ماذا نتعلم من حنـّــة اُم مريم وجدة عيسى عليه السلام ..

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يقول الله تعالى في كتابه الكريم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا
فتقبل مني إنك أنت السميع العليم 35 فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت
وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم 36 )آل عمران



إمرأة عمران هي حنة بنت فاقوذ وهي أم مريم وجدة عيسى عليه السلام ، تأملنّا في ماقالت لرب العالمين
قالت :‏ ‏{‏رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم‏}‏
إمرأءة نـــادرة ، همها الوحيد خدمة دين الله ، نذرت لله وحده لاشريك له ، عندما علِمت بحملها الذي طال
لم تتوانى عن التقرب الى الله شكرا وعرفانا ، قدمتهُ لرب السموات والارض ...
وقالت بشغف:ماأستقر في رحمي هو لك ياربي محررا لايعمل للدنيا ولا يتزوج ويتفرغ للآخرة ويخدم بيتك المقدس ، ولا يحال بينهُ وبين العبادة
فتقبل مني مانذرت لك ..
كانت متيقنة في دخيلة نفسها بإن نذرًا كهذا لا بد أن يكون ذكرًا ..
وهذا الذي كانت تتمنى ..
تقبل السميع العليم منها ، ولكن أرادها أُنثى لحِكمة .



تضرعت حنة بحسرة وإنكسار وحزن عندما وضعتها وهذه الحسرة تلف الآف النساء في زمننا الحاضر بل حتى الرجال وبكل أسف ..
قالت : رب إني وضعتها أنثى ، والأنثى عورة وضعيفة ، وأخشى ان لاتقدر على ان تكون محررة ، وليس الذكر كالأنثى في القوة والخدمة والجلد .
يا حنّة الذكر الذي تمنَّيته مخلصًا للطاعة لن يصل إلى مرتبة الأنثى التي قدرها الله في رحمك مثلاً للعبادة ..
آمنت بالقضاء والقدر ورضت بحكمة الله وعطائهِ وإيقنت بإن خدمة الدين ليست قاصرة على الرجال فقط ..
وسمتها بإسم مريم اي العابدة وأعاذتها بالله وذريتها من الشيطان الرجيم فأستجاب لها ربها ولم يقربهما الشيطان هي وذريتها الذي هو عيسى عليه السلام ..
وقدمتها للمحراب لتكون لله مخلصة ..
وكلنا يعرف مريم النقية الطاهرة وما وصلت اليه من أعظم الدرجات في العبودية ويعرف إبنها عيسى عليه السلام أحد أولي العزم ومعجزة الله فيه
لم تكن حنــّـة إمرأة عمران إمرأة عادية أبدا بما نذرت وبما فعلت وأنظروا كيف استجاب الله لها ..


أختي الأم ..أختي الحامل ...
هل ستنذرين مافي بطنك عالما أو مجاهدا أو داعيا الى الله ورسوله كما فعلت حنـّــة سابقاً ؟

لاتنسوني من صالح دعائــــــكم ..


أختكم في الله أثير