ماذا ننتظر لنعلن الجهاد؟!

الملتقى العام

انفجر الدكتور عبد الصبور مرزوق نائب رئيس المجلس الأعلى للشئون الأسلامية وعضو مجمع البحوث الإسلامية _ كأي مسلم غيور علي دينه وعرضه _ غضبا في المؤتمر العام السادس عشر للمجلس.. ووقع مريضا علي مرضه من تلك الصدمة البشعة التي لا يطيقها بشر حينما يشاهدون تلك الجريمة النكراء التي ارتكبها الأمريكيون أصحاب الحضارة الزائفة التي تهدر كرامة الإنسان في حق الأسري العراقيين. لم يستطع الدكتور عبد الصبور مرزوق أن يقف علي منصة المؤتمر الذي جمع كافة مفكري الأمة وعلمائها لمناقشة قضية التسامح في الإسلام. لم يستطع أن يجلس علي المنصة ليلقي بحثه عن الجهاد في الإسلام.. فالموقف لم يعد يحتمل الكلام.. وسماحة الإسلام معروفة للقاصي والداني فألقي محاضرته نيابة عنه الدكتور محمد عمارة وأوصاه أن يبلغ رسالة باسمه أمام هذا الجمع من علماء المسلمين أن يتحركوا قبل فوات الأوان.
وطالب د. عبد الصبور مرزوق في كلمته بأن يجتمع مسئولو دور الإفتاء في العالم الإسلامي ليعلنوا الجهاد ضد هذا العدو وتساءل: هل ما تصنعه أمريكا وإسرائيل الآن في المنطقة العربية يخرج علي حد الحرابة؟ وأليس من الواجب علي علماء الإسلام أن يطبقوا حد الحرابة عليهم مصداقا لقوله تعالي: 'إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض'. وللأسف الشديد ورغم ذلك خرج المؤتمر عاريا من أية لفظة أو جملة تشفي غليلنا مطالبة بالجهاد ضد أمريكا وإسرائيل.. خرج المؤتمر عاريا وقد لحقنا العار أكثر وأكثر. سألنا أعضاء مجمع البحوث حول قضية الجهاد في الإسلام ووجوبه في الوقت الحالي فقال الدكتور جمال الدين محمود عضو مجمع البحوث الإسلامية ونائب رئيس محكمة النقض: إنه كان من الواجب بعد ما حدث أن يتحرك علماء الإسلام ومجمع البحوث الإسلامية ليقفوا ضد ما يحدث فليس بعد حرب الله شيء آخر ننتظره لنعلن الجهاد.. وليس معني ذلك أن تسود الفوضي الأمنية أو أن نخشي أن يتهم الإسلام بالإرهاب.. فالاتهامات جاهزة مسبقا. فالحرب في القرآن نار وبلاء كبير وجريمة من الجرائم وأما دفاع المسلمين عن أرضهم وأنفسهم وأموالهم وأعراضهم فقد وضع له الإسلام فريضة الجهاد والذي يعني بذل الجهد والطاقة في كل عمل يدفع به الإنسان الشر ويفعل الخير ويكون الجهاد أيضا بالكلمة وكل عمل خير والمال وفي آخر المطاف يكون الجهاد بالنفس لدفع العدوان عن المسلمين مثلما يحدث وأضاف: علي عكس ذلك تماما مجدت الكتب اليهودية الحرب فقد ورد في التوراة في سفر التثنية الاصحاح العشرين 'وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة فهي غنيمة تغتنمها وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك شعبا فلا تستبق منها نسمة ما' فمفهوم الإبادة للبشر وللعمران واضح تماما في التوراة المتداولة ويحض الاصحاح السابع من سفر التثنية علي ألا يقطع اليهود عهدا لأعدائهم ولا يشفقوا عليهم وكذلك يحرض علي قتل الرجال والنساء والأطفال والرضع والبقر والغنم كما جاء في صموائيل الأول من الاصحاح ال .15 أما المسيحية فقد جاءت النصوص بالحض علي السلام والنهي عن الانتقام. ويؤكد د. جمال الدين محمود أن ما ترتكبه أمريكا في العراق الآن هو جريمة حرب فهم لا يقاتلون كجيوش محاربة.. بل هم أشبه بالمجرمين الذين يرتكبون الحرابة التي عرفها الإسلام وعاقب عليها بأشد العقوبات. ويري الدكتور محمد رأفت عثمان عضو مجمع البحوث الإسلامية أنه من الواجب الآن أن تعلن كل الدول الإسلامية الجهاد ضد المحتلين لمساعدة العراقيين في الدفاع عن أعراضهم وأرضهم، فالجهاد علي أرض العراق واجب بحيث لا يقف الشعب العراقي وحده في مواجهة الآلة العسكرية الأمريكية ومن يتحالف معها. ويقترح د. رأفت أن تؤسس منظمة المؤتمر الإسلامي جيشا من البلاد الإسلامية للدفاع عن أي دولة إسلامية تتعرض للهجوم بجانب جيش الدولة الأصلي. ويؤكد الدكتور عبد الحي الفرماوي أستاذ التفسير بجامعة الأزهر أنه توجد آيات كثيرة في القرآن الكريم تحمل أوامر بإعلان الحرب ضد الأمريكيين والصهاينة وأبرزها 'أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله علي نصرهم لقدير' و'قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم'. ويؤكد د. جمال عبد الهادي أن الأمة اليوم تتعرض لعدوان صهيوني أمريكي أوربي وأصبح الجهاد الآن فرض عين علي كل مسلم ومسلمة والجميع يأثم إذا لم يجاهد سواء كان حاكما أو محكوما وبالنسبة للمحكومين فيأثمون ولكن كل حسب درجته وحسب قدرته واستطاعته وقد ظهرت فتاوي عديدة من مجمع البحوث الإسلامية منذ عامي 1947 و1956 وأفتي الشيخ حسنين مخلوف قديما بوجوب دعم الشعب الفلسطيني بالمال والسلاح ولا يجوز الدخول مع الصهاينة في مشروعات شراكة. وفي سنة 1989 أفتي مجمع البحوث الإسلامية بأن الصلح مع الصهاينة خيانة لله وللرسول وللمؤمنين ومع توالي الأحداث وتحالف أمريكا مع الصهاينة بالمنطقة يجب أن نجاهد ونحارب بقدر طاقتنا هؤلاء الأعداء لأنهم تحالفوا ضد ديار الإسلام وعاثوا فيها فسادا ومؤخرا أصدر مجمع البحوث الإسلامية فتوي تؤكد أن الجهاد فرض عين علي كل مسلم ومسلمة ومن خذل المسلمين علي القيام بهذا الواجب فهو مفارق لجماعة المسلمين ومرتكب لأعظم الآثام. فلا يجوز دعم الأمريكان أو المشاركة معهم في مصالح اقتصادية أو غير ذلك.
*********
منقول
0
485

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️