تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس : عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه ، وماله من أين اكتسبه ، وفيما أنفقه ، وماذا عمل فيما علم "
( حديث حسن : رواه الترمذي )
إن الله سبحانه وتعالى من عدله يحاسب كل إنسان حسبما أعطاه من قدرات وإمكانات ومال ...
فلا يحاسب المعتوه أو المجنون ويسأله لماذا لم يعلم أهله ما يجب عليهم من أمر دينهم ؟ لأن فاقد الشئ لا يعطيه .
وإنما يحاسب العاقل السوي ؟ وإن كان لا يعلم يحاسبه لماذا لم يتعلم ما أوجبه عليه وهو قادر على التعلم
ولا يحاسب الفقير على عدم إخراجه للزكاة ، وهكذا ...
أما من يملك القدرة العلمية و المالية على التصدي للدعوة الى الله ، فإنه سيسأل لا محالة ماذا عمل فيما أعطاه الله من قدرات ؟
هل سخر ولو جزءاُ منها في سبيل الله ؟
أم هو كالأنعام يعيش ليأكل ويستمتع بالشهوات ؟
كيف سنلقى الله تعالى وماذا سنقول له ؟
هل سنقول كما قالت الأعراب لرسول الله صلى الله عليه وسلم عندما تخلفوا عن الخروج معه : ( سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ) الآية .
· فالله أعلم بما في قلوبنا وقلوبهم , وقد حذرنا الله من الإنشغال عما أمرنا به ، وخلقنا من أجله .
قال الله تعالى ( وما خلقت الجن و الانس الا ليعبدون )
وهل العبادة هي : الصلاة و اليام و الحج فقط ؟
لا ... أن العبادة هي: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة و الباطنة وها هو الرسول صلى عليه وسلم يتوعد من يترك الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " و الذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن النكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه فتدعونه فلا يستجيب لكم " .
فهل تتصور أن الرسول صلى الله عليه وسلم يتوعد مثل هذا الوعيد الشديد على ترك نافلة من النوافل كلا ، بل هو واجب من الواجبات على كل مسلم كل حسب استطاعته ، فمن استطاع بعلمه وجب عليه ذلك ، ومن استطاع بماله وجب عليه ذلك ،.... وهكذا.
وها هم المنصرون النصارى في أنحاء العالم يجمعون مئات بل آلاف الملايين لينشروا دينهم المحرف ، فما بالنا نحن لا نفعل ذلك ونحن أهل الحق و الدين القويم !!
فليتدارك كل منا ما فاته في الماضي ، ولنبدأ بالعمل لهذا الدين قبل أن يدركنا الموت و نحن في غفلتنا هذه فنندم . ( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم ) .
ألا هل بلغت . ألا هل بلغت . ألا هل بلغت ...... اللهم فأشهد .
كيف نؤدي واجبنا ؟
يجب أن نتدارك ما فاتنا في الماضي ونبدأ :
· أولاً : بأن نستغفر الله ونتوب إليه مما كان منا من تقصير في الماضي .
· ثانياً : أن نفكر ماذا نستطيع أن نفعل لنشر دين الله سواء بدعوة أقربائنا – ونبدأ بالأقرب فالأقرب – أو جيراننا .
وسنذكر عدداً من أفضل وسائل الدعوة الى الله ، وكل حالة تحتاج الى نوع معين . ويمكننا الاستئناس برأي المشايخ و العلماء وطلبة العلم ممن لهم خبرة في الدعوة ، لينصحونا بأفضل الوسائل لكل حالة .
وإليك أخي الفاضل وسائل الدعوة وطرق استخدام بعضها .
أسأل الله العلى القدير بأسمائه الحسنى وصفاته العلى ، أن يجعل عملنا خالصاً لوجهه الكريم ، وموافقاً لكتابه العزيز ، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
أهم الوسائل في الدعوة الى الله تعالى
إن وسائل الدعوة الى الله كثيرة لا يمكن حصرها ولكن أهمها :
1. العوة بالكلمة الهادفة :
سواء كانت تلك الكلمة محاضرة ، أو درساً ، أو خطبة ، أو موعظة أو نصيحة شخصية بينك وبين المدعو . خاصة في مسألة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، بحيث تستخدم آداب النصيحة ، ومنها ألا تنصح أحداً أمام الناس ، بل على إنفراد ، إذا تيسرلك ذلك ، بحيث تتحين فرصة تنفرد فيها بأخيك المخطئ وتنصحه بأسلوب سمح لطيف .
2. الشريط :
يمكنك استخدام الشريط ، خاصة مع الناس الذين لا يحبون القراءة ، فتختار لكل شخص الموضوع الذي يناسبه ، فمن تجد فيه غفلة و تعلق بالدنيا ، تهدي له شريطاً يذكره بالآخرة و الموت و العقاب ، أما إذا وجدت إنساناً يرتكب مخالفة أو منكراً معيناً مثل العمل في البنوك الربوية مثلاً ، فتبحث عن شريط فيه فتوى أو محاضرة عن تحريم البنوك الربوية ، وهكذا و يمكنك أن تنسخ منه عدة نسخ و توزعها أو تحتفظ ببعضها الى حين الحاجة إليها .
3. الكتيب :
حاول أـن تبحث للشخص – إذا كان ممن يجيدون القراءة – عن كتيب مناسب في حدود 30 – 40 صفحة وهذا أقرب للتأكد من قراءته لأن الناس الآن في عصر كثرت فيه المشاغل ونادراً ما تجد أحداً من عامة الناس يقرأ كتاباً أكثر من 40 أو 50 صفحة ، فحاول قدر المستطاع أن تبحث عن رسالة أو كتيب في الموضوع المناسب له ، ويمكنك سؤال طلبة العلم عن أنسب الكتيبات ، وهكذا يقوم كل شخص بمسؤليته في هذا المجال ، بحسب قدراته وإمكاناته .
4. النشرةالصغيرة ( المطوية ) :
وهي عبارة عن بعض صفحات ، تعالج موضوعاً معيناً ، ومن مميزاتها أنه من السهل أن يقرأها الإنسان في دقائق معدودة ، وإذا لم تجدها متوفرة ، فيمكنك الإحتفاظ بنسخة منها دائماً لديك لتصور منها .
كما يمكنك – و الخطاب موجه لمن وسع الله لهم في الرزق – أن تطبع كميات من أحدى الكتيبات النافعة وتوزعها .
وأذكرك مرة أخرى :
بأن كل إنسان منا مكلف بالمشاركة في الدعوة الى الله ، حسب طاقته ...
فالداعية وطالب العلم مكلف بمجهوده . والإنسان العادي مكلف بتوصيل وسائل الدعوة في كتب وأشرطة لمن يحتاجها حسب استطاعته ، والتاجر مكلف بالمساهمة بماله في طباعة الكتب و الأشرطة لتوزيعها . وهكذا ........ وهكذا ليس لأحد منا عذر أو حجة أنه لم يجد الوسيلة للقيام بواجبه في الدعوة الى الله .
قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس و الحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم و يفعلون ما يأمرون )
ألا هل بلغت ..... اللهم فأشهد .
وصلى الله على عبده ورسوله سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه اجمعين .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
منقول
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
طمطومه
•
سلمت يداك
اللهم انا نطمع بعفوك وكرمك فاغفر لنا يا غفور وقوي ايماننا ونفع بنا يارب العرش العظيم
اللهم انا نطمع بعفوك وكرمك فاغفر لنا يا غفور وقوي ايماننا ونفع بنا يارب العرش العظيم
الصفحة الأخيرة
جزاك الله وردة الربيع على هذا النقل الطيب
تحياتي لك