق مع هذا المبدأ. الذي نحن المسلمون نعتبره وجه من أوجه العبادات والتقرب إلى الله تعالى.
من سمحت له الفرصه في عمل إجتماعي أو تطوعي واقترب من قلوب أولئك الناس فاستمع إليهم وشكواهم.أحسن إليهم.
هل هو سعيد بهذا ؟!.
لم أستمع في حياتي إلا أحدٍ تطوعّ وندم.مع أن التطوع بلا مال،وبجهد. من تتطوع في ترتيب ملابس للفقراء،لكسوة العيد.لغير ذلك.جهد ووقت مضاعفين مع ذلك
لماذا تكرر التجربة؟
الجواب في قول الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم :"أحب الأعمال إلى الله سرورٌ تدخله على مسلم".

تصدقو بأموالكم..بأوقاتكم..بجهودكم..بإبتساماتكم..
بسبحان الله..فهي صدقة..بالحمدلله..لا إله إلا الله.. الله أكبر. فهنَّ صدقه..
بركعتي الضحى..فهي صدقه.

ولا تنسوا أنه قرضٌ مع الله.الله مالك كل شيء،خالقه.
"من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون".

الله الذي أعطاك..فتقرضه، ثم يضاعفه لك..ويرزقك.
وفي نهاية الأمر : إليهِ ترجعون.
نحنُ نبخل بمال الله الذي أعطانا.. وكأننا خالدون. نغفل أننا :إليه راجعون..

اللهم صل وسلم على محمد




منقول
0
304

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️