
دُور الذكر النسائية تضم بين جنباتها برامج متعددة وتقدم جهود جبارة مشكورة ولئن كانت الدور في بداياتها يقتصر دورها على تحفيظ كتاب الله تعالى فإنها الآن أشبه ما تكون بمدرسة أو مركز تربوي متكامل يلبي الرغبات المتعددة ويحقق الأهداف المرجوة من بنات المستقبل .
وفي ظل العولمة ومع تعاقب السنون والأعوام أضحت الدُور وغيرها من أعمال خيرية بحاجة ماسة إلى إعادة تقويم وتقليب الصفحات واستشراف المستقبل لوضع خطة مستقبلية تراعي وتناسب متطلبات العصر ورغبات فتياتنا المسلمات .
وهذا التقويم وإعادة النظر من قبل ذوي الشأن ليس ناتجاً عن نقص وإن كان الكمال للمولى لكنه في الحقيقة دليل وعي لدى القائمين على تلك المناشط ومراعاة ظروف الواقع المتغيرة .
هنا بعض الوقفات حول دور الذكر النسائية جمعتها من هنا وهناك والهدف منها هو إثارة بعض الخواطر التي ربما تجد من يستفيد منها وينتفع أو يصحح ما جانب فيها الصواب ، ومن ذلك :
lمن الملاحظ وبشكل ملفت لدور دُور الذكر النسائية هو العناية الشديدة بالتجويد وأحكامه عناية ربما تفوق أحياناً العناية بالكتاب ذاته حفظاً ومراجعة ، وتبرز صورة هذه العناية في توزيع الطالبات في بعض الدُور على فصول طبقاً لمفردات منهج التجويد دون مراعاة لفارق الحفظ فتجد على سبيل المثال فصل النون الساكنة وفصل الممدود وفصل الميم الساكنة وهكذا دواليك .
وفي الجهة المقابلة يقترن أحيانا نقل الطالبة إلى مرحلة متقدمة بإتقانها أحكام التجويد للمرحلة السابقة حتى ولو أنجزت المقدار المحدد من الحفظ ألا وهو مثلاً حفظ خمسة أجزاء .
والمعيب في هذا الأمر – من وجهة نظري – هو كون هذه العناية المتكلفة أحياناً تمنع بعض النساء من الاستمرار أو الالتحاق بتلك الدُور لوجود الكثافة الدراسية للتجويد .
والبعض منهن ربما لا تملك مقدرة دراسية على استيعاب تلك الدروس بخلاف القرآن الذي تكفل الله بتيسيره على العباد .
ولو سلمنا جدلاً بصحة وجهة نظر واضعي المنهج فيقال :
لماذا هذا الحرص الشديد ؟ والواقع أن بناتنا يغلب عليهن الجهل بذلك ،
وهناك أولويات معرفتهن لها أولى من تدريس للتجويد .
ولسن بتدريسهن للتجويد بهذه الكثافة نؤهلهن لإمامة المساجد كالذكور الذين لا يلقوا في الغالب تكثيفاً في التجويد يشابه ما تلقاه فتياتنا وبناتنا في الدور .
حري بنا أن نفتح المجال في دُور الذكر لأولئك الفتيات المحافظات واللاتي لا نستطيع أن نطلق عليهن صفة "المستقيمات" لكي نحفظهن من دعاة السوء الذين يتربصون بهن كل مرصد ،
ولا بأس أن يكون هناك تكامل وتعاون في الحي الواحد بين الدُور فيكون هناك دار تهتم بالمتميزات ودار تلتفت للمحافظات ولسن مستقيمات ودار تبدع في تقييم وتوجيه البراعم وفتيات المرحلة الابتدائية وبهذا الشكل يكون الإنتاج ، لأن هدفنا جميعاً الإصلاح وهداية الناس ،
وقضية عدد المنتسبات للدار وكثرة الملتحقات بها قضية جزئية مقارنة بالقلة إذا اتسمت بالإنتاجية وهذا هو الهدف من العمل في الأساس .
واللة انك صادقة ليتهم يكثفون التفسير والحديث ....علشان نستفيد اكثر
وتسلمين يالغالية :21: