
~أطياب~ @atyab_2
محررة
ماذا لو أُعطيت المرأة السعودية حرية الاختيار؟ (موووووووضوع رائع)
هنالك أسطورة أوروبية جميلة تقول إن مملكة قديمة حاولت الاستيلاء على مملكة أخرى وحاصرتها، فبعث ملك المملكة المحاصرة برسوله ليستعلم عن سبب هذا الحصار وعن ما إذا كان هنالك وسيلة يفتدي بها الملك مملكته. فجاءه الجواب بأن ذلك ممكن إذا تمكن الملك من إيجاد إجابة لهذا السؤال المحير، ماذا تريد النساء؟
احتار الملك بعد أن جمع فلاسفة ومفكري ونساء مملكته وبحث معهم عن إجابة مقنعة، فأشار عليه مستشاره أن يستعين بعرّافة ذاع صيتها علّها تنقذه. ذهب الملك إليها وطمّعها بنصف ثروته إن هي أنقذته من هذا المأزق. فاشترطت عليه شرطاً غريباً، فهي ليست بحاجة لماله ولن تجيب سؤاله إلا إذا زوَّجها من نبيل شاب من حاشيته اسمه (الفريد). احتار الملك مع هذه الساحرة العجوز وبعد أن يئس، عاد منسحبا إلى قصره مستسلما، وما أن سمع النبيل بشرط العرافة إلا وأعلن موافقته على طلب العجوز فداء لملكه ووطنه. فأخبر الملك الساحرة بموافقته على زواجها من النبيل الذي اختارته فأعطته الإجابة وهي أن ما تريده المرأة حقا هو(أن تترك لها حرية الاختيار). وبهذه الإجابة الذكية أنقذ الملك مملكته وفك الحصار، وفي يوم زفاف النبيل من الساحرة العجوز، فُوجئء النبيل بأن الساحرة القبيحة قد تحوَّلت الى امرأة شابة بارعة الجمال وعندما سألها عن سر هذا التحول أجابته بأنها قد قررت أن تكافئه على تضحيته، بأن تعطيه فرصة الاختيار، إما أن تبقى قبيحة طوال النهار وتتحول الى امرأة جميلة في الليل أو أن تكون امرأة جميلة في النهار وتعود إلى طبيعتها وقبحها في الليل!
احتار النبيل وبعد تفكير عميق قال: سأمنحك أنت حرية الاختيار
فأجابته الساحرة:إذاً سأظل جميلة طوال الليل والنهار...
فحوى هذه الأسطورة أن المرأة إذا منحت حرية الاختيار أعطت أجمل النتائج.
وكذلك المرأة السعودية لو أنها منحت حرية الاختيار وأعطيت الثقة الكافية في اختياراتها لأعطت المجتمع أفضل النتائج.
لو كان لها حرية الاختيار في الحياة التي تعيشها ودعمت الأنظمة التي تضمن استقلاليتها، لقلت حالات الطلاق، والعنوسة، والبطالة والانحراف الديني والأخلاقي، والاكتئاب والهروب والانتحار ولما وجدت الأسرة أي عائق في التغلب على همومها وتفككاتها المؤلمة.
ما ذكر في الثقافات الأخرى على أنه أسطورة هو واقع وحقيقة مثبتة في سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم (في سنن النسائي عن عائشة أن فتاة دخلت عليها فقالت: إن أبي زوجني ابن أخيه ليرفع بي خسيسته وأنا كارهة قالت اجلسي حتى يأتي النبي صلى الله عليه وسلم فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فأرسل إلى أبيها فدعاه فجعل الأمر إليها، فقالت: يا رسول الله قد أجزت ما صنع أبي ولكن أردت أن أعلم أن للنساء من الأمر شيئاً؟ وفي رواية قالت: ولكن أردت أن تعلم النساء أن ليس للآباء من الأمر شيء). هذه الواقعة وغيرها كثير مما أُهمل تفعيله من سنة المصطفى في تعامله مع المرأة وحقيقة موقف الإسلام من استقلاليتها وحريتها في اختيار المناسب لها وتحمل تبعات اختيارها مثلها في ذلك مثل الرجل. يشهد على أن المشاكل المتزايدة التي يعانيها المجتمع السعودي في تناقضاته الانتقائية وتهميشه لكثير من حقوق المرأة التي أقرها الإسلام لها لن تُحل إلا بعد أن ترد لها حرية الاختيار التي سلبت منها.
المقال لـ الدكتوره شروق الفواز .
7
519
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

حواء الحجازية
•
تسلمي على الموضوع الحلو




الصفحة الأخيرة